المشهد الأردني " أنشودة " على مسرح الثورات العربية ..!!

تم نشره السبت 25 حزيران / يونيو 2011 01:50 مساءً
المشهد الأردني " أنشودة " على مسرح الثورات العربية ..!!
م . سالم عكور

لا ندري .. هل نتبع هؤلاء الذين اتخذوا من يوم العبادة والراحة " الجمعة " يوماً خاصاً لـ " إيصال رسائلهم " للمعنيين عبر الاعتصامات ..؟؟ أعتقد أنها قت وصلت منذ فورتها الأولى . وهل يجب علينا أن نلحق ببرامجهم التي لم يعد لها معنى غير التسويف وتعطيل عجلة الاقتصاد الأردني وفقدان الأمل من مستقبل قد يكون مشرقاً على وطننا الحبيب إثر عملية الاصلاح رغم بطئعا ..؟؟؟!!
أم نجعل من التفاؤل غاية تُحقق لنا ما صبوّنا إليه منذ الأزل من جعل سيرة الوطن الطيبة " أنشودة " نتغنى بها حين تشتد علينا ألأوجاع .. تُطربنا وتخفف علينا أطراف الحديث التي كثيراً ما سأمنا ألسنتها ، وصُمّتْ أذننا لسماع أبواقها المزعجة ..؟؟
وأنتم يا من لا يعلم بنواياكم إلاّ الله ، ألا تعلمون أن الوطن " أنشودة عزٍ وفخار " تلف أعناقنا بلحنها الجميل ، نطرب حين نسمعها منذ تعلمنا نشيدنا الوطني " عاش المليك " وقبل أن نوّعى " ألف باء " ..؟؟ ألم تعلموا أن العَبْرَةَ كانت تَشُق وجناتنا الندية حين تُرّفَعُ راية الوطن وننشد أحرف النشيد ..؟؟
وطننا الأردن " انشودة " تاريخها مقروء ، والحاضر منها لا ضبابية عليه ، كلماتها الذهبية تقودنا نحوّ الثائر لأمته العربية " المغفور له الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه " في ثورته العربية الكبرى التي أخرجت الأمة من آتون جبروت القتل والتنكيل والنسيان إذا ما راودتنا نفسنا إلى العصيان ضد حكم بني عثمان " العثمانيين " .. وتقودنا أنشودة الوطن أيضاً إلى عهد مؤسس دولتنا الأردنية " جلالة المغور له الملك عبد الله الأول " الذي روى بدماءه الزكية ثرى بيت المقدس الطاهر فداءً للأمة .. !!
ولن ننسى صانع دستورنا الأردني "1952 " الذي صان لنا حقوقنا وحفظ لنا أمننا وكرامتنا " جلالة المغفور له الملك طلال المعظم شأآبيب رحمةٍ على روحه الطاهرة " الذي لم يمهله المرض طويلاً في تسلم الراية الهاشمية وينتقل للرفيق الأعلى .. ليأتي عهد " جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه " ، باني الأردن الحديث ، الذي قاد الأردن إلى برّ الأمان في زمنٍ تدنت فيه حِنك القيادات والحكم في ظل مدٍ وجزر للتوترات الداخلية والخارجية التي كانت تسود المنطقة خلال فترة حكم جلالته التي استمرت نحو نصف قرن من الزمن ، فنظرة جلالته يرحمه الله كانت ذا عين ثاقبة ، حيث دأب يرحمه الله على مواكبة كل التطورات التكنولوجية عبر العالم لينهض بالأردن عالياً رغماً عن كل العوائق التي قد تواجه المسيرة أولها شُحّ الإمكانيات ، ليجاري العديد من الدول عبر العالم ، إلى أن أصبح الأردن في عهده " يرحمه الله " منارة مشرقة في قلب الوطن العربي يؤشر إليه بالبنان لما وصل إليه من تقدم والازدهار .. إلاّ أن إرادة رب العالمين كانت قد طلبت أمانته ، وأزفت ساعة الرحيل لروحه الطاهرة ، ويرحل الحسين رحمه الله من دار الدنيا إلى دار القرار .. ليسلِّمَ الراية الهاشمية من بعده لنجله الأكبر " جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المفدى " ، الذي تشرّبَ كل المبادئ والقيّم التي رسخها جلالة الحسين الباني طيب الله ثراه في الحكم الهاشمي ، فاعتلت جبهة جلالة أبو الحسين أمد الله في عمره النهج " الحسيني " وبشائر الكرم الهاشمي والتسامح " العدناني " نحوّ شعبه الأردني الوفي ، الذي لم يفتأ يتفاخر بعهد الوفاء للحسين الباني وبتأكيد البيعة لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ..!!
