كتب المتهم تحسين التل

تم نشره الثلاثاء 24 أيّار / مايو 2011 01:30 صباحاً
كتب المتهم تحسين التل
تحسين التل

 وقفت اليوم أمام عطوفة المدعي العام متهماً؛ ولست شاهداً، بجريمة إخراج خالد شاهين من السجن!، فقد ارتكبت ذنباً لا يغتفر، وتجاوزت حدود المعقول، والمسموح به في بلد أبا الحسين، القائد الكبير الذي لا يرضى بالظلم، ولا يقبل أن نبرىء المدان، ونتهم الشريف الذي كان أسوأ ما قام به أنه سأل سؤالاً واحداً؛ كيف خرج شاهين من منتجع سلحوب الترفيهي.

أجل؛ أنا ارتكبت ذنباً عظيماً، لا يمكن أن يرحمني المجتمع الأردني أو يعفو عني لأنني ارتكبته، بعد أن ثبت للجميع أن خالد شاهين مظلوماً، سجن على ذنب بسيط لا يستدعي حبسه في سلحوب الى جوار غابة الشهيد وصفي التل، التي تلوثت كثيراً بفعل السموم التي زرعت فيها؟!

وقفت أمام المدعي العام لأن ابن الشهيد اعتبرني مجرماً، خارجاً على القانون، ويرغب في تأديبي حتى أكون عبرة لمن يعتبر، ووجه لي عدة تهم تمس أمن الدولة؟ وباعتقادي أنها ربما تلقيني خلف الشمس، مع أننا بلد ديمقراطي، وفيه الحريات كالماء والهواء، وقد أكد لنا جلالة الملك أن الحريات سقفها السماء، ولا يجوز التعرض للصحفي والكاتب إن أردنا أن نواكب الدول المتقدمة التي تحترم الكاتب احترامها لرأس الدولة وربما يزيد احترام صاحب القلم عندهم عن احترام رئيس الدولة وكبيرها.

هذا في الدول التي تحترم نفسها، وتحترم أصحاب الأقلام الحرة، والتي تعتبر الصحفي محصناً مثله كمثل النائب والوزير ورئيس الوزراء؛ لكن في الأردن؛ الكاتب ملاحق، مكمم، يجب أن يكون أخرس، وأطرش، وأعمى، وأن لا يتحدث فيما لا يعنيه، حتى لا يلقى ما لا يرضيه، وخروج شاهين من السجن يدخل من باب المحرمات، وتجاوز المحظورات؟

لن أقول أنني ارتكبت جناية إخراج شاهين من السجن، ولن أتهم أحداً من الحكومة بإخراجه، لكنني لن أسكت على إهانة وجهت لي، لأنه بمجرد وقوفي أمام المدعي العام (مع احترامي الشديد لقضائنا وقضاتنا) يعتبر إهانة ما بعدها إهانة وكان الأولى أن يقف موقفي هذا كل من تسبب باستنزاف خيرات الوطن، وامتص دماء الأردنيين، وقلب عاليهم سافلهم في سنوات معدودة، وجعل من الوطن مزرعة له ولأمثاله من اللصوص، وقطاع الطرق، وشذاذ الآفاق، ولن أسكت على تهمة كانت يجب أن توجه لغيري من الذين أثروا على حساب لقمة المواطن، الذين فتكوا بالوطن وجعلوه غثاءً أحوى، لن أسكت على توجيه الإهانة لي ومثولي أمام المحكمة الموقرة وخالد شاهين يرتع في أوروبا وعلى حساب أبناء الوطن، ولن أكون ضحية لحكومة لا تعرف لغاية الآن من أخرج شاهين من السجن وحمله على كفوف الراحة ليطير به الى بلاد الضباب وتركنا خلفه لنحاكم على ذنوب لم نرتكبها، وعلى أموال لم ننهبها، وعلى سمسرة لا نعرفها ولا نعرف من يقف وراءها، وستكون الإجراءات التي سنتخذها شديدة اللهجة؛ قولاً وعملاً، فنحن لسنا من الهنود الحمر حتى نتخلى عن حقوقنا بهذه السهولة التي يتوقعها البعض، ولسنا بلا أصول وفروع ضاربة في عمق التاريخ الأردني حتى إذا ما وجهت لنا إهانة بالغة؛ توقفنا عندها؛ ولحسناها، وبلعناها، وصمتنا صمت الأموات في القبور.

الإجراءات التي سنتخذها في الأيام القادمة في حال عدم رد الإعتبار، ستكون على النحو التالي:

أولاً: دعوة كل شرفاء الوطن: أبناء العشائر، والأحزاب، والتيارات الفكرية، والسياسية، والمتقاعدين العسكريين؛ لاجتماع عاجل في بيتي وهو بيت الأردنيين الشرفاء جميعاً، الذين لا يقبلون بالذل والإهانة، وسيصدر عن الإجتماع: بياناً شديد اللهجة موجهاً لكل مكونات الحكومة، والمطالبة بحل لغز اختفاء خالد شاهين من الأردن دون أن يعترف أي مسؤول عن كيفية خروجه، ومن كان وراء تسفيره من الأردن، ومن ختم له جواز سفره، وأوصله معززاً مكرماً الى المطار.

ثانياً: تشكيل تيار مناهض للفساد خلال الإجتماع العام وفي بيتي، بيت الأردنيين جميعاً، هدفه ملاحقة الفاسدين أيا كانت مناصبهم، ورتبهم، وقيمتهم المعنوية في المجتمع، وسيكون هذا التيار له صلاحية رفع الدعاوى على كل شخص ساهم في إخراج شاهين من الأردن، وملاحقة المتسببين في خلخلة المجتمع الأردني، أياً كانت صفتهم الوظيفية والإعتبارية.

ثالثاً: إن فشلنا في مسعانا؛ سنحزم أمتعتنا ونغادر هذا الوطن ونحمله في قلوبنا، ونتركه لزمر الفساد ترتع فيه كيفما تشاء، وسنجد لنا دولة تأوينا نحن وأطفالنا، فما عاد الوطن الغالي يتسع لنا، بل ضاق، واستحكمت حلقاته حول رقابنا ؟

مبروك على شاهين رحلته المجانية على حساب الوطن والمواطن، ومبروك لكل الفاسدين الذين لن يجرؤ أي كان على توجيه اللوم، والإنتقاد لهم، أو محاسبتهم، وتباً لي على وطنيتي التي لم تطعمني خبزاً، ولم تحميني من زمرة الفاسدين؛ حتى وهم خارج الحدود؟!



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات