الثقافة تعيد تطوير سياسة النشر وتطلق خمس سلاسل جديدة
المدينة نيوز :- قررت وزارة الثقافة، إعادة تنظيم النشر في الوزارة باعتماد خمس سلاسل تتنوع بين سلسلة "فكر ومعرفة"، "الفلسفة والشباب"، "سرد وشعر"، "الكتاب الأول" وسلسلة "شغف".
وتسعى سلسلة فكر ومعرفة إلى خلق الوعي والإدراك وتنمية التفكير وفهم الحقائق وسياقات التاريخ والحياة، وتفسير النتائج والتجربة الإنسانية، وتشمل الدراسات والبحوث التي تتناول مجالات المعرفة الإنسانية.
أما سلسلة الفلسفة والشباب، التي تحمل عنوان "الفلسفة للشباب"، فقد عمدت إلى اختيار موضوعات فلسفية مبسطة في كتب صغيرة الحجم موجهة للشباب الأردني والعربي والتي من شأنها تطوير الذائقة المعرفية للشباب وتحسين قدراتهم في تحصيل المعرفة المعاصرة ونقدها.
وقال وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي في بيان صحفي، اليوم الاثنين، إن سلسلة الفلسفة للشباب تشتمل على جملة من المفاهيم التي صيغت على شكل أسئلة، وتحتوي على قراءات تعريفية لعدد من الأكاديميين بمدارس الفلسفة الإسلامية، مدارس الفلسفة القديمة، مدارس الفلسفة الحديثة، تيارات الفلسفة الغربية المعاصرة، موضوعات فلسفة العلوم المعاصرة، الفلسفة والتكنولوجيا، الفلسفة والمشكلات المعاصرة، الفلسفة والحياة.
وأشار إلى أن هذه الموضوعات تعيد الاهتمام بحقل من الحقول التي كانت تحظى بالعناية في عصور الإشعاع العربي الإسلامي، وتجسر العلاقة مع روح العصر بأبعاده المعرفية والتكنولوجية.
وفي سياق اهتمامها بالمبدعين من الشباب، ودعم محاولاتهم الأولى، قررت الوزارة تفعيل إصدار سلسلة "الكتاب الأول"، التي تعنى بنشر الكتاب الأول للمؤلف، كباكورة لأعمالهم المستقبلية، مع مراعاة الإبداعية والشروط الكتابية الناضجة.
وضمن خطة الوزارة للارتقاء بالجودة، جاء إصدار سلسلة "سرد وشعر" التي تعنى بالكتابات الشعرية والسردية المهمة والمغايرة والمختلفة في الطرح والشكل وذات الجودة والمكانة، والتي تحقق إضافة نوعية للمكتبتين المحلية والعربية.
وجاءت سلسلة "شغف" لتكون خاصة بالمخطوطات الموجهة للطفل، شعراً ونثراً، تراعي حاجات الطفل الفكرية والنفسية والوجدانية وتحقق شروطها الفنية والجمالية والإبداعية.
وقال الطويسي: إن الوزارة إذ تطلق هذا المشروع الثقافي مع دخول الدولة الأردنية مئويتها الثانية، فهي تؤكد الثقة بالذات وسط تحولات سريعة وهائلة يشهدها العالم والإقليم من حولنا، ووسط فوضى معرفية وغياب نظرية تفسر التغيير والظواهر الجديدة في العالم.
وفيما يتعلق بموضوع الفلسفة، أشار الطويسي إلى أن الأهمية تزداد لإعادة الاعتبار للفلسفة مع ازدياد انتشار أدوات نشر المعلومات السطحية وسهولة الوصول إليها وازدياد حركات التطرف الديني والثقافي، وازدياد الحركات الشعبوية التي تجتاح العالم من حولنا، وعلى أهمية كل هذه التحولات؛ إلا إن انتشار منافذ الوصول السهل إلى المعلومات عبر الانترنت قد زادت من انتشار المعلومات وتراجع المعرفة وضعفها؛ ما يشكل تحديًا كبيرًا يواجه مستقبل المعرفة الإنسانية، ويشكل هذا التحدي حرجا لمجتمعاتنا التي ما تزال مساهمتها في المعرفة الانسانية محدودة.
