ويقول الخبراء إن نفث البخار من الفايب يمكن أن يدفع آلاف الفيروسات نحو الناس في المنطقة المحيطة بمدخن هذا النوع من السجائر الإلكترونية.
ويمكن للقطرات المحملة بـفيروس كورونا أن تنتقل أكثر من مترين في الجو، وهو الحد الأبعد لقواعد التباعد الاجتماعي في بريطانيا وكثير من دول العالم.
ودعا الخبراء مدخني الفايب إلى عدم استخدام أجهزتهم أثناء التواجد في طوابير الانتظار أو في محطات الحافلات أو غيرها من الأماكن التي يتعرض فيها الأشخاص لخطر مواجهة "سحابة دخان الفايب"، كما ذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية.
في الدراسة، قال باحثون، من المكسيك وإيطاليا ونيوزيلندا، إن الطلب من الناس التوقف عن تدخين السجائر الإلكترونية في المنازل يعد "أمرا تطفليا للغاية، لكن قد يكون من المعقول حظره في الأماكن العامة مثل المطاعم ومحطات القطار ، وفق "سكاي نيوز " .
غير أن الباحثين أوضحوا أن الخطر الذي يشكله تدخين السجائر الإلكترونية يظل "أقل" من خطر التحدث أو السعال أثناء الاقتراب من شخص ما.
يشار إلى أن الدراسة لم تتضمن مقارنة بين تدخين السجائر الإلكترونية وتدخين السجائر الحقيقية، لكنهم قالوا إن "معظم النتائج التي حصلنا عليها تنطبق على نفث الدخان المنبعث من المدخنين عموما".
في هذه الدراسة، وضع العلماء نموذجا لمقدار الفيروس الذي يمكن أن تحمله السحب الإلكترونية منخفضة الكثافة، أي عندما يتم احتجازه في الفم قبل سحبه إلى الرئتين ثم نفثه إلى الخارج، و"شديد الكثافة"، عندما يتم استنشاقه مباشرة إلى الرئتين ثم نفثه بقوة إلى الخارج.
ووجدوا أن نفث الهواء منخفض الكثافة من الأفراد المصابين أدى إلى "خطر عدوى إضافي ضئيل''، مما يزيد من فرصة إصابة المارة بالفيروس بنسبة 1 في المئة.
لكن نفث الدخان "شديد الكثافة"، زادت من مخاطر نشر الفيروسات بنسبة تتراوح بين 5 و17 في المئة، وفقا لنتائج الدراسة.
ومن المعروف أن فيروس كورونا ينتشر عن طريق الهواء عندما يتنفس الناس أو يتحدثون أو يسعلون أو يعطسون، وكلما زاد الهواء المنبعث، زادت المخاطر.
وقال فريق العلماء، بقيادة الدكتور روبرتو سوسمان من جامعة المكسيك الوطنية، إن المواد الكيميائية الموجودة في البخار من غير المرجح أن تقتل الفيروس.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل على أن الفايب ينشر الفيروس، إلا أنهم قالوا: "بينما لا يوجد حاليا دليل واقعي على انتشار مسببات الأمراض عبر هذه الوسيلة، فمن المعقول تماما أن يحدث هذا".
ومع ذلك، قال العلماء إن الزيادة في مخاطر نشر الفيروس بواسطة الفايب أقل مما لو كان شخص ما يتحدث أو يسعل، مشيرين إلى أن "الحديث" زاد مخاطر نشر الفيروس بنسبة تتراوح بين 40 و80 في المئة، في حين أن السعال زاد من فرص نقل الفيروس بأكثر من 3 أضعاف.
يشار إلى أن الدراسة نشرت كنسخة مطبوعة مسبقا على موقع MedRxiv، ولم تخضع لمراجعة الأقران من قبل العلماء، وهذا يعني أن البيانات لم يتم فحصها أو التأكد من صحتها.
ويقول الخبراء إن كوفيد-19 ينتشر في الغالب من خلال قطرات صغيرة مصابة تنبعث في الهواء أثناء التحدث أو السعال أو العطس.
كما يقولون إنه من غير المرجح أن تحدث العدوى بعد لمس سطح سبق أن لمسه شخص مصاب بالفيروس، إذ وجدت دراسة نُشرت الأسبوع الماضي أن خطر الإصابة بالفيروس من الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر بما في ذلك أجهزة الصراف الآلي ومضخات البنزين وعبور المشاة كانت منخفضة.