قراءة في نظام أسس تعيين رؤساء الجامعات وقيادتها الأكاديمية الجديد
بناءً على ما قرأناه لما نشر في وسائل الأعلام المختلفة من قرارات صدرتحديثاًعن مجلس التعليم العالي والبحث العلمي الموقر بتاريخ 20/3/2021 ,والتي إحدها إقرار نظام أسس تعيين الرؤساء والقيادات الأكاديمية في الجامعات الأردنية الرسمية والمتضمن جملة من الإجراءات والقرارات الخاصة بأسس الأختياروالتي أقتصرت فقط على الجامعات الرسمية والتي لاقت هذه القرارات ترحيباً كبيراً في الوسط الأكاديمي الجامعي الحكومي نظراً لأهمية مضمونها وغاياتها، ممايؤكدذلك على الحاجة الماسة بإقرار نظام جديد ضمن أسس إجراءات دقيقة لعملية الأختيار لتكون أكثر ملائمة وفقاً لمستجدات المرحلة الراهنة والمستقبلية، وبنفس الوقتكان إستجابة لمطلباً قد نادى به المهتمين بالشأن الأكاديمي الجامعيبإجراء تعديلات حقيقية ومحكمة على نظام وأسس الأختيار والتعيين لرؤساء وقيادات الجامعات الأكاديمية.
وكما يعلم الجميع بإن هذه القيادات والمتمثلة ب( رئيس الجامعة، والنواب، والعمداء) هم المفتاح الحقيقي في نهضة وتطور الجامعات بتركيزهمالأساسي على العملية التعليمية والتعلمية لضمان أفضل المخرجات وخاصة في ظل المفاهيم والتحديات الجديدة وأعباءهاوالتي أدركتها قيادات الجامعات الأكاديمية ومن أبرز هذه التحديات جملة من الملفات الهامة منها الجودة الأكاديمية ، والتصنيف الأكاديمي، والتنافسية، والتوجه نحو العالمية...الخ.والتي تجد الجامعات نفسها بحاجة ماسة لقيادات أكثر ديناميكية للتعامل مع هذه التحدياتلتصويب المسيرة التعليمية والتعلمية ومخرجاتها نحو بر الأمان.
وبإعتقاديبإن هناك جملة من الأسباب المبررة لدى مجلس التعليم العالي والتي دعت إلى التفكير وبجدية لتعديل النظام السابق وصولاً إلىإقرار نظام وأسسو إجراءات جديدة والتي نجد بعد قراءتنا لنص النظام والأسس الجديدة بإنها تراعي المصلحة العامة للجامعات وتتسمبالموضوعيةوالشفافيةوتسلسليةإجراءات التنفيذ والرامية لضبط عملية المفاضلة الأختياروأختيار الأفضل في عملية تعيين الرؤساء والقيادات الأكاديمية في الجامعات وتقييم أدائهم.
لقد سبق نشر مقالاًلي عبر وسائل الأعلام بهذا الخصوص بتاريخ 26/9/2020 وبعنوان: القيادات الأكاديمية وأسس أختيارها والتي ركزت مفرداته بتسليط الضوء على أهمية ودور القيادات الأكاديمية في الجامعات والذي تضمن التأكيد على آلية أختيارها ضمن أسس وضوابط عامة وخاصة بإعتبارها المفتاح الحقيقي في نهضة وتطور الجامعاتوذلك من خلال نتائج إدارتهالكافة الملفات الأكاديمية والإدارية في الجامعات، وبنفس الوقت نرى بإنها هي صاحبة الرؤى المستقبلية والإستراتيجية،مع التأكيد على أهم أساس في الأختيار وهوأن يكون لدى المترشحين برامج عمل واقعية وخطط إستراتيجية وتنفيذية تمكن اللجان من الحكم على هذه الرؤى والخطط المستقبلية والتطويرية لهم ، ومدى قدرتهم على ترجمتها على أرض الواقع ليلتمس نتائجها الجميع وتكون الأساس في تقييم أداء تلك القيادات مستقبلاً.
بإعتقادي سيبقىهذا مروهوناًبمدى الإلتزامالتام بتطبيق نظام وأسسالأختيارالجديد والذيسيفرزقياداتقادرةعلىالنهوضبالجامعاتومسيرتهاالتعليميةوالتعلميةمعربطنتائجالأداءلتلكالقياداتبمخرجاتالتعليمومتطلباتسوقالعمل.
وأخيراًنقدر ونبارك هذا الإنجاز الكبير وأهمية ما تم إقراره من مجلس التعليم العالي الموقر بموضوع أسس الأختيار وضوابطه لتكون المرجعية القانونية والإجرائية في عملية الأختيار والتي ستقودنا إلى مرحلة أخرى مهمة وهيعملية تقييم الأداء لتلك القيادات وبكل شفافية حرصاً على نهضة وتحسين الأداء لتستمر مسيرة العطاء في جامعاتنا التي نعتز بها وبقياداتها الأكاديمية نحو مستقبلٍ أفضل.
بقلم: أ.د. يونس مقدادي - جامعة عمان العربية