الأسرى الفلسطينيون يعانون بسبب البرد القارس ويقضون حاجتهم في علب المياه
المدينة نيوز :- بأشكال وفنون تعذيب مختلفة، تزيد سلطات الاحتلال من آلام الأسرى الفلسطينيين، الذين تزج فيهم داخل زنازين لا تصلح للعيش الآدمي.
وعلاوة على الانتشار الخطير لفيروس “كورونا” الذي يفتك بأجساد الأسرى، دون أن تقوم سلطات الاحتلال وبشكل متعمد، بتقديم العلاج واللقاح للأسرى، وتحرمهم أيضا من الحصول على مواد التعقيم، تزداد في هذه الأيام مأساة المعتقلين، جراء موجات البرد الشديد، والتي تنتشر فيها بشكل خطير الأمراض الفيروسية.
وفي هذا السياق، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن الأسرى في معتقل “عتصيون” جنوب مدينة بيت لحم، يعانون من “البرد القارس” ويحرمون من الطعام ويقضون حاجتهم في علب المياه الفارغة.
ونقلت الهيئة في بيان أصدرته، عن محاميتها جاكلين فرارجة التي زارت الأسرى في ذلك المعتقل، أن الظروف التي يحتجز فيها المعتقلون عار على مفهوم الإنسانية، إذ يعاني 22 أسيرا من انعدام النظافة والبرد القارس الذي ينهش أجسادهم إلى جانب حرمانهم من الطعام ، وفق "القدس العربي" .
وكشفت أن النظافة منعدمة داخل السجن، حيث تنبعث روائح كريهة جدا، فيما يتم الزج بعدد كبير م
ن الأسرى في غرف مكتظة ومزدحمة.
وإلى جانب ذلك تقدم سلطات الاحتلال طعاما سيئا من ناحية الكمية، فيما يشتكي الأسرى من الجوع، علاوة عن معاناتهم من نقص الملابس الشتوية والبطانيات.
وإلى جانب ذلك كله تهمل سلطات الاحتلال إصلاح المراحيض، الأمر الذي يجبر الأسرى على قضاء حاجتهم في أوعية بلاستكية فارغة كعلب المياه، كما تؤكد المحامية.
وأضافت وهي تتحدث عن مأساة الأسرى: “الأمر لا يوصف بالكلمات والظروف الاحتجازية في عصيون خطيرة ومبكية، ويجب على مؤسسات المجتمع الدولي التحرك فورا لوقف معاناتهم”.
وبخصوص تطورات الحالة الصحية للأسرى المصابين بفيروس “كورونا”، قال نادي الأسير إن العزل المضاعف، وحبة حمضيات واحدة لكل أسير، هو ما تقدمه إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي للأسرى المصابين في سجن “النقب الصحراوي”.
وأضاف النادي في بيان له، اليوم الأربعاء، أن الأسرى يضطرون مرارا للإعلان عن خطوات احتجاجية، من أجل توفير أدنى الإجراءات الوقائية اللازمة لهم داخل السّجن، كالمعقمات والمنظفات، ويقومون بشراء الكمامات على حسابهم الخاص، فيما ترفض الإدارة توفير أي من المدعمات كالفيتامينات، وتكتفي أحيانًا بإعطاء الأسير المصاب حبة مسكن.
جدير ذكره أنه منذ نهاية الأسبوع الماضي، تتصاعد نسبة الإصابات بين صفوف أسرى سجن النقب بفيروس “كورونا”، حيث وصل عدد الإصابات إلى 49، جرى نقلها إلى قسم 8 في سجن “ريمون”.
وأكد نادي الأسير أن المخاطر تتفاقم في ذلك السجن، خاصة بعد الكشف عن إصابة أسير في قسم 10، الذي يقبع فيه قرابة 75 أسيرا، وذلك بعد أن كانت الإصابات محصورة سابقا في قسم 3، ومن المفترض أن يتم أخذ عينات من كافة الأسرى في القسم.
وأشار إلى أن استمرار سلطات الاحتلال في تنفيذ عمليات الاعتقال اليومية تعد “جريمة”، خاصة مع استمرار تصاعد انتشار الوباء، إضافة إلى المماطلة في إبلاغ الأسرى بنتائج العينات، الأمر الذي ساهم على مدار الأيام الماضية في انتقال العدوى بين الأسرى.
وطالب نادي الأسير مجددا بالضغط على الاحتلال لتوفير الإجراءات الوقائية، لتتناسب مع بنية السجون التي تُشكل بيئة محفزة لانتشار الوباء، مع اكتظاظ الزنازين التي يقبع فيها الأسرى، وضرورة توفير اتصال هاتفي لهم لا سيما مع استمرار عدم انتظام زيارات عائلاتهم، والصعوبات التي يواجهها المحامون في تنفيذ الزيارات، واستمرار الإدارة في احتكار رواية الوباء، سواء فيما يتعلق بنتائج عينات الأسرى، أو أوضاعهم الصحية.
يُشار إلى أن عدد الإصابات بين صفوف الأسرى وصل حتى يوم أمس إلى 189 إصابة منذ بداية انتشار الوباء، أعلاها كان في سجن “جلبوع”.
ويواصل الاحتلال اعتقال نحو 4300 أسير فلسطيني، منهم 700 مريض، منهم 40 يعانون أمراضا مستعصية، ومن بين العدد الإجمالي هناك نساء وأطفال وكبار في السن، ويشكو جميعهم من سوء المعاملة، ومن تعرضهم للإهانة والتعذيب، فيما هناك العديد منهم محرومون من زيارة الأهل، ويقبع آخرون في زنازين عزل انفرادي.