"نتائج التوجيهي والفرحة المسئولة"
ظهرت نتائج التوجيهي وابتهج الناجحون بنتيجتهم وابتهج معهم الاهل والاصدقاء، باعتبار الحصول على شهادة الثانوية العامة بمعدل يضاهي التعب والجهد الذي بذله الطالب طوال عام كامل، هو من اكبر التحديات في حياته والفيصل في الشروع ببناء مستقبله، فمعظم اولياء الامور يتمنون ان ينال ابناؤهم معدلا مرتفعا ليكون مصدر فخر واعتزاز بجهود ابنائهم امام الناس، لذلك فبمجرد حصول الطالب المعدل الذي حلم به، ترى الاهل يقيمون الحفلات ويوزعون الحلوى (ويطلقون الالعاب النارية)تعبيرا عن فرحتهم بنجاح ابنائهم ودعوة الناس لمشاركتهم فرحتهم.
وفي ظل جائحة كورونا يتحتم على الاسر ان تكون فرحتهم بتفوق ابنهم فرحة مسئولة لا تقفز على التعليمات والارشادات التي اقرتها الحكومة، لحماية المواطن من خطر انتشار فيروس كورونا وحتى لا يضاف عبئا على ميزانية الدولة فيما لو ارتفعت اعداد المصابين لا سمح الله، فلا نريد ان تكون هذه المناسبة مدعاة الى التجمعات والاخلال بالتحذيرات الحكومية بضرورة التقيد بارتداء القناع والالتزام بمسافة الامان الاجتماعية، درء لعدوى فيروس كورونا.
فالمعلوم ان فيروس كورونا اذا اصيب به شخص يمكن ان ينقل العدوى الى اكثر من عشرة اشخاص، لذا لا بد من التقيد بالتعليمات الحكومية وعدم جعل تلك المناسبة حجة للاقتضاض والتزاحم لتلقي التهاني والتبريكات، فطعم الفرحة بالنجاح لا تعادله فرحة، وتؤتي لذتها اذا ضمنا شعور الجميع بالامان والراحة، ولا تصبح سببا في تعرض الاخرين للخطر.
نعم نبتهج ونفرح لان مرحلة التوجيهي هي مرحلة حاسمة في حياة الانسان وهي مفتاح مستقبله، دعونا نكن مواطنين مسئولين عن انفسنا وعن المحيطين بنا، وتجنب اسلوب اللامبالاة والتسرع بدعوة الاقارب والجيران والمعارف لحفلة كبرى بمناسبةالنجاح والحصول على معدل مرتفع. من الاهمية بمكان حماية المجتمع من وباء كورونا.... فهذا الوباء ليس بالامر الهين ويستلزم علاجا مكثفا مع ما يصحبه من اعراض تختلف في حدتها من شخص لاخر، وتكلف الدولة اموالا كثيرة، نحن في غنى عنها لان الاقتصاد العالمي وليس المحلي فقط يعاني من تبعات جائحة كورونا، وما زالت اثاره قائمة وقد دخل الفيروس في مرحلة اجتياحه الثانية، واعداد المصابين في العالم بارتفاع مطرد.....علينا ان نتوخى الحذر تجاه اي خطوة قد نقوم بها في هذه الاوقات الحرجة حفاظا على انفسنا واحبائنا ووطننا.