كتاب للزميلة هدا السرحان بعنوان هم يصنعون التغيير باللغة الانجليزية

صدر حديثا عن دار ترافورد للنشر والتوزيع الامريكية, الكتاب الثاني للزميلة هدا السرحان بعنوان "They Make A Difference ", "هم يصنعون التغيير ".
والكتاب الذي يقع في 140 صفحة من الحجم المتوسط يقدم للقارئ ثمرة عمل ممتدة منذ عام 2004 إلى عام 2009؛ أي 5 سنوات من البحث والنشر ليؤكد على أهمية الصحافة في نشر وتسويق الأفكار والمواقف ليس فقط من باب الصحافة بالمعني الضيق للكلمة بل وحتى من باب الكتاب الذي سيبقى يحافظ على قيمته الفنية والثقافية والفكرية للأبد
واعتبر استاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية الدكتور جمال الشلبي الذي قدم للكتاب "ان موضوعات الكتاب تشكل نموذجاً هاما للعلاقة القوية بين الثقافة والصحافة، أو بشكل أصح دور الصحافة في الترويج للثقافة ".
وقال ان هدا السرحان استطاعت أن تعطي "نموذجاً حياً " لهذه الصيغة باختيارها مقالات ذات صلة وثيقة بعملها من ناحية وفي التطورات السياسية والاجتماعية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط من ناحية أخرى.
يحتوي الكتاب لقاءات مع شخصيات عربية وعالمية كان لها دور بارزا في التغيير كما معظم الشخصيات المختارة كانت من العالم الغربي، فمن بين 9 مقالات نجد مقالتين عن شخصتين عربيتين هامتين هما: عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي التي تصدر في لندن. والثاني رشاد أبو شاور الأديب والكاتب الفلسطيني المعروف . أما الباقي فهي مقابلات لشخصيات غربية تتخذ في أغلب الأحيان مواقف مخالفة - إن لم تكون مناهضة- لسياسات وقرارات بلادهم المدانة بالنسبة للشعوب العربية كقضية العراق وفلسطين مثل دنيس هاليداي المنسق السابق للامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية في العراق (1996-199 الذي استقال احتجاجا على سياسة الامم التحدة تجاه العراق, و هانس فون سبونك، منسق الانشطة الانسانية للامم المتحدة في العراق والذي استقال من منصبه ايضا احتجاجا. والصحفي البريطاني ستيفن فاريل الذي لقب بالصحفي الاقل حظا بسبب اختطافة ثلاث مرات في افغانستان وليبيا وبغداد "وتم انقاذه من قبل المقاومة العراقية ".
وتاتي أهمية الآراء المطروحة في كونها جاءت في مرحلة تحولات هامة في العالم العربي، لاسيما احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق عام2003 وما صاحب ذلك من عمليات عنف وتدمير وتفجير طالت الشرق الأوسط برمته وأوروبا من خلال عمليات لندن ومدريد 2005 و2006.. وغيرها.
ويبين الشلبي استاذ الذي يحمل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة باريس 2 ( السوربون), ان هذا الكتاب لا يمثل وجهات نظر أناس لديهم وجهة نظر غير اعتيادية ووجهات نظر أنسانية وعالمية فقط، بل ايضا يمثل "نافذه " هامة يطل من خلالها القارئ العربي على عقل وفكر "الأخر " الأوروبي والأمريكي بعيون الكاتبة الذكية السرحان التي تريد أن تثبت فرضية أن الغرب ليس واحد، وأن الشعوب الغربية ليست قطيع سائر وراء زعمائه وأنظمته في تدمير العالم العربي والاسلامي بدون وعي كما يظن الكثير من العرب، وأن هناك أصوات غربية تستحق التشجيع والاحترام لأنها باختصار "أصوات إنسانية ". ومن هذا المنطلق تركز الكاتبة على سبيل المثال على وجهة نظر دينيس هالدي منسق الأمم المتحدة للقضايا الانسانية ذو الجنسية الايرلندية الذي استقال من منصبه بعد 34 سنوات مع الأمم المتحدة بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق، واصفاً إياها بأنها "إبادة جماعية ".
وأستطاعت الكاتبة أن تجير قدرتها المعرفة في الاعلام والتكنولوجيا لتجري لقاءات مع اناس إما صنعوا القرار أو ساهموا في صياغته أو التعليق عليه بما يملكون من وزن ثقافي وسياسي وإعلامي معروف دولياً. فكان لها لقاءات عبر الإنترنيت مع الطبيب الأمريكي لاري ي بارك الذي خدم وضمد جروح الكثير من النساء والأطفال والرجال أثناء الحرب الفيتنامية عام 1970 وعام 1971، مدركاً معنى تلك الكارثة وتأثيرها على الأجيال المستقبلية اللاحقة. وهو الأمر الذي قاده إلى كتابة اعتذار عن سياسات بلاده في العراق .
و الكتاب يقول الشلبي, يشكل ينبوع إضافي من "المعرفة الإنسانية المشتركة " بين " الآنا والآخر " من ناحية ، ووسيلة لتقدير أولئك الشخوص اصحاب النوايا الحسنة من الطرفين والحريصون على حوار بين الشرق والغرب والعرب وأوروبا على أساس من الاحترام المتبادل والتفاهم الحضاري من ناحية اخرى.
ويذكر ان للزميلة كتابا اخر باللغة الانجليزية بعنوان «women say no» والصادر عن دار نشر "أي بروكليم " الامريكية اضافة إلى كتابين باللغة العربية بعنوان: «ريم تسال من انا» و «حين يفر الرجال»