مسرحية أخطاء إملائية ترصد التناقض الذي يعيشه المثقف بالمجتمعات الشرقية
المدينة نيوز:- ترصد مسرحية " أخطاء إملائية ...الكتاب " التي عرضت على مسرح الشاعر حبيب الزيودي في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في الزرقاء مساء أمس الاثنين، حالة التناقض والصراع الداخلي الذي يعيشه الإنسان المثقف وسط مجتمعه الشرقي المحافظ.
وجسدت المسرحية، التي عرضت ضمن فعاليات مهرجان صيف الزرقاء المسرحي الثامن عشر، الذي يتم بث عروضها الكترونياً عبر منصة فرقة الزرقاء للفنون المسرحية، الفنانون: طارق اليافاوي ، وتولين منصور، إضافة إلى مخرج المسرحية كامل شاويش.
وتروي المسرحية، التي تنتمي إلى المدرسة الرمزية في الفن، قصة حياة أحد الكتّاب المتعمق في الثقافة والأدب والفن، والذي تشاء الأقدار أن يقع في حب فتاة ذات شغف كبير بالمسرح والفن، ما يضعه في مواجهة مباشرة مع أفكاره المنفتحة من جهة، ونظرة المجتمع للمرأة التي تحب الفن بشكل كبير من جهة أخرى.
تحاول شخصية " الكاتب " في المسرحية بشتى السبل ثني الفتاة عن مهنة التمثيل والمسرح، إلا أن رغبتها القوية تتجاوز رغبة الكاتب ودافعه الذي يتماشى مع الثقافة المجتمعية السائدة، ما يؤدي به في النهاية إلى أن يصاب بحالة من الانفصام ، بسبب عدم قدرته على التوفيق بين حبه للفتاة من جهة، ودافعه المجتمعي ومحاولاته الدؤوبة لجعلها تترك الفن والتمثيل، إلا أنها تهجره في النهاية وتبوء محاولاته لإرجاعها بالفشل.
يلجأ المخرج إلى الكثير من التبديل في ملابس الشخصيات خلال المشاهد، ليعطي مؤشراً قوياً على التغيرات التي تعيشها نفسية "الكاتب" الذي تتنازعه الأفكار والصراعات الداخلية ويقع فريسة لهواجسه وخيالاته، حيث تحاكي الملابس المتبدلة دواخل الشخصية الرئيسية بالمسرحية "الكاتب"، بهدف إبراز عمق حالة الانفصام الذي يعيشه وتكريس ذلك التناقض أمام المتلقي المتابع للمسرحية .
ويصل "الكاتب" إلى ذروة الحبكة المسرحية و إلى نهاية المشهد المؤثر الذي يمزق فيه الكتاب الذي بين يديه ، ليدخل مرحلة انفصام أخرى، ويضع المتلقي أمام العديد من الأسئلة التي تثير لديه الحيرة أيضاً في محاولة لإيجاد حل للمأزق الذي يعيشه ، كما يعيشه أناس آخرون يقيمون بيننا.
وقال المخرج كامل شاويش لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن جائحة كورونا التي نعيشها حاليا، أظهرت العديد من المواهب الشبابية الإبداعية الكامنة الشغوفة بحب المسرح والفن، وتحدوها الرغبة لتطوير الحركة المسرحية والتعبير عن هموم وتطلعات مجتمعية في كل الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية، ما يؤشر على قوة ومتانة الفن والمسرح على وجه الخصوص في إحداث التطور والتنوير والارتقاء المجتمعي المنشود.
واشار الى أن العرض المسرحي دون وجود حضور وجمهور أشبه بالرقص في الظلام، كون الجمهور يعد عنصراً رئيسياً من عناصر العرض المسرحي، فحينما يسمع الفنان أو الممثل ضحكة الجمهور أو التصفيق، فان ذلك ينعكس على أدائه وتفاعله مع الشخصية التي يؤديها على خشبة المسرح.
--(بترا)