"يديعوت": مستوى التوتر مع إيران سيبقى حتى تنصيب بايدن
المدينة نيوز :- قال خبير عسكري إسرائيلي إن "التوتر الذي تشهده العلاقات الإيرانية الإسرائيلية قد يصل إلى حد أن يشن الإيرانيون هجوما انتقاميا، لكنه قد يكون ضئيلا نسبيا، وقد تستخدم الغواصات للردع الاستراتيجي لأول مرة في الشرق الأوسط، مع أنه خلال الأسبوعين الماضيين، نفذ الجيشان الأمريكي والإسرائيلي عملية ردع استراتيجية مشتركة ضد إيران، ربما لم يسبق لها مثيل في تاريخ الشرق الأوسط".
وأضاف رون بن يشاي في تقريره على صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أنه "لأول مرة بتاريخ المنطقة، تشارك في المناورة غواصات وقاذفات استراتيجية أمريكية وإسرائيلية، وتم تنسيق العملية من رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، الجنرال مارك ميلي، في آخر زيارة له للمنطقة، لأنه من المرجح جدًا أن تنفذ إيران عملية عسكرية أو هجومًا حتى قبل تنصيب الرئيس بايدن في الولايات المتحدة في 20 يناير" ، وفق "عربي21" .
وأكد أن "إيران لديها ثلاثة دوافع: الأول هو الانتقام من واشنطن في ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني، واغتيال أبي البرنامج النووي محسن فخري زاده، والثاني الضغط على الأمريكيين لإخراج قواتهم من العراق غربا وأفغانستان شرقا، والثالث ممارسة الضغط النفسي على إدارة بايدن لحملها على رفع العقوبات التي فرضها ترامب، وتسببت بضائقة اقتصادية واجتماعية شديدة في إيران، وتهدد بقاء النظام".
وأشار بن يشاي، الذي غطى الحروب العربية الإسرائيلية، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية، إلى أنه "من المهم الإشارة إلى أن تقييمات نوايا إيران في الولايات المتحدة أكثر صرامة مما هي عليه في إسرائيل، وهنا يُعتقد أن الإيرانيين، إذا فعلوا أي شيء، فسيفعلون ذلك عبر مبعوثيهم، وسيكون الضرر طفيفًا، حتى لا تصلب مواقف إدارة بايدن، وهي ورقة رابحة".
وأوضح أن "التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الإيرانيين قد يرغبون بفتح صفحة جديدة مع الرئيس المنتخب، لإلغاء العقوبات، لكن رغبتهم بالانتقام، وطرد الأمريكيين من الشرق الأوسط، تلاحقهم، رغم أن أولويتهم تتمثل برفع العقوبات، وفي ظل هذه الخلفية، تتم عملية الردع بوسائل عسكرية ومعنوية، وبمزيج من الاثنين، وقد بدأت معداتها العسكرية برحلة مباشرة من الولايات المتحدة إلى الخليج العربي".
وكشف النقاب عن أن "القاذفات تمتلك قدرة إطلاق 30 طنًا من الذخائر الدقيقة، خارج مدى البطاريات الإيرانية المضادة للطائرات، وقادرة على تدمير عشرات الأهداف المحصنة والمنشآت النووية، دون تمكن إيران أو مبعوثيها من إيقافها، وتم إطلاق قاذفات القنابل الأمريكية بي52، بصورة فعلية في الشرق الأوسط والعراق وأفغانستان، لكن القدرات التكنولوجية للصواريخ الدقيقة التي تحملها أكثر تقدمًا مما تستخدمه الولايات المتحدة".
وأكد أن "واشنطن كشفت عن وصول الغواصة الاستراتيجية "جورجيا"، وهي تبحر في مياه الخليج العربي، وتحمل 150 صاروخ كروز، وهي جزء من قوة مهمة من المدمرات الثقيلة والخفيفة، وتحمل أيضًا صواريخ كروز، ويشكل وجود مثل هذه القوة الاستراتيجية الهجومية على بعد بضع عشرات من الأميال البحرية قبالة سواحل إيران تهديدًا لا يمكنها تجاهله، وعليها أن تضع في اعتبارها أن ترامب قد يستخدم هذه القوة قبيل وصول بايدن".
وأشار إلى أن "المعطيات الاسرائيلية تتحدث عن تطوير الإيرانيين لأساليب تشغيل وصواريخ قد تصيب حاملات الطائرات والسفن فوق الماء، لكنهم لا حول لهم ولا قوة في مواجهة غواصة قادرة على إطلاق أكثر من 100 صاروخ كروز استراتيجي، قد يلحق الخراب بمنشآت البرنامج النووي والصناعات الدفاعية التي تنتج الصواريخ والطائرات بدون طيار".
وأضافت أن "طريقة العمل الإيرانية لمهاجمة السفن الأمريكية تتم بزوارق سريعة تحتوي على متفجرات وصواريخ غير فعالة في مواجهة مثل هذه الغواصة، مع أن إسرائيل أرسلت غواصة "دولفين" عبر قناة السويس باتجاه الخليج العربي، ويمكن الافتراض أن إسرائيل ومصر أرادتا هذا المنشور بهدف الردع، لأن مثل هذه الغواصات الإسرائيلية لديها القدرة على إطلاق صواريخ كروز دقيقة برأس نووي أو تقليدي".
وافترض الكاتب أن "هناك تقسيما للعمل بين إسرائيل والولايات المتحدة، ومن المفترض أن تقوم إسرائيل بتشغيل الغواصة وقدراتها الأخرى في البحر الأحمر ومنطقة باب المندب المصرية، بينما تعمل الولايات المتحدة داخل الخليج العربي، وهذا التقسيم للعمل ضروري لأسباب عملياتية، حيث تعمل مليشيا الحوثي اليمنية التي تديرها إيران في منطقة البحر الأحمر، وتجهزها إيران وتسلحها، وفي المقابل تضر بالمصالح السعودية".
وأكد أن "وجود الغواصة الإسرائيلية في البحر الأحمر قد يدفع الحوثيين لإعادة النظر، لأنها تمتلك قدرات استخباراتية وإطلاق أسلحة دقيقة، وما لم يتم القيام به من البحر باستخدام الغواصة، يمكن لإسرائيل أن تفعله من الجو، لأن استخدام الغواصات الاستراتيجية يعد وسيلة جديدة للردع في الشرق الأوسط، رغم أنها شاركت بالفعل في المعارك البحرية في الحرب العالمية الثانية، لكنها كوسيلة للردع الاستراتيجي قد تكون المرة الأولى".
وختم بالقول إنه "إضافة للوسائل العلنية، تنقل واشنطن أنظمة قتالية تعرض إيران للخطر إذا حاولت الإضرار بالمصالح الأمريكية أو الإسرائيلية، صحيح أن نوعية هذه الأنظمة غير معلنة، لكن الإيرانيين ومبعوثيهم في سوريا والعراق واليمن على علم بوجودها، ولذلك فهم حذرون، مما يؤكد أن هذا الوضع المتوتر سوف يستمر حتى يؤدي الرئيس بايدن اليمين في 20 يناير، ويبقى السؤال عن ما إذا كان الإيرانيون سيردعون بالفعل".