غسان مطر شرير السينما الطريف.. قُتلت عائلته في الحرب وطُرد من التلفزيون بسبب عبد الحليم
المدينة نيوز :- غسان مطرممثل فلسطيني إشتهر في السينما على الرغم من أنه عمل أيضاً في الإذاعة والتلفزيون، عُرف غسان مطر في معظم أدواره بالشخصية ذات الطابع الشرير، كما اشتهر بنظارته الشمسية التى يرتديها دائماً، والتي أشارت بعض المعلومات إلى أنه كان يضعها بسبب إصابته بمرض في عينيه واسمه "غلوكوما" يؤدي إلى تضرر عصب العين، وذهب آخرون ليعتبروا أنه كان لا يحب حجوظ عينيه فكان يخفيهما تحت النظارة، وكانت لنبرة صوته الغليظ أكبر الأثر في اختياره لتمثيل أدوار الشر، لأنه يوحي بشيء من الخوف والرهبة، وذلك إلى جانب موهبته الفنية الكبيرة التي جعلته متواجداً في الأذهان باستمرار.
كثّف أدواره في الشخصيات الشريرة، وعندما قرر الإتجاه للتمثيل بدأ خطواته الفنية من خلال تقديم أفلام تتحدث عن القضية الفلسطينية، ثم حصره المخرجون في أدوار الشر، ومثل فيلم "الأبطال" الذي شارك أحمد رمزيوفريد شوقي في بطولته وشكّل نقطة تحول في مشواره الفني في مصر، فلقد حقق به نجاحاً وشهرة كبيرين، وقام بدور بارز في الفيلم التلفزيوني "الطريق إلى إيلات". تولى العديد من المناصب الهامة، منها نائب رئيس إتحاد الفنانين العرب، والأمين العام للفنانين الفلسطينين.
عمل في لبنان ومصر في العديد من المسلسلات والمسرحيات وفي الإذاعة والتلفزيون ، كما اشتهر في أفلامه بعدة جمل يحرص محبوه على استخدامها، و منها " إعمل الصح " والتي قالها بفيلم "لا تراجع و لا إستسلام" ، و"حلاوتك يا كوتش" جملته الشهيرة في فيلم "الآنسة مامي"، جملة "جاتك نيلة" التي وجهها للنجم رامز جلال في فيلم "أحلام الفتى الطائش"، وجملة "هاشرب كاس مع إبليس" و"مشاكس معاكس" لـ محمد سعد فى الفيلم الكوميدي "عوكل".
نشأته
غسان مطرممثل فلسطيني واسمه الحقيقي عرفات داوود حسن المطري، ولد بمدينة يافا الفلسطينية في 8 كانون الأول/ديسمبر عام 1938، وتوفي في 27 شباط/فبراير من عام 2015، عن عمر يناهز الـ 76 عاماً.
هاجر من فلسطين مع أهله إلى بيروت عقب النكبة عام 1948، وانتقلوا إلى مخيم البداوي في شمال لبنان مع أبيه وأخوته الـ 14، تزوج مرتين فأنجب من الأولى أربعة أولاد أكبرهم سماه غيفارا وابنتاه ميساء ومريم، وتزوج للمرة الثانية من الممثلة سما مطر ودام الزواج 13 عاماً حتى وفاته.
قبل دخوله مجال الفن كانغسان مطررجلاً مناضلاً بإحدى حركات المقاومة الفلسطينية، ونفذ العديد من العمليات السرية ضد إسرائيل، وكان يرغب في أن يكون ضابطاً في جيش التحرير الفلسطيني، الذي كان يتشكل في بغداد عام 1958، غير أن تهمة "محرض سياسي" دفعت به بعيدًا عن المجال العسكري، فكان مذيعاً في راديو الثورة، بداية، ثم قدم البرامج في الإذاعة اللبنانية، ومن أبرزها ما تعلق بفلسطين "كل مواطن غفير"، و"ركن فلسطين"، ومن ثم انتقل للعمل في التلفزيون اللبناني، وفُصل منه لاحقاً على خلفية رفضه قطع البث عن حفلة لعبد الحليم حافظ.
يصف غسان مطر دوره في تلك الفترة بأنه كان حلقة الوصل بين حركة فتح بجناحها العسكري والإعلام في لبنان، غير أن ذلك الاهتمام بالسياسة لم يحرمه من الاقتراب من الفن ليكون مقدمًا لبرنامج المواهب "الفن هويتي" على التلفزيون اللبناني، في تلك الفترة عمل أيضا في الصحافة محرراً ومدققاً في جريدة "النهار البيروتية"، وتعرض لحادث مؤلم عندما فقد والدته و زوجته وإبنه غيفارا في حرب المخيمات الفلسطينية عام 1985.
مسيرته الفنية
كانت أولى تجاربه السينمائية "الخليفة العادل عمر بن الخطاب" في بداية الستينيات، ليكون بمثابة تصريح مرور له إلى عالم التمثيل حينها، كما اشترك في أفلام تعبّر عن الكفاح الفلسطيني فى السينما المصرية، وعكف على كتابة سيناريو أول فيلم فلسطيني له بعنوان "كلنا فدائية" عام 1969، وتلاه فيلم "الفلسطيني الثائر" من بطولته وتأليفه عن القضية الفلسطينية، وحتى أن أبو مازن أي الرئيس الفلسطيني محمود عباس منحه لقب "فنان الشعب الفلسطيني"، وقال غسان مطر تعليقاً على الموضوع حينها: "أنا فنان الشعب الفلسطيني دي أهم من أي جايزة تبقى فنان شعب عظيم زي ده".
قدمغسان مطرمجموعة أعمال إذاعية، منها: "قلبي ليس في جيبي، وعبد الودود عبر الحدود، وأميرة الحب والحرب، وجسر الأوهام، ومجنون ليلى، وسيدة مجتمع". شارك في فزورتين، هم: "مسلسليكو عام 2013، والنص الحلو عام 1997"، و4 مسرحيات، هي: "ترا لم لم عام 2006، وبهلول في إسطنبول عام 1995، ودو ري مي فاصوليا عام 2001، "وواقدساه.
شارك في بطولة أكثر من 100 فيلم ومسلسل طوال حياته، عشق الفن و لم يهتم بمساحة الدور الذي يُقدمه بقدر إهتمامه بتقديم أدوار تنال إعجاب جمهوره، و في السنوات الأخيرة من حياته، ساند الفنانين الشباب وشاركهم في أعمالهم الفنية، و أبرزها فيلم " لا تراجع و لا إستسلام" مع أحمد مكي، "القبضة الدامية"، وظهر بشخصيته الحقيقية وإشتهر في ذلك العمل بمقولة "أعمل الصح"، و "الآنسة مامي" مع ياسمين عبد العزيز، و"أمير البحار" مع محمد هنيدي.
وسُئل عن سبب مشاركته في أفلام خفيفة، فأجاب: "بعمل كدا عشان اكل عيش.. كل فين وفين لما ينعرض عليا دور كويس لو مثلت الكويس بس هموت من الجوع، وبعمل الأنواع دي عشان اعرف اصرف على الكويس".
مقتل عائلته
قُتلت عائلة غسان مطر أمه زوجته وابنه، وشاءت الأقدار أن ابنه غيفارا الذي كان ينوي متابعة دراسته في فرنسا أراد أن يزور أمه وأخوته في لبنان قبل سفره، لكنه لم يكن يعلم أنه يذهب إلى حتفه حيث قُتل مع أمه وجدته في حرب المخيمات في لبنان، وعلم غسان بالأمر عندما كان يصور مشهداً في مسلسل "محمد رسول الله"، ففتح إذاعة "مونت كارلو" كي يسمع الاخبار، وكان الخبر الأول في النشرة فكانت فاجعة حلت عليه إلا أنه صرح مرة في لقاء تلفزيوني أنه حزن بالطبع لكنه يفدي فلسطين بكل ما لديه.
