مفتاح باب الحرية في إيران
ماهو السر وراء تعملق النظام الايراني ضد بلدان المنطقة ونجاحه في بسط نفوذه المشبوه عليها؟ من الواضح أن هذا النظام قد قام بإستغلال نقاط الضعف ومکامن الخلل في العديد من دول المنطقة وعمل على توجيهها بالصورة التي تخدم أهدافه وغاياته، وطوال أربعة عقود، إستمر هذا النظام بهذه الوتيرة دونما أن يکون هناك رد فعل أو موقف عربي ملموس مضاد لهذا الدور والتحرك المشبوه للنظام الايراني.
النظام الايراني الذي إخترق الامن القومي والاجتماعي لعدة دول في المنطقة بزعم انه يناصر الطائفة الشيعية في هذه البلدان وانها تعاني من مظلومية، لکن المراقب لو ينظر ملية الى أوضاع المکون الشيعي في العراق ولبنان واليمن وسوريا قبل هيمنة نفوذ النظام الايراني عليها وقارنها بالفترة التي خضعت فيه لهذا النفوذ المشبوه، فإنه يجد وبکل وضوح أن أوضاعه قبل هذا النفوذ المشٶوم کان أفضل بکثير.
الاوضاع الوخيمة التي باتت البلدان الخاضعة لنفوذ النظام الايراني تعاني منها أکد بأن هذا النظام لايناصر ولايٶيد أحدا بل إنه يعمل من أجل مصالحه الخاصة فقط. ومن الواضح أن أوضاع الشيعة في هذه البلدان قد کان قبل ظهور هذا النظام أفضل بکثير مما هي عليه الان، حيث کانت جميع الطوائف تعيش الى جنب بعضها بأمن وسلام وليس کما صار عليه في ظل النفوذ المشٶوم لهذا النظام الشرير، لکن الغريب أن دول المنطقة ظلت دائما في موقف الدفاع السلبي ولم تقدم على خطوة عملية واحدة للأمام من أجل الوقوف بوجه هذه التدخلات وإيقافها عند حدها.
إستغلال النظام الايراني للورقة الطائفية والذي کان أشبه بالخنجر المسموم الذي غرزه في ظهر شعوب وبلدان المنطقة، لم تواجهها في المقابل توظيف العديد من النقاط والمسائل الحيوية المطروحة على الصعيد الايراني والقابلة للإستخدام کأوراق ضد التدخلات الايرانية وضد هذا النظام وإن أهمها هو:
ـ تطلعات وطموحات الشعب الايراني ونضاله من أجل الحرية والديمقراطية والتغيير والخلاص من جور وظلم الاستبداد والقمع المبالغ فيه تحت غطاء الدين.
ـ المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ولاسيما عموده الفقري منظمة مجاهدي خلق، والذي يعتبر بمثابة البديل السياسي ـ الفکري الجاهز لنظام الجمهورية الاسلامية، والذي أثبت دوره وفعاليته على الصعيد الدولي والداخلي على حد سواء.
ـ قضية حقوق الانسان في إيران والتي تعتبر واحدة من أهم وأخطر الملفات التي يتخوف منها النظام کثيرا، وطوال الاعوام الماضية دأبت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية وبصورة مستمرة على المطالبة بإحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي، خصوصا وان هذا النظام قد تم توجيه 65 إدانة دولية ضده لإنتهاکاته المتواصلة لحقوق الانسان في إيران.
مطالبة السيدة رجوي بإحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي، کان بحد ذاته واحدة من أفضل الخيارات السياسية الفعالة والحيوية والمٶثرة التي قدمتها وتقدمها هذه الزعيمة البارزة على طبق من ذهب للعالم کله من أجل الخلاص هذا النظام، لأن النقطة المهمة هنا تکمن في أن الشعب الايراني إذا ماأحس بأن هناك دعم دولي جدي لضمان حقوقه الاساسية وحرياته، فإن عمر هذا النظام سوف يکون قصيرا ولذلك فإنه من المهم جدا أن تٶخذ قضية تدويل ملف حقوق الانسان في إيران الى جانب النقطتين الاخريين بنظر الاعتبار فهذه النقاط الثلاثة بمثابة المفتاح الذي سيفتح به باب الحرية والديمقراطية والتغيير في إيران، علما بأننا يجب أن لاننسى أبدا بأن الاجواء لبلدان المنطقة والعالم صارت مناسبة أکثر من أي وقت آخر بعد الموقف الرسمي الامريکي الاخير الداعي لتشکيل لجنة تحقيق دولية من أجل التحقيق في مجزرة صيف عام 1988.