فقدان الحافز الشخصي...
المدينة نيوز - يرى الاختصاصيون أن فقدان الحافز أو الحماسة يظهر عمومًا في بداية مرحلة المراهقة، ولكن يمكن أن يظهر أيضًا قبل هذه المرحلة عند التلامذة بين السابعة والثانية عشرة، فتجد بعضهم غير متحمسين لبعض النشاطات اللامدرسية مثل الرياضة والموسيقى. بينما يبدو فقدان الحافز أكثر وضوحًا في سن المراهقة، فهي مرحلة التغيرات والانقلابات الجسدية والنفسية، ويبدو الملل من كل شيء واضحًا عند المراهق.
لذا يجب أن يتنبه الأهل إلى أن زيادة الشعور بالضجر هو بمثابة إنذار لهم. فبعض المراهقين يجدون صعوبة في إدارة التغيرات التي تحدث لهم بالتزامن مع دخولهم مرحلة المراهقة. لذا فإن فقدان الحافز يشكل إستراتيجية تجيب عن وضعهم النفسي المتوتر لأنهم لا يريدون الاعتراف بالتغيرات الحاصلة لهم.
ومما لاشك فيه أن وجود الحافز هو المحرك الأساس للنشاط الإنساني، فهو الذي يسمح للشخص بمواجهة الصعاب مستعملاً أقصى درجات جهده ومؤهلاته كي يتخطّاها، ويصل إلى تحقيق مبتغاه.
فمن خلاله يمكن الشخص ذا القدرات والمهارات الضعيفة أن يحقق المعجزات فيما الشخص الأكثر ذكاءً يمكنه أن يبقى مجهولاً ولا يحقق تقدّمًا إذا لم يكن لديه حافز.
ومعرفة حافز الطفل مهم جدًا ليقوم الأهل بدورهم في شكل صحيح، لأنها تسمح لهم بالتمييز بين حوافزهم الشخصية والحوافز التي يسقطونها على طفلهم الذي يطلبون منه وعن غير قصد تحقيق حوافزهم الخاصة.
فمثلاً الأهل الذين لديهم حوافز شخصية قوية لبناء العلاقات الاجتماعية أو الاندماج مع مجموعة, يميلون إلى الطلب من طفلهم أن يكون متفوقًا مدرسيًا ثم مهنيًا كي يكون مناسبًا للبيئة الاجتماعية التي ينتمي إليها.
لذا نجد بعض الأهل ينتظرون من ابنهم أن يصبح طبيبًا لأن هذا ما هو متوقع في محيطه الاجتماعي، من دون الأخذ في الاعتبار ما إذا كان هذا الحافز يتماشى مع حوافز الابن الشخصية، فهو ربما لديه حافز أن يصبح رسّامًا .
ويشير الإختصاصيون إلى أن كل طفل يملك حوافزه التي تختلف عن حوافز أقرانه، ومن الأفضل للأهل أن يعرفوا هذه الحوافز ويحددوها كي يتمكّنوا من مساعدة ابنهم في تخطي الصعاب التي يواجهها يوميًا لا سيما في أدائه المدرسي.
فمثلا عندما يطلب الأهل من ابنهم أن يكون متفوقًا في المواد العلمية لأن لديهم رغبة في أن يصبح مهندسًا، فإن هذا الحافز قد يكون مغايرًا لحافز الابن الشخصية وبالتالي يفقد كل حماسه للمدرسة فتتدنى علاماته لأنه لم يعد يكترث للنجاح طالما أن المطلوب منه تحقيق رغبة أهله أي حوافزهم لا حافزه الشخصي.
إذًا غياب الحافز عند التلميذ من الأسباب الرئيسية للفشل المدرسي.ومهما تكن قدرات الطفل الذهنية يمكنه النجاح شرط أن يحدد أهدافه الشخصية والواقعية وعلاقتها بحوافزه الشخصية، والتي لا تشبه حوافز الآخرين، أو حوافز الأهل والأساتذة. وعلى الأهل أن يدركوا أن الحافز لا يظهر فجأة عند الطفل بل يبنى و يتطور يومًا بعد يوم. لذا فإن أحد أدوار الأهل الرئيسة هو تبيان حوافز طفلهم كي:
•يستطيعوا استعمالها كمحرّك يساعد الطفل في تخطي الصعاب العابرة التي يواجهها، وتسمح له بفهم معنى التعليم المدرسي، الذي يبدو له أحيانًا غير مفيد أو مهم، وبأن التعليم المدرسي يمكّنه من تحقيق أهدافه الشخصية.
•وكي يساعدوا الطفل في قبول الضغوط التي يتعرض لها والتوتر العابر الذي يصبيه، من السير قدمًا ومتابعة أهدافه الشخصية.
(لها)