بالفيديو : جولة داخل مستشفى عمان الميدان
المدينة نيوز :- مع تزايد أعدد إصابات ووفيات كورونا في المملكة والضغط المتواصل على النظام الصحي كان دور المستشفيات الميدانية واضحا ومهما بمساندة جهود المستشفيات الحكومية في التصدي للجائحة.
وفي مستشفى عمان الميداني المخصص لعلاج كورونا جالت الرأي أمس في جميع أقسامه مع الالتزام باتخاذ إجراءات السلامة العامة، وأجرت حوارات مع بعض كوادره الطبية والتمريضية والمواطنين هناك، للإطلاع على أرض الواقع على طبيعة الخدمات المقدمة فيه لحالات كورونا، والرعاية الصحية المقدمة للمرضى، ومدى توفر الأجهزة اللازمة، والتحديات والصعوبات الموجودة فيه. ومستشفى عمان الميداني، التابع لوزارة الصحة المستشفى الثالث الذي افتتح في المملكة لمعالجة المصابين بفيروس كورونا، وهو داخل حرم مستشفى الأمير حمزة، بمساحة 6800مترا مربعا، ويضم 320 سريرا للعزل، و84 سريرا للعناية الحثيثة.
يؤكد مدير مستشفى عمان الميداني الدكتور خلدون خضر أن نسبة الإشغال في المستشفى حتى أمس حوالي 56 %، إذ يتم تحويل المرضى بكورونا إليه عن طريق مكتب موجود في وزارة الصحة، بعد دخولهم الى أي مستشفى في إقليم الوسط، وبعد اعداد التقارير عن حالتهم وإرساله عن طريق الواتس آب، يتم التنسيق لإدخالهم لمستشفى عمان الميداني وذلك حسب عدد الأسرة والإمكانية فيه.
ويضيف أن الميداني لا يستقبل أي مريض عن طريق الدفاع المدني او من البيوت، لأنه لا يوجد فيه قسم طوارئ، بل يأتي من أي مستشفى كان مدخلا فيه، وذلك لتسهيل العمل واستخدام الأسرة لمن تحتاج حالتهم للدخول فعلا الى المستشفى، لافتا إلى أن نسبة الإشغال فيه من الممكن أن تزداد خلال الأسبوعين القادمين بالتزامن مع الارتفاع المتواصل اليومي للإصابات. وخلال الجولة، بين خضر أن كل قسم من أقسام المستشفى يضم 12 سريرا، ولكل 6 أسرة حمام خاص بهم، وهناك أسرة فارغة أيضا. وعن سؤالنا حول أسباب عدم وجود مرضى عليها، قال إن» الإدخالات للمستشفى تكون بناء على عدد الكوادر وليس عدد الأسرة، فلا يدخل أي مريض إلا بعد ضمان تقديم الرعاية والخدمة الطبية له».
وعن وجود رجال الأمن داخل المستشفى، علق خضر بأنهم موجودون لمراقبة المخالفين للحجر المنزلي الذين أدخلوا للمستشفى، لضمان التزامهم ومتابعتهم من ناحية طبية، حيث وصل عددهم من (40-45) خلال شهرين، وبعد إنهائهم فترة الحجر المقررة من وزارة الصحة يتم تحويلهم لاتخاذ الإجراءات القانونية الأخرى بحقهم.
وأثناء تجولنا في ممر المستشفى، التقينا الممرضة ميساء أبو رقية والتي تحدثت عن الصعوبات والتحديات التي تواجه الكوادر الصحية، فقالت «عدد ساعات عملي 8 ساعات، ويوميا تكون هناك مخاطرة نواجهها أثناء التعامل مع مرضى كورونا، والخوف من تلقي العدوى ونقلها لأسرنا فيما بعد، إلا أننا نتوكل على الله بعد اتخاذ كافة إجراءات الوقاية اللازمة، ومع ذلك توجد ضغوط نفسية كبيرة علينا لاسيما خلال تعاملنا اليومي مع المرضى الذين لا يوجد معهم مرافقون»، لافتة الى وجود نقص في عدد الممرضين الموجودين.
وفيما يتعلق بالكوادر الطبية والتمريضية في المستشفى، أشار خضر إلى أنهم موجودون بصورة مستمرة في الممر حيث توجد ما يسمى «نقطة مراقبة»، وهي منطقة العمل لهم لمراقبة المرضى عن قرب، ولا يوجد فصل بينهم وبين المرضى، وهم جميعا يرتدون الملابس المعدة لأقصى درجات الحماية، وقربهم من المرضى أمر لابد منه لأن التعامل يكون بشكل مباشر بإعطائهم الأدوية ومراقبة وضعهم، ولذلك هم من الفئات الأكثر خطورة.
وبالنسبة لوجود نقص بالكوادر في المستشفى، أكد خضر انه يوجد عدم كفاية بالكوادر على أرض الواقع، وهو موجود في جميع المستشفيات في المملكة، بسبب الضغط العالي وعدد الإصابات والإدخالات الكبير، وعدم قدرتهم لأخذ إجازات. ويبلغ عدد الأطباء الموجودين بالمستشفى، حسب خضر 100 طبيب عام، و75 طبيباً مقيماً، منهم جراحة ونفسية ونسائية وأطفال، الى جانب 17 طبيبا من اختصاصات مختلفة الباطنية والتخدير والعناية والأشعة، مؤكدا أن أخصائيي الصدرية الموجودين عددهم 3 أطباء حيث يعتبر عددهم جيدا نظرا لندرة الاختصاص، ودورهم استشاري اذا احتاج المريض ذلك.