وأكد الطويسي أن إحياء الاهتمام بالفلسفة ومناهجها وطرائق التفكير التي تتيحها يشكل اليوم أحد أهم الأدوات التي تمنح الشباب قدرة على مواجهات تحديات العصر وفهم العالم المعاصر، وطبيعة التغير السريع والتحولات المتلاحقة التي يشهدها، فالفلسفة تمثل نافذة مشرقة لإفادة الشباب بأدوات التفكير النقدي والتمييز الإيجابي وفهم الصالح العام؛ أي المواطنة الفاعلة.
ويسعى مشروع النشر الذي جاء ضمن سياسة الوزارة لعامي 2020-2021 إلى إصدار ونشر الكتب للمؤلفين الأردنيين في المجالات الفكرية والأدبية والعلمية والتراثية، وتاريخ الأردن ونهضته وإنجازاته على كل الصعد، ضمن خمس سلاسل معتمدة.
كما يسعى للإشراف على إصدار المجلات المتخصصة في الشؤون الثقافية والفنية، والتعاون والتنسيق مع دور النشر المحلية والعربية لتغطية النقص الحاصل في المكتبة المحلية والعربية، وتغذيتها بالعديد من الكتب المهمة، عن طريق الاستكتاب.
وتقوم الوزارة خلال ذلك بإعداد خطط التوزيع وتطوير النشر سنويا لمواكبة تطورات العصر وترويج المنتج الأردني في مختلف الحقول، والتعريف بالكتاب الأردنيين داخل المملكة وخارجها، من خلال التنظيم والمشاركة في معارض الكتب المحلية والعربية.
وعمدت الوزارة الى ترجمة سياسات النشر المقبلة إلى إعادة النظر في أسس اختيار لجان التحكيم للمخطوطات التي تقدم للوزارة، للارتقاء بجودتها بالنقد الحقيقي، مع التنوع والشمول في التخصصات، حيث تتولى اللجنة بداية كل عام تحديد مسارات للنشر من حيث العناوين والحقول، وتحديد آليات الاستكتاب واختيار أسماء وازنة، ودراسة النقص الحاصل في المكتبة المحلية، ليتم التركيز على مخطوطات تغطي هذا النقص.
وتقوم الوزارة كل عام بطرح مناقصة لتأهيل دور النشر للتعاون في طباعة كتب المؤلفين ونشرها باختيار مجموعة من دور النشر المؤهلة وفق عدد من معايير تتصل بتاريخ دار النشر ومكانتها في قطاع النشر، حجم إصداراتها ونوعيتها وجودتها، الإمكانات المتوفرة لديها، خطة التوزيع المقترحة، وسعر الملزمة للطباعة.
وفضلا عن الاهتمام بالكتب الصادرة عن الوزارة، وبخاصة كتب الدعم؛ لجانب الإخراج الفني والشكل، وتوحيدها على هوية واحدة، فقد أعدت الوزارة تعليمات جديدة تتضمن عددا من الضوابط والمعايير العالية التي تتصل بالمحتوى والجانب الفني والتقني، وركنت الوزارة إلى اعتماد شكلين من الإصدارات، وهما: "كتاب الجيب"،(Pocket book) و"الطبعة الشعبية" لبعض المخطوطات أو لكتب يعاد طباعتها لأهميتها المجتمعية. وللنهوض بمستوى النشر شكلا ومضمونا، فقد أعدت الوزارة دليلا إرشاديا للمؤلفين، يتضمن ضوابط وشروط المواصفات الفنية للدعم والنشر التي من شأنها تطوير النشر وجودته لإصدارات الوزارة. وتعد سياسات النشر الجديدة 2020 -2021 استكمالا لخطة تطوير الإنتاج الثقافي التي بدأتها الوزارة هذا العام، وشملت تطوير نشر المجلات الثقافية، وإعادة نشر مجلتي "صوت الجيل" و"فنون" بعد توقف دام سنوات، وانشاء منصة إلكترونية للكتب المجانية "الكتبا".
--(بترا)