طالبان تستعد لتكثيف هجماتها

المدينة نيوز- قالت مجلة نيوزويك إن حركة طالبان خططت لتفجير الوضع بأفغانستان هذا الصيف، وأعدت خطة سمتها "عملية بدر" هدفها تكثيف الهجمات على قوات التحالف وجيش حكومة كرزاي.
وقالت المجلة إن هذه الخطة وُضعت قبل مقتل أسامة بن لادن، لكن اغتياله سيكثف وتيرة تنفيذها، ورغم أن تنظيم القاعدة لم يعد ممولا رئيسا للحركة أو يقدم لها دعما تقنيا، فإن مخاوف طالبان تتمثل في مخاطر تكرار سيناريو اغتيال بن لادن وتنفيذه ضد قادتها، ويقول ذبيح الله وهو أحد قادة طالبان "اغتيال بن لادن لا يؤثر على الحركة من الناحية العسكرية عموما، لكنه يطرح مخاوف على معظم قادة طالبان".
وتقول أيضا إن قائدا يُعرف باسم الملا عبد القيوم ذاكر، وهو سجين سابق بغوانتانامو، أجرى الفترة الأخيرة سلسلة اجتماعات هدفها تنفيذ عملية بدر، وتحدد نيوزويك خطره بكونه الثاني بعد الملا محمد عمر بسلم قيادة طالبان.
ويعمل ذاكر ورجاله بمنطقة بلوشستان جنوب غربي باكستان وحول عاصمتها كويتا، وهي منطقة أعلنها الجيش والمخابرات الباكستانيان محظورة على الطائرات بدون طيار التي تستخدمها أميركا وهو ما يعني إطلاق يد الحركة.
ويقول سياسي بكويتا "إنهم يتحركون في مجموعات بكل حرية، وهم تحت عيون الاستخبارات الباكستانية"، ويقول عناصر قدامى بالحركة إن هذا الوضع يذكرهم بما كان عليه الحال أيام الحرب ضد الاتحاد السوفياتي السابق عندما كان المقاتلون الأفغان يعملون مباشرة مع الاستخبارات الباكستانية.
وتقول المجلة إن ذاكر يعقد أكثر من عشرة اجتماعات يوميا، وهو لا يتوقف عن تكثيف الجهود لتوسيع نطاق العمليات العسكرية، ونقلت عن مصادر بطالبان تحدثت أنه توعد بالانتقام مما حدث له في غوانتانامو.
وأشارت إلى أن مصادر عسكرية أميركية تعتقد أنه مسؤول عن خسائر بقوات التحالف أكثر من أي قائد طالباني آخر، فنحو 40% من هؤلاء القتلى سقطوا بولايتي هلمند وقندهار، أغلبها بالسنوات الثلاث التي تولى فيها ذاكر قيادة المنطقة، كما أن قنابله أودت بنصف قتلى التحالف هذا العام البالغين 160 في تفجير القنابل على جوانب الطرق، وقتلت قواته أعدادا كثيرة بمن فيهم المدنيون.
وتقول إحصاءات أممية إن 2777 شخصا قتلوا العام الماضي كان 75% بيد طالبان، وتذكر إحصاءات أخرى أن خسائر الحركة تقلصت بشكل واضح تحت قيادته، لكن واشنطن تقول إنها قتلت أو اعتقلت نحو أربعة آلاف من رجاله هذا العام فقط.
وتصف نيوزويك إحدى جولاته وهو على دراجته النارية بضاحية باشتون أباب قرب كويتا حيث يلتقي بعض القادة ويسألهم عما يحتاجونه لتكثيف عملياتهم، فيقول أحدهم إنهم بحاجة لقنابل الطرق والقذائف المضادة للدروع والأسلحة الآلية ومفجرين "انتحاريين" وهو ما يكلف بهذه الحالة نحو مائتي ألف روبية باكستانية أي ما يعادل 2300 دولار أميركي.
ويعدهم ذاكر بتوفير طلباتهم بقوله "لدينا الكثير من البطيخ (وهو مصطلح طالبان للقنابل التي تنفجر على الطرق) والكثير من الفدائيين لهذا الصيف والخريف، فهذا عام القنابل والفدائيين".
ووفق تعليماته فهو يريد "أن يكون كل المجاهدين مشغولين بنسبة 100% هذا العام" ويقول أحد القادة بهلمند "في الماضي كان نحو 80% من القادة يستريحون بباكستان، لكن ذاكر "يريدهم جميعا للقتال بأفغانستان فورا وألا يعودوا لباكستان سوى بعد انتهاء موسم القتال" حيث قال لبعضهم بأحد الاجتماعات الأخيرة "قد نراكم في كويتا الشتاء المقبل، لكن ليس قبل ذلك". ( الجزيرة )