324 قتيلاً بسبب الأعاصير في أسوأ حصيلة منذ 80 عاماً في أمريكا
المدينة نيوز - أدت الأعاصير التي ضربت جنوب الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة إلى سقوط 324 قتيلاً، والتي تُعتبر أسوأ حصيلة للخسائر البشرية منذ 80 عاماً، وحوّلت مناطق بأكملها إلى دمار قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتفقدها.
وأفادت الأرقام التي قدَّمتها السلطات المحلية بأن ولاية ألاباما هي الأكثر تضرراً بعد الأعاصير؛ إذ سقط فيها 228 قتيلاً، وفي ولاية تينيسي قُتِل 34 شخصاً والعدد نفسه في ولاية ميسيسيبي و15 في جورجيا وثمانية في أركنسو وخمسة في فيرجينيا، وتعود آخر حصيلة بهذا الحجم إلى 1932 عندما سقط 332 قتيلاً.
أما الأضرار، فكلّفت شركات التأمين بين مليارين وخمسة مليارات دولار، وذلك حسب تقديرات أولية قدمتها شركة "إيكيكات".
وزار أوباما أمس الجمعة 30-04-2011 ولاية ألاباما للقاء سكانها ومعاينة الأضرار، وقال إنه صدم بحجم الدمار والخراب الذي تسببت به الأعاصير في الولاية. وأضاف: "أريد أن أقول إني لم أر في حياتي مثل هذا الدمار".
وكان الرئيس الأمريكي يتحدث بعد وصوله إلى مدينة توسكالوسا التي يعيش فيها 90 ألف نسمة غرب ألاباما، وزالت بعض أحيائها تقريباً عن الخارطة في أعنف أعاصير تشهدها الولايات المتحدة منذ قرابة 40 عاماً.
وأضاف أوباما:"هذا يعتصر قلوبنا، جئنا لنتحدث إلى السكان الذين حالفهم الحظ وبقوا أحياء ولكنهم فقدوا كل شيء"، وأكد أمام حاكم ألاباما روبرت بنتلي قائلاً:"سنفعل كل ما في وسعنا لإعادة الإعمار".
وأصيب 1700 شخص بجروح في الولاية بينما لايزال قرابة مليون من سكانها محرومين من الكهرباء.
أعمال النهب
وقالت روز ليفينغستن: بينما يقوم أبناؤها بتحميل علب مأكولات ومشروبات نجحت في استرجاعها من محلها الصغير لبيع المواد الغذائية الذي دمرته العاصفة "لم أتصور يوماً أن إعصاراً يمكن أن يُسبب مثل هذا الدمار في مدينة". ومثلها يخشى توماس هيغينز أعمال النهب، وقد ثبت قطعاً خشبياً بدلاً من جدار لمنزله الذي دمر خلال ثوانٍ في الإعصار.
وقال: "يجب أن أتمكن من إغلاق المنزل بشكل أو بآخر، لدي الكثير من الأشياء والقطع الثمينة في داخله وأريد حمايتها، الجميع يعرف ما يحدث ليلاً في هذه الحالات إذا لم نلتزم الحذر".
ومازال الكثيرون من سكان توسكالوسا يذكرون أعمال النهب التي تلت مرور الأعصار كاترينا في نيو أورلينز في 2005. وقد كتب على لوحة أمام منزله "لا تقتربوا وإلا سأطلق عليكم النار".
ووعد حاكم ألاباما بتعزيز الإجراءات الأمنية لمنع أعمال النهب، لكن كثيرين منهم لم يعد لديهم ما يخشون فقدانه.
درجة إعصار نادرة
وضرب أحدها مدينة سميثفيل، وهو من الدرجة إف-5 التي نادراً ما تسجل ورافقته رياح سرعتها 330 كلم في الساعة.
والعدد القياسي من الأعاصير التي سُجلت خلال 24 ساعة يعود إلى 1974 عندما حدث 148 إعصاراً، لكن أكثر من 160 إعصاراً سجلت في رقم لم يؤكد رسميا بعد.
وتسببت الأعاصير بإعلان حال الطوارئ في ولايات ألاباما وأركنساو وجورجيا وإلينوي وكنتاكي ومسيسيبي وميسوري وأوكلاهوما وتنيسي، وتأتي هذه العواصف بعد فصل ربيع تساقطت خلاله أمطار وثلوج غزيرة أشبعت الارض بالماء وتسببت بفيضان الأنهار.
وفي حال استمرت الخسائر البشرية، فإن حصيلة الضحايا يمكن أن تتجاوز تلك التي سجلت في 1925 في الولايات المتحدة حيث قتل 747 شخصاً.