الفساد الفظيع في مشروع الباص السريع !

بات الاختناق المروري الناجم عن مشروع الباص السريع جزءا من معاناة يومية لكل  من يمرّ بذلك المشروع .

لا ينقضي عجبي من هذا المشروع الذي يسمونه (الباص السريع) والذي بشّرت به الأمانة ، وجعلت له صفحة على شبكة الإنترنت، ولست أدري لماذا سمي بالباص السريع، ماهو السريع في المشروع ؟  هل سرعة إنجاز المشروع، أم سرعة الباص التي لا تتجاوز خمسين كيلو مترا في الساعة بحسب تصريح أمين عمان السابق!!
لكن وكما يقال (الكتاب ببيّن من عنوانه)، مع التذكير بأننا في عصر القطارات الكهربائية المعلقة، وشبكات السكك الحديدية السريعة المتطورة.
الذي يؤلم القلب حقا ما تناقلته وسائل الإعلام من تقارير تفيد بأن هذا المشروع لم يتم تسليم تصميمه كاملا إلى الآن، إضافة إلى شبهات الفساد التي تحيط بالمشروع من كل جانب، ناهيك عن التكلفة الخيالية التي تقدر بـ 166 مليون دينار تم تمويلها عن طريق قرض من أوروبا، ولا أدري كم سيصبح هذا الرقم الفلكي إذا أضفنا الفوائد الربوية على القرض!.
لن تصدقوا إن قلت لكم بأن أحدث قطار في بلجيكا يعمل بالطاقة الشمسية كم بلغت تكلفته ؟
قطار حديث يعمل بالطاقة التي ينتجها 16 ألف لوح شمسي وتنتج طاقة كهربائية مقدارها 3300 ميغاوات، أي ما يوازي معدل الاستهلاك السنوي لحوالي ألف أسرة، وتسهم في تشغيل القطار وتكييفه وإنارة المحطات وتكييفها.
سرعة القطار تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة ، و يعبر خط القطارات السريعة جدا التي تربط باريس بأمستردام مرورا ببروكسل، في محمية طبيعة.
دعونا نتساءل عن التكلفة للقطار بكافة تجهيزاته بالطاقة الشمسية ومحطاته: كلها ب 15.6 مليون يورو  بما يعادل 16 مليون دينار أردني فقط.
و( الباص ) البطيء يكلف الدولة قرضا ب 166  مليون دينار، ما يكفي لعمل عشرة قطارات حديثة جدا، وسريعة جدا وتعمل بالطاقة الشمسية النظيفة الآمنة.
السؤال المؤلم الذي يطرح نفسه لماذا فقدنا الدين والأمانة والانتماء الصادق، وصارت مشاريعنا موائد لنهب بلادنا نحن العرب والمسلمين بينما مشاريعهم لا تقارن بمشاريعنا من حيث التكلفة والجودة والتطور، سؤال أطرحه على كل غيور؟

إنه الفساد الإداري والمالي .. نعم  ..  فساد ضارب أطنابه في الأعماق.

فيديو للقطار البلجيكي