عبد الحليم حافظ وقصة فصله من تلفزيون لبنان
تم إجباره على تقديم إستقالته من التلفزيون اللبناني بعد 8 سنوات من عمله بسبب مخالفته الأوامر، وفي حوار تلفزيوني عام 2014 قال غسان مطر: "أنا انطردت من التلفزيون اللبناني بسبب عبد الحليم حافظ،، فبعد نكسة عام 1967، كانت هناك حفلة للعندليب يوم 13 حزيران/يونيو في مدرج بيسين عاليه، وكان بليغ حمدي وعبد الحليم موجودين في بيروت منذ الأول أو الثاني من حزيران/يونيو والعدوان وقع يوم 5 ، وكان عبد الحليم مقيماً في ستراند بضيافة الشيخ جابر وأنا أتردد عليه، لأنني كنت مسؤولاً عن النقل الخارجي، وكنا سعداء بسماع أخبار عن إسقاط الطائرات المعادية وأننا سجلنا انتصاراً، إلى أن قام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر يوم 9 بتلاوة خطاب التنحي الشهير، وكنت جالساً أنا وعبد الحليم حافظ وبليغ حمدي وإبني غيفارا وكلنا انهرنا وتاني أو ثالث يوم كان موعد الحفلة، وبيعت التذاكر والاعلانات ملأت الشاشات، وجلس عبد الحليم مع نفسه حزيناً ويحدث نفسه كيف سأغني في ظل النكسة، وفي هذه الظروف المصيرية التي تمر بها بلادنا أغنيات عاطفية مثل: صافيني مرة ونار يا حبيبي نار؟ ، وكانت العمليات الفدائية بدأت في الجنوب اللبناني وفي سيناء وفي السويس وعلى الحدود السورية، فقلت له أعمل أغنية للفدائيين، وكنت وقتها أكتب فيلم الفلسطيني الثائر، وحينها عمل أغنية فدائي، واتصل بالسفارة المصرية وطلب منهم أن يخابروا محمد حمزة أو الأبنودي كي يكتب واحد منهما الأغنية، وكان محمد حمزة أسرع من الأبنودي فأرسل الكلمات عبر السفارة، وتسلمها حينها بليغ حمدي ولحنها في نصف ساعة، ثم طلب عبد الحليم من أحمد فؤاد حسن أن يأتي مع الفرقة الماسية إلى قبرص ومنها إلى بيروت، لأن خطوط الطيران لم تكن متاحة، وعملوا بروفات سرية ولم يكن غيري يعرف ماذا سيقدم عبد "الحليم.
وأضاف: "في وقت الحفلة وقف عبد الحليم في المدرج وقال كلمة من أروع ما يمكن، ودخل "على أغنية "فدائي" و"صور يا زمان بالأحضان" و"جمال يا حبيب الملايين.
وليلتها المخرج غاري غارابيديان كان مسؤول النقل، فقال لي إن هناك اتصالاً لك وعندما أخذت السماعة طلب من أحد المسؤولين قطع الارسال عن الحفلة فاستغربت الأمر، وأنا لم أرد عليه وأغلقت السماعة، وكان لبنان يعيش انقسامات سياسية حينها، وفي اليوم التالي أرسل لي منير طقشي وعاتبني لأني سمحت لهذه الأغنيات أن تمر، وهذا ما تسبب بطردي من التلفزيون، وحين أنهينا حفلة عبد الحليم أقليته في سيارتي وسلكت طريق الشويفات لأنني لو لم أفعل ذلك "كنا حينها تعرضنا لمشاكل.
أعماله
كلنا فدائيون، الفلسطيني الثائر، الضياع عام، المتعة والعذاب، الشيطان امرأة، الشيماء، الغضب، أنا وإبنتي والحب، مطلوب رجل واحد، الشياطين في إجازة، نساء الليل، أشرف خاطئة، السلم الخلفي، شياطين البحر، الأبرياء، نساء ضائعات، اللصوص، شاهد إثبات، حالة تلبس، أنا والعذاب وهواك، أيام الرعب، بهلول في أسطنبول، بنت مشاغبة جداً، إمبراطورية الشر، فتاة من إسرائيل، أبناء الشيطان، 55 إسعاف، زكية زكريا في البرلمان، كلم ماما، عوكل، زعيم العصابة، عيال حبيبة، مهران، دو ري مي فاصوليا، العيال هربت، رجل الأعمال دراهم، لخمة راس، سوق المزاج، أحلام الفتى الطايش، شبه منحرف، أدهم الشرقاوي، علقة موت، أمير البحار، لا تراجع ولا إستسلام.