تونس: الغنوشي يتعهد بتطبيق القانون ضد المخالفين… ونائب يطالب بطبيب نفسي واختبار تعاطي المخدرات لزملائه
المدينة نيوز :- تعهّد رئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي بتطبيق القانون بصرامة على جميع النواب المخالفين، منتقدا قيام رئيسه الحزب الدستوري الحر، عبير موسي، بتعطيل أعمال مكتب المجلس والاعتداء على النواب والموظفين والإعلامين داخل البرلمان، في وقت دعا فيه النائب ياسين العياري إلى توفير طبيب نفسي وإجراء اختبار تعاطي المخدرات لعدد من زملائه.
وكشف جوهر بن مبارك مستشار رئيس الحكومة السابق، إلياس الفخفاخ، عن “مخالفة” الرئيس للدستور التونسي عبر ارغام الفخفاخ على تقديم استقالته، فيما قال رئيس المكتب السياسي لحزب قلب تونس عياض اللومي أن الحزب يتجه لمقاضاة رئيس الجمهورية قيس سعيّد والوزير السابق محمد عبو وزوجته البرلمانية سامية عبّو بتهمة “فبركة” ملف سجن رئيس الحزب نبيل القروي.
وخلال زيارته لمقهى البرلمان، عبر الغنوشي عن تضامنه مع العامل في المقهى صابر سعد الذي تعرض للاعتداء من قبل رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، مشيرة إلى أن “ما قامت به موسي تجاه عاملة النظافة والعامل بالمقهى والصحافي سرحان الشيخاوي مشين ومدان، والمفترض أن يكون النواب نموذجا للمجتمع والاستقامة لكن الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه”.
كما تعهد بتطبيق القانون بشكل صارم ضد النواب المخالفين، مشيرا إلى أن “الفصلين 48 و56 من النظام الداخلي للبرلمان يتيحان لرئيس المجلس اتخاذ التدابير اللازمة لحسن سير العمل في البرلمان، وتم الانطلاق في تنفيذ هذه التدابير منذ يوم الخميس، حيث تم منع النائب عبير موسي حضور اجتماع مكتب المجلس لأنها أصبحت عامل تشويش وإرباك، وهذه الإجراءات والتدابير سيتم تطبيقها على جميع النواب”.
وشهد البرلمان التونسي، الخميس، اعتداءات بالجملة ارتكبتها رئيسة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي، ونواب كتلتها النيابية، وطالت نوابا وإعلاميين وموظفين، ودفعت رئاسة البرلمان لاتخاذ إجراءات عقابية ضد موسي، فضلا عن مطالبة كتل برلمانية القضاء بالتدخل لمعاينة جملة “الجرائم” التي ارتكبتها موسي وأعضاء كتلتها، ومن بينها تشويه سمعة صحافي وإحدى العاملات في المجلس والمس بأخلاقهما، وهو ما دفع نقابة الصحافيين لمطالبتها بالاعتذار.
ودعا النائب ياسين العياري إلى توفير عناصر نسائية من الأمن الرئاسي لحماية البرلمان وفرض القانون داخل أروقته، لمنع تكرار ما أسماه “عربدة بعض الزميلات”، في إشارة إلى عبير موسي
كما دعا العياري رئيس المجلس إلى “توفير طبيب نفسي قار في المجلس على ذمة النواب، فما رأيناه و رآه التونسيون من عنف وهسترة وبارانويا، تستحق في تقديرنا متابعة نفسية دقيقة. ونذكّر بأننا راسلنا جميع الكتل النيابية والمستقلين لدعوتهم لعزل كتل الفاشية والعنف والابتذال والبلطجة والخروج عن القانون واقتحام الجمعيات والمراكز السيادية وترذيل البرلمان، ولم تتفاعل الكتل مع المقترح”.
