بحذر نمضي في حياتنا
مواجهة الموجة الجديدة من فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 تتطلب مواصلة حياتنا واعمالنا بكافة تفاصيلها بحذر والالتزام بمعايير السلامة والصحة المعلن عنها منذ اشهر من تعقيم وتباعد وارتداء الكمامات، والابتعاد كلما كان ذلك ممكنا عن الاختلاط الاجتماعي حتى نتخلص من هذا الوباء الذي يضرب بقوة في مناطق مختلفة من العالم عل وعسى ان نسير حتى نهاية طيبة مع هذا التحدي العالمي، اما محاولات التبرير والتنصل من المسؤولية لا طائل لها، فالعاقل من استفاد من مصائب غيره، فالفرص الفائتة تعوض لاحقا، والعودة مرة اخرى خطوة الى الوراء حتى نسير لاحقا خطوات الى الامام، وهذا المأمول خلال هذه الايام والاسابيع المقبلة.
اقتصاديا يفترض ان نرفع الانتاج والانتاجية ونجود ما نقوم به من اعمال، فالانجاز والابداع له مزايا تفيدنا في حياتنا على مستوى الفرد والمؤسسة والشركة والدولة الاردنية، ففي فترات الحظر والاغلاق تضررنا كثيرا الا اننا اخذنا دروسا مهمة مفادها ان العمل ممكن مع حماية انفسنا ومجتمعنا، وفي هذا السياق فان الاهتمام بقطاعات الانتاج الصناعي والزراعي والخدمي غاية في الأهمية، كما ان توظيف مرفق الاتصالات وتقنية المعلومات لتعظيم الامكانيات واعادة رسم منحنى جديد في التعليم لكافة المراحل الاساسية والعالية وصولا الى الدراسات الجامعية والعليا، لاسيما وان مئات الجامعات العالمية المرموقة كانت تعلم عن بعد وفق معايير مهمة من الانجاز.
فالتعليم المدرسي الذي اعتدنا عليه سابقا يفترض ان ينظر اليه وفق معايير جديدة بما يحمي الابناء والبنات في مدارسهم اولا والمجتمع ثانيا، وهنا علينا ان نرسخ في وجداننا ووجدانهم ان هناك نمطا عالميا جديدا من الدراسة والاجتهاد يعتمد على النفس وما يتاح من وسائل التعلم ( فالتعلم كلمة يونانية تعني اسحب اي خذ بيدك) لزيادة التحصيل العلوم المختلفة، وهنا يأتي الدور الفردي والاسري في ذلك من خلال ادارة الوقت والاستثمار فيه بالطرق المثلى.
كما مرت الظروف الصعبة في العقود والسنوات الماضية ستنتهي معضلة فيروس الكورونا وتداعياتها، فالعالم يسارع للوصول الى لقاح معتمد يحمي البشرية، وليس كل ما يقال حول مخاطر اللقاحات صحيحا، فالعالم لا يتآمر على نفسه، ومن يقرأ التاريخ يجد ان البشرية واجهت اوبئة خطيرة سرعان ما زالت، واصبحت ذكرى يمكن الاستفادة منها، وما يشهده العالم اليوم يؤكد ذلك، فالاغلاق تحت وطأة مخاطر الوباء يفترض انه انتهى، وان التعامل معه بحصر البؤر والتعامل معها وهذا يتطلب تعاون الجميع للإفلات منه، وسرعة التعافي تتطلب إدارة ذكية صارمة تطبق القوانين على الجميع.
الدستور