الأمير الحسن يشارك في مؤتمر بغداد الدولي للمياه
المدينة نيوز :- قال سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي إن الاستقرار وإعادة البناء في المشرق يتطلب نهجا متعدد الأطراف يقوم على فهم القدرة التحملية للمنطقة والتعامل مع المفاهيم فوق القطرية وتعزيز التفكير الأوسع والأشمل من خلال إجراءات بناء التكامل والتناغم عبر الحدود.
وأكد سموه، خلال كلمة عبر تقنية الاتصال المرئي في مؤتمر بغداد الدولي الأول للمياه حول "التخطيط والإدارة الرشيدة لموارد المياه"، أهمية الربط بين البيئة الإنسانية والطبيعية وبين المياه والطاقة، أي الترابط والتكامل بين الموارد الطبيعية والبشرية والاقتصادية.
وأشاد سموه بمبادرة رئيس الوزراء العراقي ووزير المياه بالدعوة لمثل هذا اللقاء الذي جاء كوقفة للتفكير والتأمل وإعادة النظر في السبل لإدارة المصادر المتوفرة في الإقليم والاستعداد المؤسسي للتعامل مع التحديات الناجمة عن شحها. وأشار الأمير الحسن إلى ضرورة التحضير والتنسيق لضمان مشاركة فعالة للإقليم في الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة السنوي المعني بالمناخ، التي ستعقد في أسكتلندا في تشرين الثاني المقبل، "في ظل تغير مناخي داهم منطقتنا ونحن نرى آثار الاختلالات فيما يتعلق بالأمن المائي والمناخي". وأضاف سموه أنه "آن الأوان لاستشراف المستقبل والتعاون في مجال المياه "العابرة للحدود" مثل حوض نهري دجلة والفرات، حوض نهر النيل، نهر العاصي ونهر الأردن، وإيجاد أنظمة مائية للإقليم شاملة وعادلة ومتعددة الأطراف تَحكُم كمية ونوعية المياه في المنطقة من أجل تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار".
وفيما يتعلق بتعزيز الأمن الغذائي والمائي في المنطقة العربية، أكد سموه الحاجة إلى رفع مستوى التنسيق في إعداد السياسات، ووضع الاستراتيجيات وتنفيذ البرامج، في ظل تغير البيئة الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية؛ مضيفا سموه أن الأمن الغذائي (وبالتالي الأمن المائي) هما في صميم تحقيق الكرامة الإنسانية. وفي ختام كلمته، دعا الأمير الحسن إلى إنشاء مركز اقليمي للمعرفة يستند للمعلومة المطلقة ويؤدي إلى تشاركية المعلومات وكل ما يتعلق بالبيئة والمياه والطاقة حيث أن الحاجة مُلحة إلى التخطيط المتكامل متعدد التخصصات الذي يتجاوز الحدود ويستند للأدلة.
وقال وزير التخطيط العراقي، خالد بتال النجم، مندوب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في افتتاح المؤتمر، إن المؤتمر يمثل حدثاً علمياً وتنموياً مهماً، يأتي بعد زيارة البابا فرنسيس الأول، وما يشهده العراق من تحديات كبيرة، أهمها الأزمة الصحية المتمثلة بجائحة كورونا وتداعياتها، وتحديات المياه والتحذيرات المتزايدة من أزمة مياه في العالم بشكل عام، ومنطقتنا بشكل خاص، إضافة إلى التحديات الأمنية. ودعا إلى العمل من أجل تحويل التحديات إلى فرص، تسهم في المحافظة على المياه، واستدامتها من أجل المحافظة على حقوق الأجيال القادمة، كما دعا إلى تحقيق الإنصاف المساواة في توزيع المياه.
وأشار وزير الموارد المائية رئيس اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر المهندس مهدي رشيد الحمداني إلى أن المؤتمر يهدف إلى تذليل التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجه استدامة المياه بما يتلائم مع المتطلبات المختلفة وتسخير الامكانيات لمواجهة التحديات على المستوى المحلي والاقليمي والدولي. وأضاف أن "مؤتمرنا وما سينتج عنه من توصيات يرنو إلى وتوحيد مواقفنا في الاقليم وتبادل الخبرات والتجارب والتقنيات الحديثة وفتح الحوارات المبنية على الثقة لتحقيق اهداف غايات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والغذائية والزراعية، وفتح افاق جديدة من التعاون والعمل المشترك في سياق استثمار مواردنا المائية المتاحة وحمايتها والمحافظة عليها وتوزيعها بشكل منصف". ويذكر أن بغداد، تستضيف مؤتمرها الدولي الأول للمياه على مدار يومين، لمناقشة الأمن المائي والغذائي وملفات أخرى. وتشارك في المؤتمر جهات حكومية دولية وعربية ومنظمات الأمم المتحدة المعنية بالمياه وجامعة الدول العربية فضلاً عن منظمات المجتمع المدني. وسيناقش المؤتمر مجموعة من الأبحاث والدراسات والتجارب العالميَّة بشأن الموارد المائيَّة، مع التركيز على التعاون في مجال الأنهار المشتركة بين العراق ودول الجوار.
--(بترا)