وزير الثقافة.. ومحافظ معان .. وونستون تشرشل
![وزير الثقافة.. ومحافظ معان .. وونستون تشرشل وزير الثقافة.. ومحافظ معان .. وونستون تشرشل](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/85091.jpg)
انها موقعة الجامعة حيث ضاقت الارض بما رحبت , وضاقت الصدور بما حنقت, وحاقت بوزير ومحافظ بضع سنتيمترات لعينة اشعلت بينهما حرب التحرير الكارثية, حيث الا سلحة غير التقليدية المحرمة سياسيا واجتماعيا وثقافيا فكانت اكبر من ان نسميها سحابة صيف و المشهداكبر من كل قواعد البروتوكول واكبرمن كل تساؤلات ( الحق على مين ) لأن اولى ضحاياها كانت صورة نمطية جميلة يحملها الناس في اذهانهم لمسؤولين بهذا المستوى عنوانهاالدبلوماسية والحكمة سيما لوزير في كل دول العالم هو الوزير الاكثر رومانسية ورقة وتسامحا والمحافظ هوالاب الوقور للسلطة المحلية.
ولا اريد تكرار قصة نابليون المعروفة عندما دخل مجلسا لايوجد به مكان له في الصدر فذهب الى اطراف المجلس وجلس وعندما سئل قال اينما يكون نابليون فهو الصدر ولن اذهب بعيدا لاسوق قصة امير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما مر في احد الاسواق فداس بالخطأ قدم احد الناس فنهر بالخليفة قائلا :هل انت اعمى ؟فقال له امير المؤمنين :كلا وكان معه بعض الرجال فارادوا ان يعنفوا الرجل فمنعهم عمر وقال سألني فاجبت. ولكني ساسوق واقعة اكثر مقاربة حصلت مع رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل فقد كان في مجلس العموم البريطاني في جلسة صاخبة وقامت احدى النساء وهي عضو في حزب العمال المعارض بهجوم عنيف عليه لحد شتمه ووصفه( بالعجوز الخرف) وكان تشرشل يستمع لها بحكمة ورصانة وهو من كان في ذلك الوقت بمثابة زعيم العالم فعليا فأثارها بصمته وهو يمسك سيجاره المعروف وأخرجها عن طورها حتى جعلها تقول( لو كنت زوجي يا مستر تشرشل لوضعت لك السم في الطعام) وكانت ذات حظ قليل من الجمال فقال لها اهدأي سيدتي لوكنتي زوجتي لشربته عن طيب خاطر, وهنا يتمايز نبوغ الساسة ورصانة رجال الدولة الحقيقيون وتمتحن الروح القيادية الخلاقة وتفرض المقارنة نفسها على المتلقي.
وبعد موقعة الجامعة لا أتخيل كيف سيتحدث معاليه ويختار مفرداته في حضرة (ايرينا بوكوفا) وكيف سيقدم للجمهور رؤيته الانسانية للثقافة كوسيلة للحد من العنف العالمي كونها الروح السامية والسر الذي يرتقي بسلوك البشر ليحولهم الى قديسين يمشون على الارض وكأني ايضا بالحرج الذي سيكون به المحافظ بعد هذه الموقعه وانتشارها بين الناس عندما يأتيه احدهم يشكو آخر لشتمه اياه وإهانته والنيل من كرامته ليتوعده المحافظ بالويل والثبور وعظائم الامور وليشهر قلمه على الفور ويحيله الى اقرب( منقع دم ) اوشيخ وقور(ليقعد للحق) ومما لامشاحة فيه ان الصورة وبكل أسف قد نشرت غسيلا اثقل من أن تحمله حبال الناس اووسائل الاعلام ويعلو سؤالا هل بعد هذه الموقعة سيبقى وزرائنا ومسؤولينا يكرروون اسطوانتهم المعتادةويجلدوننا بقول (مواطننا ما عند صبر ونزق ومتسرع وروحه براس خشمه ويفتقد الي التبصر والحكمة) اجيبونا رعاكم الله.