التعليم عن بعد يضاعف المسؤولية التشاركية والتكاملية بين الطالب والمعلم والأسرة
المدينة نيوز :- بعد قرار عودة التعليم عن بعد، اثر ازدياد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، أجمع متخصصون على أهمية العملية التشاركية والتفاعلية والتعاونية والتكاملية بين المعلم والطالب والاسرة، وصولا لإدارة العملية بالشكل الذي يتيح الإلمام بالكفايات التعليمية المطلوبة على نحو أمثل.
وحول ذلك، تحدثت خبيرة تكنولوجيا التعليم الدكتورة أسماء حميض لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، حول إدارة عملية التعلم عن بعد بفاعلية عن طريق تكامل اطرافها، والفوائد المتحققة من هذه العملية بصفتها متاحة لكل زمان ومراعية لظروف وأنماط التعلم المناسبة للطلبة وفقا لمستجدات المرحلة.
وقالت: إنه وكنتيجة حتمية للوضع الوبائي الراهن ينبغي التكيف مع هذه الوسيلة التعليمية وتطويرها ومجابهة التحديات التي تعترض طريقها، فبعد أن كانت عملية إدارة التعليم مرتبطة بمدير المدرسة والمعلم والطالب، تنامى دور الأسرة بالإدارة على اختلاف ثقافاتها ومستوياتها التعليمية.
وربطت حميض، التعليم الممتع والمفيد بتفعيل التركيز لدى الطالب عن طريق توفير البيئة الدراسية المريحة وتقديم الدعم النفسي وتوفير الدافعية والثقة والتحفيز لديه، والبقاء على تواصل مع المجموعات الدراسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ونصحت المعلمين بتوجيه جلسات خاصة للأهالي تتضمن مهارات أساسية وتطبيقات خاصة من شأنها إيصال طرق التعليم السليمة، وتعليم المراحل العمرية الأكبر كيفية القراءة والنقاش وحلّ المسائل والاسئلة المطلوبة منهم، مع الابتعاد عن مفهوم "واجب" لما له من أثر نفسي ثقيل عليهم واستبداله بتعبير "نشاط".
وأضافت حميض، وهي أحدى منسقات منصة "درسك" والمسؤولة عن الصفوف من التاسع وحتى التوجيهي فيها: تطوير إمكانيات المنصة، ووصولها إلى ما هي عليه الآن، هي من مخرجات تلمس الملاحظات مباشرة من الميدان، لتعزيز مكامن القوة وتلافي مواطن الضعف فيها.
وأشارت حميض، الى توفير الوزارة للمستلزمات الدراسية للطلبة، وتأمين "كرفانات" متصلة بشبكة "الإنترنت" وفتح مختبرات حاسوبية مراعية لأسس السلامة العامة في بعض المدارس في المناطق النائية، خدمة للطلبة في تلك المناطق.
بدوره قال الدكتور نايل الرشايدة من قسم الإدارة التربوية في جامعة مؤتة، إنه ثمة معطيات لا يمكن اكتسابها إلا عن طريق التعلم المباشر، الذي يمازج بدوره بين مفهومي الكفاءة والفاعلية، منوها إلى أنه وعلى الرغم من قلة تكاليف التعلم عن بعد، وتركيزه على الجانب المعرفي المعلوماتي، إلا أنه أقل اهتماما بتنمية المهارات وبناء القيم والاتجاهات.
وأضاف: أن تكليف الأبناء في المنزل بمهام متعددة، من شأنه تسهيل عملية إدارة التعلم عن بعد، مثل كتابة الملاحظات عما جاء في دروسهم عبر المنصات، لافتا الى أنه ينبغي على المعلم تحديد أهداف واضحة لما أسماه الموقف التعليمي، وعلى الأهل بدورهم متابعة أبنائهم ورسم القواعد العامة المحددة، من منطلق التواصل الفعال والإرشاد الناصح لهم.
واشار الرشايدة إلى أهمية تخصيص مكان ملائم للدراسة يجنب الطلبة التشتت ويساعدهم على التركيز، مذكرا بأن نجاعة عملية التعلم عن بعد، تتحقق بمشاركة الأهل قدر المستطاع حضور الطلبة للحصص الدراسية، لافتا الى اهمية الإصغاء والإهتمام والتواصل بين الاهل والابناء في كل ما يتعلق بعملية التعليم عن بعد.
ولا يمكن إغفال أهمية العامل النفسي في إنجاح عملية التعلم عن بعد حيث وجهت أخصائية العلاج السلوكي أمل الكردي، بضرورة إنشاء خطة ممنهجة في التعامل مع الطلبة اثناء تلقيهم الدراسة عن بعد لضمان عودتهم للتعليم الوجاهي لاحقا، دون أن تتطور لديهم بعض المشكلات النفسية التي قد تخلفها جائحة كورونا مثل الانسحاب الاجتماعي وارتفاع مستوى القلق، لافتة الى ضرورة تلافي حدوث فجوه أكاديمية قد تؤثر على تحصيلهم الدراسي عند العودة للمدرسة مما يزعزع ثقتهم بأنفسهم.
وأوضحت الكردي أنه لابد من أن يعي الأهل أن حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم باتت أكبر، ففي حين كان الطلبة يحصلون على الدعم النفسي من خلال التواصل مع زملائهم وأصدقائهم في المدرسة، بات الأمر الآن أكثر صعوبة مع غياب التواصل المباشر معهم، ما يعني ان يسد الأهل تلك الثغرة عن طريق السماح لأبنائهم بقضاء بعض الوقت مع أقرانهم، ولو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي او المكالمات الهاتفية.
وأضافت أن توفير نشاطات أسرية يومية تتناسب وعمر الابناء وميولهم، تعزز من صحتهم النفسية في ظل غياب إمكانية اجراء النشاطات خارج المنزل كما في السابق، منوهة الى ان تمكين علاقات الأبناء الاجتماعية بأسرهم يسهم في سد الفجوة الحاصلة بسبب وقف الكثير من مظاهر التواصل الاجتماعي الذين كانوا يمارسوها سابقا، مشددة على أهمية تحفيز الأبناء لإنجاز مهامهم الدراسية عن بعد، من خلال وضع مكافآت معنوية أو مادية بغية توفير دوافع ايجابية للاستمرار ودرء الشعور بالملل.