جده الرسول الكريم
فتنة كانت تهدف هز أركان هذا البلد بعمق لولا فطنة أجهزتنا الأمنية ويقضتها وحسن إدارتها لحيثيات هذا الفعل المدان خارجيا بقوة قبل الإدانة الشعبية من قبل أبناء هذا الوطن الكبير, وطن نذر نفسه أن يبقى في قمة كل شيء, تجده في الأحداث الجــسام ذو عزم وصمود وعلى قدرها, في المواقف العربية تجده في مقدمة من يتكاتف وينصر شقيقه العربي أينمـا كان, الأردني كان متواجد في البيئات الصعبة للأشقاء العرب وقدم كل ما يستطيع لنصرة الحق العربي, هل يخاف على وطن بهذا السمو والحـضور؟ هل يخاف على وطن قيادته بهذا البهاء والنقاء؟ هل يخاف على وطن شعبه يفتدي بروحه هذا الوطن وقيادته؟.
دخلنا في عدة سيناريوهات لحظة كشف هذه (الفتنة), وذهبنا في اتجاهات متعددة ليس خوفاَ من تبعاتها لإيماننا المطلق بمتانة وقوة هذا الوطن, والسبب أننا مررنا بما هو أقوى مما أصابنا من هذه (الفتنة) ولم تؤثر بنا، بل بالعكس زادتنا قوة وثباتا، الهاشميين منذ نشأة هذا الوطن وهم يقدمون لنا وللجميع حكمة يستغربها قادة وشعوب الأقطار الأخرى, وفي كل محنة تصيب دولتنا كنا نخرج بقوة أكبر, ومن يتعمق في محطات قيام دولتنا ومعاندة البعض لبقاء هذا الوطن وتعاون دول للسيطرة على قرارنا، سيدرك أننا بحق نستحق هذا الوطن, كنا ننهض ونرفع رؤوسنا مزهوين بفعل قيادتنا وعظمتها وحكمتها, من يود قراءة تاريخ المغفور له الحسين بن طلال مع من عارضه ونصب الكمائن له ولأهل بيته, رغم كل ذلك كان يرسم صورة مشرقة لنا من خلال تسامحه وبعد نظره, هؤلاء هم الهاشميون لأجل أن يبقى وطنا بهيا وصاحب حضور مميز على مستوى العالم لابد أن يكون في حال يختلف عن غيره مما نصب المشانق وجعل بلادها غارقة بالدم!!.
أمس كان عبدالله الثاني كله وطن، وفي روح مسيرة هذه الوطن وأكد لنا خطوط لوحتنا الجميلة التي رسمها أجداده منذ رسولنا الكريم عندما قال لأهل قريش وهم الذين عذبوه وهجروه عن دياره ماذا تقولون، وماذا تظــنون؟ قالوا: نقول خيرًا، ونظن خيرًا: أخ كريم، وابن أخ, تسامح النبي الكريم وشيمه وأخلاقه مع من عاداه كثيرة، لهذا استمد الهاشميون من مدرسة الرسول الكريم فضل التســامح والعفو عند المقدرة، رفعة هاشمية ستبقى تزين ثقافة وحضارة هذا البلد الذي لم يكن في يوم من الأيام ذا انتقام أو عناد أو تشنج في التعاطي مع من يعض اليد التي تمتد اليه, ليلة رمضانية مباركة مسح بها جلالة الملك الحبر الاسود الذي خط به ما سيكتبه التأريخ عن هذه (الفتنة), أطفأ الملك بعقلانية الأب والأخ وهو يوجه أن يعود هؤلاء الذين غرر بهم إلى أسرهم وعائلاتهم بأسرع وقت، لنفتدي هذا الوطن بكل ما نملك، ونستفيد من كل ما مررنا به لنضع هذا الوطن في العيون وحبات القلوب.