دفة أسواق النفط في قبضة أوبك+ أكثر من أي وقت مضى
المدينة نيوز:- حينما يجتمع كبار منتجي النفط الأسبوع الجاري لاتخاذ قرار بشأن مستقبل الإنتاج، تبدو الخيارات المتاحة لهم أكثر من أي وقت مضى، إذ تؤشر المعطيات على الأرض إلى تحكم المجموعة في دفة توجهات السوق.
ويجتمع كبار المنتجين داخل أوبك وحلفائها في الرابع من مارس الجاري يوم الخميس المقبل للوقوف على أوضاع السوق مع التركيز على جانبي العرض والطلب بما يضمن استمرار التوازن في السوق بعد أن نجحت المجموعة بقيادة السعودية في استعادة الهدوء والتوازن إلى السوق من خلال خفض المعروض العالمي بنحو 10% في وقت سابق من العام الماضي.
ويقول محللون إن قوة أساسيات السوق والاتجاه الصعودي للأسعار ونقص المعروض النفطي من بعض مصادر الخام الأخرى على غرار الولايات المتحدة ربما يعطي الأريحية لكبار المنتجين بقيادة السعودية على اتخاذ قرار بزيادة الإنتاج لضمان تلبية أي نقص في المعروض بالأسواق العالمية.
وتتسبب موجة البرد القارسة التي تضرب تكساس في اتخاذ أسعار النفط مسارا صعوديا خلال الآونة الأخيرة مع تماسكه فوق مستويات 60 دولارا للبرميل، وهو أمر يراه المحللون أيضا لاعبا رئيسا في قرار اجتماع أوبك+ المقبل.
ويشير تقرير لشبكة CNBC الأميركية إلى أن العاصفة الثلجية التي شلت مظاهر الحياة في تكساس تسببت في اقتطاع نحو 4 ملايين برميل يوميا من إنتاج الولايات المتحدة اليومي من الخام.
ويقدر المحللون أن موجة الطقس السيئ تسببت في محو ما بين 18-40 مليون برميل من إنتاج الولاية بالإضافة إلى تعطل نحو خمس السعة التكريرية للولايات المتحدة ككل.
قد يمثل هذا الأمر حافزا لكبار المنتجين نحو التوجه إلى زيادة الإنتاج بعد أشهر طويلة من عمليات الخفض بهدف الحفاظ على التوازن في أسواق النفط العالمية.
توقعات رفع الإنتاج
وقال يوسف الشمري، الرئيس التنفيذي لشركة CMarkets: "أعتقد بكل تأكيد بأن السعودية ستعزز الإنتاج بالنظر إلى الأسعار الحالية التي شهدتها السوق".
وأضاف "تعطل الإمدادات في تكساس قد يدفع أوبك+ والسعودية زيادة الإمدادات بحد معين والكثير من هذا الإنتاج سيتم تصديره".
وتنتهي تخفيضات السعودية الطوعية بنحو مليون برميل إضافية في مارس المقبل.
وقال تاماس فارغا، والذي يعمل كمحلل أول لدى PVM Oil Associates "كل منتجي النفط بمن فيهم السعودية استفادوا من ارتفاع الأسعار. صادرات النفط الأميركية ستتراجع في الأسابيع المقبلة وهذا أمر يدعم منتجي النفط الآخرين".
وعلى الجانب الآخر، يرى بعض المحللين أن استمرار أوبك+ في خفض الإنتاج قد يمثل عاملا لدعم الاتجاه الصعودي لأسعار الخام خلال 2021.
وقال ستان بهارتي، مؤسس Forbes & Manhattan، لموقع ماركت ووتش "ارتفاع أسعار النفط قد يدفع المنتجين الكبار لرفع الإنتاج مع السعر المرتفع للخام".
وأضاف بهارتي "ولكن القرار الأمثل هو البقاء على الحياد. خلال هذا الوقت لن ترغب السعودية ودول المجموعة في زعزعة السوق فارتفاع الأسعار في الوقت الحالي يأتي بالتزامن مع جائحة تضرب الاقتصاد العالمي ".
العربية