سلوى الضامن.. سيدة بقامة النخيل

تم نشره الثلاثاء 14 حزيران / يونيو 2011 01:03 صباحاً
سلوى الضامن.. سيدة بقامة النخيل
محمد المستريحي
  سيدة عصرية.. صاحبة طلة محببة.. وبذات السياق ألفة تتخللها وسامة تُشعرك بثمة قرب منها وكأنها هي الأخت أو الصديقة.. هي ليست وزيرة فحسب.. إنما أصل وفصل.. أجدادها أفذاذ آل الضامن الكرام.. والدها هو الشيخ شاهر الضامن.. أحد أبرز أمراء عرب "المساعيد ".. ومخولها أسياد نابلس.. آل المصري الكرام.. فأمها هي شقيقة الوزير منيب المصري.
سيدة تترجم أعمق المعاني الأردنية عبر تاريخ الدولة.. وهي كذلك تماما كما والدها.. بقامة لها شكل النخيل.. وإرادة لها لون البياض والانتماء.. لم تزاود ولم تساوم.. عتية في الحق.. رؤومة لمصالح الشعب.. حيث تقول: "الفقراء يحتاجون الى شراكة وكرامة أكثر مما يحتاجون الى صدقات ومعونات ".. همها الأصيل البناء وليس المنصب.
سلوى الضامن.. وجدت نفسها في خضم مهمة لا يستطيعها المسؤول العادي أو التقليدي.. حيث استطاعت ومنذ تسلّمها لمنصبها تطبيق مبدأ التشاركية والحوار.. تحمل الهم الأردني في روحها.. الوطن والمواطن نصب عينيها.. تأخذ على عاتقها مسؤوليات جسام في تبني التنمية البشرية المستدامة.. وتجهد في سبيل تسليط الضوء على احتياجات الفئات المهمشة والأقل حظاً.. من خلال رفع مستوى الوعي في المجتمع بجميع مكوناته بأهمية تمكين المرأة وتفعيل دور الشباب ومساعدة الفقراء والمحتاجين.. وايجاد آليات لتجسيد هذا الوعي على أرض الواقع.
وفي مشهد مؤثر وحميم.. فإنك ترى أماً روحية أكثر منها وزيرة لوزارة بحجم التنمية الاجتماعية.. وترى في معرض المناخ المأمول إزاء مطبات وعراقيل تكتنف دهاليزه.. بأن المنهج الشمولي للعمل والذي تحاول إرساء معالمه وأسسه من شأنه المساهمة في ايجاد البدائل لنهج سائد تتبناه عقليات هدامة وجائرة همها تحقيق المصالح الشخصية والنزوات المادية التي سببت ولزمن ليس بالقصير الهدر الكثير.
وهنا تؤكد الضامن أنها على دراية تامة أن العازفين على أوتار الفساد.. يهرلون كعادتهم نحو أقصر الطرق للوصول الى غاياتهم تملقاً وتزلفاً ونفاقاً.. مستهجنة أن يصبح النفاق محل فخار والتملق رجولة والتزلف ايمان.. أما الأكثر عجباً فهو قلب الحق الى باطل!.. ولأن الدنيا مواسم.. ظن هؤلاء أن الوقت وقتهم.. فأبوا إلا أن يستمرأوا الذل كرامة والهوان مسرة.. فخرجوا -فيما يعتقدونه موسماً لهم- بطبول القرع عليها مكشوفاً ويفضح صاحبه من أول قرعة.. ولأن الورق مكتوب عليه بحبر مزيف فإنه كذلك يفضح كاتبه ومن يسانده من أول جرة قلم.. ولكن الحال ليس كما اعتقد هؤلاء الذين يعلو أعينهم غباش.. وحتماً عبد الأمس لا يستطيع أن يكون حكيم اليوم.. وأكثر ما يدعو للسخرية أن أكثر مؤهلات هؤلاء الانصياع لأوامر أسيادهم بإجادة تزييف الحقائق عبر "ملف مدسوس " سيتجرعون عواقبه في القريب العاجل.. وهنا بالذات كان محور ولب الحديث الخاص الذي جمعنا بالوزيرة امتد لأكثر من ساعة.. تشّعب الى محاور عديدة لا نستطيع الافصاح عنها.. لكن نجزم ونقول أنه في الأفق تلوح عملية توظيب البيت الداخلي للوزارة.. وفي الطريق جملة من التغييرات والإعدادات بما يشبه اعادة الهيكلة ادارياً.. لتفرز ما من شأنه وضع المسؤول المناسب في المكان المناسب.. وليكون دور الوزارة في أعلى مستوياته محفزا للأداء ومواكبا للتطور بكل أنواعه.. ويعكس مفهوم العمل الاجتماعي التشاركي وليس بوصفه النمطي كسلطة مسؤولة ومواطنيين.
