المحطة الأولى فيلم يعرض لسردية التأسيس الأولى في معان
المدينة نيوز :- يسرد فيلم "المحطة الأولى" الذي عرض، اليوم السبت، ضمن حفل إشهار شعار مئوية تأسيس الدولة الأردنية الحديثة، وصول الملك المؤسس عبدالله بن الحسين إلى معان في 21 تشرين الثاني 1920.
ويوثق الفيلم الذي كتب نصه الروائي أحمد الطراونة وأخرجه شحادة درابسة، وأنتجته وزارة الثقافة، وتعرضه وكالة الأنباء الأردنية (بترا) على موقعها الإلكتروني، ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، مجيء الملك المؤسس بعد أن انحلت الحكومة الفيصلية في دمشق آنذاك وأصبح الأردن يعيش فراغا سياسيا، الأمر الذي دفع وجهاء الأردن وأعيانه في مؤتمر أم قيس للمطالبة بأمير عربي من أنجال الحسين بن علي طيب الله ثراه.
وقال الروائي الطراونة لـ(بترا)، إن الفيلم الذي جاء منسوجاً بقيم الفخر والاعتزاز بمقدِم المؤسس الأول الأمير عبدالله بن الحسين الأول تناول محطة مهمة من تاريخ الأردن الحديث حيث قدّم لمحة واضحة عن الإصرار الذي جاء به المؤسس الأول مع المؤسسين الأوائل تحت هدف واحد، دولة حديثة ونظام ديمقراطي يستند إلى نهضة العرب التي قادها الحسين الأول وأنجاله.
وأضاف، أن الفيلم الذي بدأ بمقولة شهيرة للملك المؤسس "لو كان لي سبعون نفساً لبذلتها في سبيل الأمة"، يختزل لحظات التأسيس الأولى وإرهاصاتها التي أنبأت عن حب واضح للشريف الهاشمي وأنجاله، وأن المؤتمر الأول الذي انعقد في أم قيس نادى بصراحة بأن تجتمع الحكومات المحلية تحت حكومة عربية وأمير عربي.
وبين الروائي الطراونة، أن الفيلم يعرض لتشكيل حكومات عدة لسد هذا الفراغ وضعفها، وزحف الجيوش الفرنسية إلى الشرق الأردني، وضعف الحكومات المحلية وكثرتها، كان الدافع القوي وراء تداعي وجهاء البلاد للالتقاء في الثاني من أيلول من العام 1920 في أم قيس، وقبلها في السلط، لصياغة تصورهم الأول للدولة الأردنية الحديثة.
كما يعرض الفيلم للحظات وصول الأمير عبدالله إلى معان في تشرين الثاني من العام 1920 يرافقه مجموعة من الأعوان، فاستقبل استقبال الملوك، مما أثار حفيظة بريطانيا وفرنسا، فعدوه أمراً خطيراً يهدد وجودهم في سوريا، فبدأ الأمير بدعوة أهالي شرق الأردن وحكوماتها المحلية للالتفاف حوله، ودعا أعضاء المؤتمر السوري للحضور إلى معان التي كانت عاصمة مؤقتة لحكومة سوريا في المنفى، وأصدر صحيفة "الحق يعلو" لتكون الناطقة باسم النهضة الجديدة وعنوانا من عناوين الثقافة والوعي للمرحلة القادمة.
وأشار الروائي الطراونة إلى أن الفيلم يوثق سردية التأسيس الأولى، حيث طلب زعماء الأردن من الأمير التوجه إلى عمان، فخرج الأمير من معان في آذار من العام 1921، بعد أن ودع أهل معان بمحطة القطرانة والتقى بأهالي الكرك والطفيلة هناك، والجيزة، كما التقى الأمير بأهالي البلقاء ومأدبا ليصل الأمير عبدالله عمان فاستقبله أهلها وأعيانها.
وأوضح بأنه منذ تلك اللحظة وعمان في عين الحدث الهاشمي عاصمة للدولة الأردنية الحديثة التي قدم فيها الهاشميون قيما سمحة في الحكم وخدمة الإنسان الأردني، فبادل أهل الأردن ملوكهم بالمحبة.