أخبار الثورات العربية

تم نشره السبت 30 نيسان / أبريل 2011 09:02 مساءً
أخبار الثورات العربية
مزهر القرعان
لست ادري ما الذي ينتابني عند سماع أخبار الثورات العربية التي هبت في بلد وانتشرت في معظم البلاد العربية انتشار النار في الهشيم ،قلقة هي مشاعري وحائرة هي أفكاري بين واقع مر يعيشه المواطن العربي ،وبين الثمن الغالي والكبير الذي يتوجب عليه دفعه لتغيير هذا الواقع، فأحيانا وعندما أتمعن في الواقع المعاش والذي لا يسر عدوا ولا صديق، أحس وكان جبلا قد جثم فوق صدري، أو بركان ينفجر داخله أو يكاد، واجد نفسي متعاطفا، وتأبى هذه النفس إلا أن تقودني إلى ساحات الاحتجاج هاتفة ومرددة بسلوك جمعي ما يردده المتظاهرون المطالبون بإنهاء كل مظاهر الظلم والمعاناة،التي دفعت بهم إلى الساحات ، والقضاء على كافة أشكال الفساد ،فالفساد يتشكل بأشكال عديدة كما يتلون بألوان مختلفة، ويكيف نفسه مع كل مرحلة نمر بها، حتى يصبح هو الواقع، ويصبح هو اللون السائد.
ولئن كان الفساد عيب وحرام في مضى من الزمن ويخجل الفاسد من نعته بالفساد، فقد أصبح الوضع مختلفا هذه الأيام، حيث الفاسد يسود ويتباهى ويعتبر فساده فهلوة وشطارة، وينفق الأموال هنا وهناك بمبرر وبلا مبرر حتى يعظم ويحمي فساده، على النقيض من أولئك، الشرفاء الذين يرفضون الانغماس في وحل الفساد، فقد أصبح هؤلاء شواذا في نظر المجتمع غير مرغوب بهم، ويحاربون وتجيش ضدهم الناس وتلصق بهم التهم، لإقصائهم وإخراجهم من القرية باعتبار أنهم أناس يتطهرون.
بالمقابل أحس بقلبي ينفطر، وبنفسي مكسورة الخاطر، وبعقلي ممتلئ بالهواجس والأفكار المضطربة، - تماما كاضطراب الأوضاع في الوطن العربي- التي تروح وتغدو وأنا أرى الثمن الغالي والنفيس الذي يدفع لمواجهة هكذا حالة ، فهناك أرواح تزهق، ودماء تسيل، وأعضاء تتقطع وتبتر، واقتصاد بلد يخرب، وبناء شيد بعرق المخلصين يتهدم ، وأتساءل لمصلحة من يحدث هذا ؟ هل قدر علينا نحن العرب أن يقتل بعضنا بعضا، ويحاصر بعضنا بعضا، ويعري بعضنا بعضا؟ أم هو قدرنا أن نخرب بيوتنا وأوطاننا بأيدينا لا بأيد أعداءنا، ونكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ؟. كما يحدث ويا أسفاه على ما يحدث في ليبيا وسوريا الشقيقة، فالثورات ليست موضة لفستان أو بنطال يجب أن نتبعها دون النظر إلى مخاطرها،ولا هي مرض فيروسي ينتشر في الهواء الذي نتنفسه بحيث لا نستطيع مواجهته، فلكل بلد ظروفها ،وعند التفكير بالتغيير يجب أن نوازن بين ما يجره لنا هذا التغيير من فوائد وبين ما يسببه لنا من مخاسر. ونعمل القاعدة الفقهية التي تقول بان درء المفاسد أولى من جلب المنافع.
وبالطبع فان كلنا يعرف أن المستفيد الوحيد هو عدونا، كما أننا نعرف جميعا من هو عدونا الذي يجب أن توجه له البنادق، ولتفويت الفرصة على هذا العدو علينا جميعا أن نتكاتف، وتتضافر جهودنا، للكشف عن هؤلاء الفاسدين وفرزهم من بين الناس، وتحويلهم إلى القضاء العادل والنزيه لينال كل واحد منهم الجزاء الذي يستحق، دون أن يدفع الوطن بأكمله الثمن، فنخسر جميعا، - خاصة ونحن نرى اليوم أن الثورات التي تحدث إنما تثور على ثورة سبقتها وكل ثورة تنسف انجازات الثورة التي قبلها دون أن تبني عليها- بحيث نبقى نركض لاهثين خلف الأمم المتقدمة دون أن نلحق بها، لنبقى دائما في المؤخرة ،وننعت بأننا متخلفون
ولكنا نرى انه يجب أن تتوفر الإرادة الجادة لدى الحكومة والنية الصادقة، على أن تعمل على إعادة صياغة العقد الاجتماعي بين الفرد والدولة بشكل جذري بحيث يقوم على أسس ثابتة من العدالة والمساواة من خلال استقطاب شخصيات وطنية مشهود لها بالنزاهة ونظافة اليد، حتى لو كانوا ممن يختلفون معها، لكي لا تبقى الحكومة تحاور نفسها – وهم كثر والحمد لله- للقيام بهذا المهمة ،وإبعاد كل متورط بالفساد عن العمل العام، لأن الشعب لن يؤمن يوما بان أبطال الفساد هم أنفسهم سيكونون أبطال الإنقاذ والإصلاح،خاصة وإننا نعلم جميعا بان جلالة الملك حفظه الله وأدامه أكد مرارا وتكرارا على أن لا احد يملك حصانة من العقاب ولا احد فوق القانون.


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات