اختتام فعاليات مؤتمر التحولات السياسية في العالم العربي وسقوط خطاب العنف
المدينة نيوز - دعا مؤتمر "التحولات السياسية في العالم العربي وسقوط خطاب العنف" الذي عقده المنتدى العالمي للوسطية بالتعاون مع منتدى الجاحظ في تونس إلى عقد مؤتمر دولي إسلامي يتحدث عن الدولة المدنية في ظل التحولات الديمقراطية ذي المرجعية الإسلامية.
ويهدف المؤتمر الذي شارك فيه نخبة من العلماء والمتخصصين الأردنيين إلى دراسة التحولات السياسية وأسبابها والنتائج التي توصلت إليها.
وأكد المؤتمر الذي انطلقت فعالياته بالعاصمة التونسية واستمر لمدة يومين أن عقد مؤتمر إسلامي من الأمور الممكن تحقيقها ليصاغ من خلاله مفاهيم إسلامية لدولة ديمقراطية مدنية يعيش فيها الناس في مواطنة يتساوى فيها الجميع في ظل الحرية والعدالة والمساواة.
وخلص المؤتمر إلى إن المؤتمرين الأول الذي عقد في القاهرة بالتعاون مع منتدى وسطية مصر بعنوان " النهضة على ضوء التحولات السياسية في العالم العربي/مصر وتونس نموذجاً"، و المؤتمر الذي عقد في تونس استطاعا قراءة التجارب بعناية من قبل المفكرين والعلماء من شتى أنحاء العالم العربي والإسلامي لافتا إلى أن مجمل أوراقهم تحدثت عن مستقبل العالم العربي في ظل الثورات المتتالية بالإضافة إلى جدوى الوسائل السلمية في التغيير بعد سقوط خطاب العنف الذي يقف من ورائه تنظيم القاعدة.
وأشار الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية مروان الفاعوري في كلمته التي ألقاها في جلسة الافتتاح أن التغيرات السياسية السلمية التي تجري حاليا في العالم العربي، والتي من شأنها أن تشكل خارطة سياسية جديدة، جاءت لتؤكد على "سقوط خطاب العنف والتطرف، الذي سيطر على المنطقة طيلة العقدين السابقين، وإفشال فكر التشدد وعدم قبول الآخر، لتحل محل ذلك ثورة الاعتدال والكرامة".
وأضاف أن فكر الاعتدال، الذي أصبح يتبناه الشباب العربي في تحركاته للمطالبة بالإصلاح، من شأنه أن يساعد على إبراز مقومات الدين الإسلامي باعتباره "دين الرحمة وقبول الآخر"، مشددا على ضرورة "نبذ العنف والتطرف والابتعاد عن الجماعات التي تمارسه، والعمل على إنتاج خطاب يقوم على الاعتدال والحوار
وناقش المشاركون عددا من المحاور المرتبطة بمستقبل الفكر الإصلاحي في ظل التحولات التي يشهدها العالم العربي ،ودور الشباب في الإصلاح والتغيير ومفهوم الدولة المدنية ومتغيرات الخطاب الإسلامي، من خلال مناقشة مجموعة من الأوراق تم مناقشتها خلال جلسات المؤتمر حول كيف يكون الخطاب الإسلامي بعد نجاح ثورتي تونس ومصر؟ وكيف يتعامل الإسلاميون مع تحديات التحول الديمقراطي ؟، وكيف يمكن أن يكون مستقبل الدولة المدنية في العالم العربي في ظل مرجعية إسلامية.
و تحدث في هذه المواضيع ثلة من العلماء وعدد من الحركات والأحزاب الإسلامية كحركة النهضة في تونس وحزب العدالة في المغرب وحركة مجتمع السلم في الجزائر،
و تطرق الدكتور محمد الخطيب من منتدى الوسطية / الأردن في ورقته حول دور الدين في التحولات السياسية في العالم العربي للحديث عن دور الدين في ساحات التغيير وأثره على الشباب الذين طالبوا بالتغيير وما الذي يريده الناس من الدين. في حين الدكتور هايل الداود في ورقته عن تجربة حزب الوسط الإسلامي في الأردن في حديثه عن الإسلاميين وتحديات التحول الديمقراطي، أما الدكتور محمد القضاة فقد تناول موضوع سقوط خطاب العنف وصعود خطاب التغيير السلمي إلى مفاهيم الناس.
من الجدير ذكره أن مؤتمر التحولات السياسية في العالم العربي وسقوط خطاب العنف هو أول مؤتمر عربي يعقد في تونس يتحدث عن الثورة ، ويأتي انعقاده امتدادا لنشاطات المنتدى في دراسة التحولات السياسية في العالم العربي بعد الثورات العربية المتتالية، وهذه التحولات القائمة على الخطاب السلمي باعتبار أن خطاب العنف الذي امتد في العقدين الماضيين قد انتهى لغير رجعة، حيث أثبتت هذه الثورات أن التغيير السلمي ممكن حصوله في البلاد العربية.