كما دعا لتجهيز قاعات الاجتماع داخل البرلمان بأجهزة تشويش للحد من ظاهرة البث المباشر التي استخدمتها موسي وعدد من النواب لزيادة نسبة المتابعين على المواقع الاجتماعية، مطالبا “بإخضاع السادة النواب وجوبا إلى تحاليل تعاطي مخدرات قبل دخول المجلس، فمشاهد الهيجان والهسترة والعنف نرجح أن تكون نابعة من أشخاص في وضعيات غير طبيعية”.
وكشف جوهر بن مبارك، مستشار رئيس الحكومة السابق، إلياس الفخفاخ عن قيام الرئيس قيس سعيد بممارسة الضغط على الفخفاخ لإرغامه على الاستقالة، وهو ما يعتبر مخالفا للدستور.
ودون بن مبارك عل صفحته في موقع فيسبوك “كنت في مكتبي في رئاسة الحكومة اتحدث مع وفد من شباب قفصة المعتصم حين طلب مني رئيس الحكومة (الياس الفخفاخ) القدوم الى مكتبه. كنت اعرف انه عائد لتوّه من لقاء مع رئيس الدولة ورئيس البرلمان والأمين العام للاتحاد. دخلت عليه بعد ان اتممت اللقاء مع الشباب وكان الفريق كاملا مجتمعا. شعرت من وجوههم الواجمة ان الأمر جلل. قال لي مباشرة وكنت لا ازال واقفا مستغربا هذا الجو المشحون: طلب مني رئيس الجمهورية تقديم استقالتي. ثمّ ابتسم. الى حدّ الآن لم افعل شيئا ولكن اريد رايك حتى قبل ان تسمع راي البقية”.
وأشار إلى أنه طالب الفخفاخ بعدم الاستقالة، فـ”هناك لائحة لوم اودعها نوّاب مقامرون بالمجلس عليهم جمع أغلبية مطلقة ولدينا خمسة عشر يوما. وانا على يقين انها غير جديّة ولن يذهب بها احد الى منتهاها هذه معركتنا وعلينا خوضها الى النهاية بكلّ شرف و لدينا فرصة حقيقية لتحرير الحكومة من الابتزاز وتثبيت أرضها نهائيا. دعنا نقودهم الى الجنّة بالسلاسل ان اقتضى الأمر. لكنه قال إن الفخفاخ أكد له أن الرئيس سعيد أعلن لوسائل الإعلام عن تقديم رئيس الحكومة لاستقالته، بهدف الضغط عليه ودفعه لقديمها بشكل فعلي.
و قال رئيس المكتب السياسي لحزب قلب تونس عياض اللومي أن الحزب يتجه لمقاضاة رئيس الجمهورية قيس سعيّد والوزير السابق محمد عبو وزوجته البرلمانية سامية عبّو بتهمة “فبركة” ملف سجن رئيس الحزب نبيل القروي.
واتهم اللومي سعيد و”حزامه السياسي” بالتدخل في القضاء وبالعمل على ابقاء القروي في السجن، معتبرا أنّه لم تعد هناك دولة وأنّ تسريبات النائب محمد عمّار “فضيحة سياسية”، مشيرا إلى أن الحزب “في حالة استنفار لأننا نعيش مظلمة كبيرة مسلطة على رئيس الحزب وهي مسلطة من خلاله على رجال الاعمال في تونس ورجال السياسة ونبيل القروي يحاكم اليوم لشخصه فقط”.
وكان صفحات اجتماعية نشرت تسريبا لعمار يتحدث فيه عن تدخل الرئيس قيس سعيد والوزير السابق محمد عبو في القضاء، كما لمّح إلى وجود علاقة لحزبه ومستشارة الرئيس، نادية عكاشة بالقاضي محمد كمون الذي أصدر بطاقة إيداع بالسجن في حق نبيل القروي، والذي توقع أن يصدر بحقه حكم بالسجن لخمس سنوات، ملمحا إلى وجود “ابتزاز” لنواب حزب قلب تونس كي يوقّعوا على لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان، راشد الغنوشي.
القدس العربي