ندوة متخصصة عن التحدي المائي
المدينة نيوز- نظمت الجمعية الاردنية للبحث العلمي مساء امس الثلاثاء ندوة متخصصة بعنوان التحدي المائي وضرورة البحث العلمي وبناء القدرات الوطنية في الاردن.
وناقشت الندوة التي عقدت بمشاركة خبراء وباحثين من قطاعات المياه والزراعة والعلوم ومتخصصين من القطاعين العام والخاص وأدارها رئيس الجمعية الدكتور أنور البطيخي الجهود الوطنية لإدارة الطلب على المياه ورفع كفاءة التوزيع والاستخدام وزيادة المصادر المائية المتاحة من خلال تجديد الشبكات المائية وبناء السدود وتنفيد مشاريع التزويد المائي وبناء محطات تحلية المياه ومشاريع الصرف الصحي وتنقية المياه العادمة وما يرافقها من مشاريع لإعادة الاستخدام.
واكد المشاركون ضرورة توظيف البحث العلمي لخدمة قطاع المياه وايجاد الحلول اللازمة لهذه المشكلة التي يعاني منها الاردن، مشيرين الى ان الاردن يصنف من اوائل الدول في العالم من حيث شح المياه.
واكد وزير المياه الأسبق الدكتور حازم الناصر ان هناك فجوة في الاردن بين المطلوب والمتاح من المياه لمختلف الاستخدامات من شرب وصناعة وزراعة لم يتم حلها حتى الان، متوقعا ان تزداد هذه الفجوة والتي قد تصبح معيقة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي زيادة معدلات الفقر والبطالة وما يرافقها من تأثيرات سلبية على البيئة والصحة العامة.
وطالب الناصر بايلاء البحث العلمي الموجه لخدمة القضايا الوطنية وعلى رأسها قضية المياه الاهتمام اللازم والدعم المطلوب من خلال توفير البنية التحتية اللازمة وتوفير الدعم المالي وسن التشريعات اللازمة لتحسين البيئة الجاذبة للبحث العلمي والعمل على أن تكون مخرجاته منسجمة مع المتطلبات الوطنية واولوياتها البحثية القابلة للتطبيق والبعيدة عن البحث النظري والأساسي.
ودعا الى خلق شراكة حقيقية بين الجامعات ومراكز البحث العلمي وبين المؤسسات الوطنية المعنية بتطوير وتوزيع وإدارة المصادر المائية والصناعية الوطنية بحيث تقوم هده المؤسسات بتوفير المعلومات اللازمة عن القضايا البحثية المطلوبة بما في ذلك برامج التدريب والتأهيل والتخصصات العلمية والمهنية المطلوبة لمواجهة التحديات على المستوى الوطني، بما في ذلك إشراك الجامعات في المشاريع والدراسات التي تجريها المؤسسات المعنية بقطاع المياه ليتسنى للباحثين الاطلاع على المشاكل والقضايا عن كثب.
واكد ان الواقع المائي الاردني وخصوصيته الاجتماعية والثقافية يتطلب البحث العلمي المتخصص والجاد وبناء القدرات في العديد من المجالات اهمها إدارة الطلب على المياه والمحافظة عليها بما في ذلك طرق ترشيد الاستهلاك والتنقيب عن المياه الجوفية وزيادة معدلات التغدية والشحن الجوفي ومعالجة وإعادة استخدام المياه العادمة والانماط الزراعية الملائمة لنوعية المياه والمنطقة الجغرافية.
واشار المشاركون في الندوة الى طرق قليلة الكلفة يمكن من خلالها تنقية المياه العادمة من اهمها تحلية المياه المالحة باستخدام الطاقة الشمسية وضخ المياه الجوفية في المناطق النائية بواسطة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتنظيف السدود من الرواسب والملوثات وتقليل الفاقد باستخدام المجسات والبرمجيات .
ودعوا الى استخدام طرق جديدة للحصاد المائي في المناطق الصحراوية وأتمتة أنظمة المياه وجمع المعلومات ونقلها وتحزينها واستخدامها في التشغيل والصيانة والفوترة والأنظمة الهيدروليكية ووضع استراتيجية لتحقيق الأمن المائي في المملكة بالمشاركة مع الجهات الحكومية والأهلية ذات الصلة.
واكدوا اهمية دراسة تأثير الزيادة السكانية على المصادر المائية وبيئتها ودراسة سياسات الدعم الحالية لتعرفة المياه واقتراح شبكات حماية اجتماعية لتدعيم الفئات الفقيرة المستهدفة لتحقيق أهداف الأمن المائي و دراسة التأثير المتوقع للتغيرات المناخية على الأمن المائي ودراسة تأثير ارتفاع أسعار الطاقة على كفاءة تشغيل مصادر المياه وكيفية تقليلها وايجاد حلول وبدائل علاوة على عمل برامج للتدريب وبناء قدرات تلائم طبيعة وخصوصية التحدي المائي.
واقترحوا إنشاء كليات علمية متخصصة قادرة على تخريج جامعيين على مستوى الماجستير ممن لديهم الإلمام بالعلوم المائية المتداخلة من هندسة وعلوم وزراعة وري واقتصاد وادارة. (بترا)