وهنا تقول الضامن: "العقل يمنحني وعي بذاتي وقدرة على فهم مجريات الحياة الخاصة في الشأن المجتمعي.. وهذا الإدراك الواعي يفتح عين بصيرتي لأفهم حقيقة وجودي ولأفهم من أنا ومن نحن كمجتمع.. ومن هنا أدرك أنني منتمية انتماءً حقيقياً عندما أعرف أن ثقافة أمتي هي ذلك المزيج الثقافي الطويل عبر التاريخ الحضاري العريق للأردن وأن حضارتنا هي كل هذا المزيج الممتد من آلاف السنين حتى الآن.. وهذا الفهم والإدراك يجعلني أكتشف حقائق كثيرة منها أن المجتمع واحد موحد برؤيته الحامية للإختلاف والمازجة للهدف الأسمى.. وهو حب الحياة المعطاءة.. ومن هنا أجد أن الإدراك المستنير لمفهوم الانتماء وعيشه سينفي مفهوما "أنا " و "أنت " دون إلغائهما بل جعلهما يصبان في الـ "نحن " الشاملة.. فتتجمل الحياة بهذه النظرة الواحدة للكون والمجتمع وتعلو قيم الحق والخير التي بها تحيا القوة وبالقوة تحيا الأمة.
جملة القول وفصله وملخصه.. أن معالي "أم واصف " تتحرك دون كلل أو ملل في الإتجاهات كافة لا تترك شاردة أو واردة.. انجازات اجتماعية ووطنية عديدة تحققت حتى الآن.. وهي ما زالت في البدايات لكنها مُبشرة.. في إطار خطة شمولية تقول عنها معاليها " أنها خطة طويلة المدى وتراكمية وثمارها آتية دون ريب ولا محالة ".. ونجزم أنه ليس فيما تقدّم ما هو خارق وعجيب بقدر ما هو نتاج التزام كبير بالبرامج المعلنة وبما ورد من تكليفات وتوجيهات سامية.. ويمكن الاستناد الى أن هذا الالتزام الموصول بالايمان بالوطن وأهمية تقدّمه على الصعد كان الأساس في ايجاد الحالة الوطنية العاقلة والمتفهمة لكافة التطورات والمتغيرات بعيداً عن الحسابات الضيقة.. وليس غريباً على الاطلاق أن تكون معالي "أم واصف " وزيرة متشعبة وقادرة في ذات الوقت.. وهي في هذه الحالة مؤمنة بقوة الوطن والمواطن والارادة الجمعية للتعاون واستمرار الانجاز الوطني.. وهنا نجزم أنها قادرة على تحمل مسؤوليتها طالما الى جانبها الاوفياء المخلصين.. وطالما هي محل وفاء واخلاص وفي المكان الذي أراده لها جلالة الملك.. ونؤكد أن لديها أجندة علمناها جيدا.. عنوانها "المساءلة والمحاسبة هما عاملان حاسمان لتحقيق الإنجاز ".. ونقف معها لتنفيذ الخطط الوطنية.. غير أن ما يلزم لكل ذلك هو الإسراع في ازالة العقبات المتبقية وعدم السماح لقوى الشد العكسي بتطيل المسيرة.
ختاماً.. نرفع القبعات احتراماً لسيدة كانت وما زالت أردنية الوفاء والانجاز وحتما سيكون قطف ثمار هذا الجهد المتميز خيراً إن شاء الله.


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات