من أطباء الصحة الشباب الى ياسين الحسبان

بسم الله الرحمن الرحيم
معالي وزير الصحة الأكرم الدكتور ياسين الحسبان
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أما بعد
نحن مجموعه من الاطباء الشباب العاملين في وزارة الصحة أقدمنا خدمته قرابة الاثني عشر عاما وأحدثنا خدمتة قرابة العام, مطالبنا كانت مقدمه لكم عن طريق نقابة الاطباء وهي النظام الخاص للأطباء العاملين في وزارة الصحة وهذا النظام كما تعلمون سيحسن من وضعنا المادي ولاحظ كلمه يحسن لأنه لن يجعل منا أثرياء وأنتم تعلمون أن الطبيب في القطاع الخاص ممكن أن يتقاضى عن عمليه واحدة اكثر من راتب الطبيب لشهر كامل في وزارة الصحة حتى ولو اقر النظام الخاص .ومعاليكم قلتم ان رواتبنا ضئيله ولا تليق بدراسة وتعب ومستوى الطبيب المعيشي .لقد خدمنا في أقسى الظروف بعيدا عن بيوتنا وأهلنا وتحملنا مصاعب التنقل بالساعات والبعد عن أولادنا وزوجاتنا وقله الكوادر من الاطباء والضغط الهائل من المرضى ونمنا في منامات انتم بنفسكم اعترفتم انها لاتليق بالبشر, وواصلنا الليل بالنهار لخدمة مواطنينا دون كلل أو ملل معتقدين أننا نؤدي رساله انسانيه أسمى من المال وتحملنا الى أن حصل التوقف عن العمل بقرار من النقابه لغاية اقرار هذا النظام الذي وقعتم انتم نيابة عن حكومتنا الرشيدة على الاتفاقية مع نقابه الاطباء لاقراره والبدء به في بداية النصف الثاني من هذا العام , وصدمنا من الهجوم علينا عن طريق التطنيش من قبل الحكومه وعن طريق بعض الاعلاميين والكتاب الذين طعنونا في وطنيتنا وانسانيتنا لمجرد اننا طالبنا بانصافنا بنظام طالبنا به منذ اكثر من عشرين عاما ,ووصلت بهم الأمور الى التحريض المباشر على الاعتداء علينا وشتمنا وكانت الصاعقة الكبرى نظرة بعض المواطنين الينا بعد هذا التجييش الاعلامي ضدنا والذي كان سببه تطنيش الحكومه لنا لفترة طويله فقد توقعنا وقوف المواطنين معنا بدون استثناء وذلك كرد للجميل لسهرنا وتعبنا عليهم رغم قلتنا وكثرتهم فوالله أن بعضنا كان يعالج اكثر من مائة وخمسين مريضا في الشفت الواحد لدرجة الاغماء من الضغط النفسي والجسدي والارهاق ولكن للأسف قوبلنا بنكران الجميل والهجوم بشتى أنواعه فبعض الكتاب طالب الحكومه بقبول استقالاتنا !!!!ولا نعلم ماذا فعلنا لنستحق هذا الهجوم ؟ فكان الأحرى بهم القاء اللوم على الحكومه التي وقعت اتفاق ثم انسحبت منه وزادت الطين بله بهذا التطنيش الغريب للطبيب والمواطن الذي هو أبونا وأخونا وأختنا وأمنا وجارنا ...ألخ .سيدي معالي وزير الصحة الاكرم لا نريد الخوض في تنصل الحكومه من اتفاق وقعت انت عليه شخصيا كممثل للحكومه ولانريد الخوض في أي مواضيع أخرى تخص الحكومه وطريقه تعاملها مع باقي القضايا في وطننا الغالي والوعود الكثيرة التي لم ينفذ منها شئ الى الأن ,ولن نعتب على أي أحد هاجمنا بل نقول للجميع شكرا لأنكم أيقظتم فينا ما كان نائما فلقد فكرنا طويلا بما يحدث وبكلام بعض الكتاب والمواطنين وبالذات جمله (الي مش عاجبه راتبه شو جابره يضل؟يترك الصحه ويشتغل في القطاع الخاص أو يسافر للخليج) فرب ضارة نافعة , فلقد بدئنا نفكر في مستقبل أفضل لنا ولأولادنا قبل فوات الأوان ويكفي ما ضاع من عمرنا ما بين دراسه الطب والامتياز والاقامه والعمل بضع سنين برواتب ضئيله مقارنه بزملائنا في القطاعات الصحية الأخرى .