أما عدد الممرضين فهم 300 ممرض، مؤكدا خضر أن غدا سيتم رفد طبيبين اخصائيين للمستشفى، وهناك رفد مستمر ومتواصل للأطباء والممرضين كل 6 أيام، كما أن أجهزة التنفس الاصطناعي تبلغ 50 جهازا، بالإضافة لأجهزة تنفس اصطناعي غير نافذة ومستخدمة وعددها 13، و 90 جهازا للأكسجين الضاغط، ناهيك عن عربة الإسعافات السريعة وأجهزة تخطيط القلب.
وبخصوص توفر الأدوية اللازمة لعلاج كورونا في المستشفى، أوضح خضر أن لا نقص بأدوية كورونا، ويوجد التزام ببروتوكول وزارة الصحة فيها، لكن أحيانا يكون هناك شح بالأدوية التي لا تؤثر على حياة المريض، ويتم إيجاد بدائل عنها من خلال التنسيق بين الميداني ومستشفى الأمير حمزة لإرسال النقص فورا وفق آلية سلسة ومرنة، اما الأدوية لإدامة الحياة والرئيسية لمعالجة كورونا فيمنع منعا باتا انقطاعها.
وبعد موافقة أحد المرضى لإجراء مقابلة معه، عن بعد، ويدعى ماهر قصول، قال إلى الرأي إنه أدخل للمستشفى قبل 3 أيام بعد أن كان يعاني من التهاب رئوي شديد، إلا أن حالته الآن جيدة جدا وفي تحسن مستمر، ومن المحتمل ان يخرج اليوم (أمس)»، مؤكدا على الدور الكبير الذي يقوم به الأطباء في متابعة المرضى، والعناية والرقابة الدائمة، وتوفر الإمكانيات اللازمة من اجهزة تنفس وأدوية، والتهوية الجيدة.
وعن الفئات العمرية للمرضى في المستشفى، بين خضر انها كانت خلال الفيروس القديم 60 عاما فما فوق، الا انها خلال الفترة الحالية ومع انتشار الفيروس المتحور أصبحت الفئة الأكثر موجودة في المستشفى هي من (40 -50) عاما، وهناك 4 مرضى بالعناية الحثيثية أعمارهم أقل من 40 عاما، منبها من أن المستشفى لم يستقبل سوى طفلين منذ افتتاحه ولم يدخلا الى العناية الحثيثة.
وأشار خضر إلى أن أسباب ارتفاع الوفيات لمرضى كورونا يرجع لعدة أسباب منها زيادة الحالات المسجلة بالفيروس، إلى جانب تأخر المريض للذهاب للمستشفى، فيأتي حالته متأخرة بسبب خوفه وقلقه من دخول المستشفى.
وعن عدد الكوادر الطبية والإدارية التي تلقت مطعوم كورونا في المستشفى، كشف خضر أن اكثر من 80% منهم تلقوا اللقاح لمن رغب في ذلك، و«هي نسبة ممتازة»، على حد قوله، مبينا انهم لا يستطيعون إجبار أي شخص لأخذ اللقاح، وهناك من لا يرغب بذلك.
واعتبر خضر أن المستشفيات الميدانية ساعدت بعدم انهيار النظام الصحي في المملكة، ووجودها هو إنجاز للوطن والمواطن، وإمكانياتها والرعاية الصحية المقدمة تعتبر جيدة بالنسبة لمستشفيات ميدانية، ومنذ افتتاح عمان الميداني استقبل نحو 2000 مريض كورونا، متسائلا ماذا كان سيحصل لو لم يتم توفير أسرة لهؤلاء المرضى، في ظل الكلفة العالية جدا للمستشفيات الخاصة.
وشدد على أنه تتم معالجة أي شخص موجود على الأرض الأردنية دون استثناء في المستشفيات الميدانية، سواء كان مواطنا او مقيما، والمعالجة تكون بشكل كامل مجانا، إذ لا يوجد اي دفع مبلغ مادي او فاتورة لأي خدمة مقدمة او أدوية أبدا، مبينا انه لا يوجد قسم محاسبة بالمستشفى. ودعا خضر إلى ضرورة تقدير الكوادر الطبية لما تبذله من جهود كبيرة خلال الجائحة، والضغط الكبير الذي يتحملونه، وقد يحصل بعض التقصير في بعض النواحي نتيجة الضغط العالي، إلا أن الهدف الاهم المحافظة على حياة المريض ورعايتهم بالشكل اللازم.
كما دعا المراجعين من أهالي المرضى المتواجدين بالقرب من المستشفى أن يتقيدوا بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي، مبينا أن هناك سياسة ثابتة لا تتغير، وهي عدم دخول أي شخص للمستشفى إلا اذا كان الامر الطبي يستدعي وجود مرافق مع المريض، ويوقع على تعهد بعدم الخروج بأي حال من الأحوال، وعند خروج المريض يحجر 10 أيام لمنع نقل العدوى بين المواطنين، ولافتا إلى وجود تحسينات قريبة لعمل استراحات ومقاعد خارج المستشفى لأهالي المرضى، لمتابعة السؤال عنهم والاطمئنان عليهم دون احداث اي فوضى او تشكل خطرا عليهم.
فيديو :