ومن باب حرصنا على أن لايتضرر المواطن فاننا نعلن أمام الله والوطن وجلاله الملك ولكي لا يلومنا أو يعتب علينا أحد أننا سوف نترك العمل في وزاره الصحه (كفاقدي وظيفه ) اسوه بزملائنا الاربعمائه وخمسين الذين فقدو وظائفهم في العامين الاخيرين وسافرو أو عملو في القطاعات الصحية الأخرى في المملكه للتحسين من أوضاعهم وهذا حقنا كما كان حق من سبقنا في ذلك ,لماذا فاقدين وظيفه؟لأنكم قلتم أنكم لم تستلمو أي استقاله الى الأن وان استلمتموها فلن توافقو عليها وسيكون صاحبها فاقد وظيفه لأنكم استكثرتم علينا حقوقنا بدل خدمتنا في الوزاره مهما كانت مدتها ,كما نعلن أننا لن نستمع للنقابه وقراراتها مهما كانت في هذا الشأن مع جزيل الشكر للنقيب والنقابه على محاولاتهم الجادة والمشرفه لتحسين أوضاعنا ,والتي كان أخرها التوقف عن العمل الذي لم نعتد عليه والذي كان غريبا علينا فنحن غير معتادين على الاضرابات والاعتصامات في الشوارع التي أرغمتمونا عليها وغير معتادين على المطالبه بأي شئ من الحكومه وكانت تجربه فريده اعتقدنا أنها ستنجح في وطننا كسائر الاضرابات للمطالبات العادله في باقي الدول المتقدمه . سيدي معالي الوزير أرجو من معاليكم اتخاذ الاجرائات الازمه لتغطيه غيابنا في أقسام الطوارئ والأقسام الأخرى كأطباء مناوبين في الباطني والأطفال والجراحة والتخديروالنسائية وباقي التخصصات في أغلب المستشفيات والتي يتحمل عبئها الأطباء الشباب من مقيمين وأطباء عامين (لأن زملائنا الكبار في السن مع احترامنا وحبنا لهم غير لائقين جسديا للمناوبات ذات الأربعة وعشرين ساعه أوشفتات الطوارئ المنهكه )بالاضافه الى عدد كبير من المراكز الصحيه في شتى المناطق ونتمنى من معاليكم عدم أخذ قرارنا على أنه تهديد لا سمح الله لأنه ليس كذلك بل هو تصحيح لأوضاعنا والدليل على ذلك أننا نبعث اليكم بهذا القرار قبل تنفيذه بمدة كافيه للتصرف علما بأننا سننفذه في بدايه الشهر القادم جميعنا مرة واحدة والذي لم نتفق على تاريخه الى الأن ونود اعلامكم لاتخاذ الاحتياطات الازمه أن عددنا يفوق فاقدي الوظيفه في الأعوام الأخيرة بكثير اجتمعنا على صفحه من صفحات الانترنت والتقينا وآمنا بما سنفعل ورئينا أنه الحل الوحيد واتفقنا وتعاهدنا وأقسمنا على كتاب الله على أن لا رجعة في قرارنا وأرجو اتخاذ هذا القرار على محمل الجد واتخاذ الاحتياطات الازمه لأننا حريصين كل الحرص على عدم تضرر أي مريض كحرصنا على تحسين أوضاعنا بنفسنا خارج اطار الوزارة ونرجو بذلك ايضا أن نرجع بعضا من كرامتنا التي جرحت من الجميع وأن نثبت لهم أننا لا نعمل في وزارة الصحه لأننا فاشلون أو لكي نتدرب في الناس كما قال البعض وأننا لن نموت من الجوع كما يظنون لأننا من حمله الشهادات العليا والأرقى في المجتمع وسنجد الاحترام والتقدير في أي مكان في العالم والذي للأسف فقدناه في الوزارة . نحن لسنا مسيسين ولسنا أقل منكم وطنيه ولاننتمي ولم ننتمي لأي جهه كانت .أنتم من اضطررتمونا للتضحيه بوظائفنا حفاظا على كرامتنا والتي لن نفرط بها حتى ولو متنا .عاش وطننا شامخا وعاش سيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم . التوقيع مجموعه من الأطباء الشباب التاريخ 11-5-2011