ومن خلال ما تقدم من سيرة طيبة لأبناء آل هاشم الأبرار في حكمهم لهذا الوطن .. ألم نلحظ أن الأردن وشعب الأردن طيلة سنوات الحكم الهاشمي يعيش حالة تقدم وازدهار دؤوب ..؟؟ فالتضحيات التي قدمها الهاشميون فدى الوطن وكرامة شعبه غير قابلة للمقايضة ، فعشقهم قد اختزناه في عظامنا ، ونسجناه بأجسادنا ، ومزجناه بدمائنا ، ولن يخرج هذا العشق منا إلاّ بخروج الروح لباريها .. ولسنا نحن ممن يقايض النفيس بالبخس ، فوهج الهاشميين لا زال وسيبقى بإذن الله منارة تنير لنا درّب الكرامة التي هيّ غايتنا ، والحرية التي هي أنشودتنا ، والأمل فينا سيظل معقود بنواصي الهاشميين الأبرار إلى أن تقوم الساعة ..!!
نحن نعلم أن التندر بما سياتي من قادم الأيام ليس بالشيء الممكن والمشرق " فلله علم الغيب " ، كثيراً من مستشاروا ومحللوا القيادات والأنظمة قد ذهبوا بعيداً في أفكارهم ورُءاهم واستنتاجاتهم ، نقلوها " بدون أمانه " لقياداتهم ، وكانوا قد فَرَدوا لها كثيراً من صفحات العمر ، يستذكرون ويخطّطون ويدوّنون عليها هذه الرؤى والأفكار والتي أعتقد جازماً أنهم قد استقوها من نسج الخيال غير المنظور ، بعيداً عن الواقع وما يدور فيه .. ، بل أوهموا هذه القيادات بمستقبلٍ مشرق سيأتي ..!!
ولقد أثبتت التطورات الجديدة والمفاجئة التي ترأستها الثورات الشعبية في بعض الدول العربية عكس نظرتهم تلك ، بل وأطاحت بعدد من أنظمتها المهزوزة إثر فسادها وإجرامها الفاحش ، وأخرى بقيت متقهقرة لم تعد تقوى على معالجة الوضع المتأزم بالطرق التقليدية السابقة التي كانت الخطابات الرنانة ووعود التخدير الآني واللحظي سيدة الموقف ، معتقدة " أي الأنظمة " أن هذه الخطابات قد تمتص غضب الشارع ثم سيميل إلى الهدوء ، دون العلم بأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة ، وفاتهم الواقع الذي كان ينبئ ببعض المؤشرات الثورية بين الشعوب ولم يكن منظوراً لدى هذه الأنظمة القمعية و المنهارة بسبب غشاوة الاستبداد ، وكانت تتمترس خلف آلة القمع القسري التي كانوا يستخدمونها لإسكات شعوبهم المقهورة والمخذولة التي ليس لها حول ولا قوة إلاّ بالله .. والواقع الحالي ، هو إنعكاس لتلك الرؤى والأفكار الوهمية التي كان هؤلاء المستشارون متمسكين بها غير أبهين بلحظة إنفجارها الشعبي ..!!
فتراكَمَ الهمّ والغضب الشعبي ، وتراكمت معه أيضاً المطالب الشعبية الواجبة التنفيذ منذ أمدٍ طويل ولم تُنفذ ، فانتفخ بالون الوضع المتردي في داخلهم وأقترب القهر والجوع فيهم حد الإنفجار الذي لم يكن أبداً في الحسبان ، بل كان بعيداً كل البعد عن حساباتهم ، فانفجر بالون " القهر " محدثاً فجوة أكبر بكثير مما كانوا يتوقعون ، وخرجت منها " ثورة الشعوب المقهورة ، التي شقت الأرض من تحت أقدام أنظمتها القمعية ، لينزلق فيها كل من لم يدرك معنى حرية الشعوب وكرامتها ، التي أبداً لم تكن خاضعة للمساومات غيرالعادلة ، وأن الحلم الذي كانت بعض هذه الأنظمة ترسمه لاستعباد الشعوب عبر سباتها الطويل كان محضَ خيال طال ما فاقوا منه .. ولا أعتقد أن القادم من الأيام سيكون أكثر اشراقاً على تلك " الأنظمة المتقهقرة " مما سلف من تلك الأيام التي سيطلق عليها مجازاً " بالأيام الغابرة " ..!!
أما المشهد الأردني على مسرح الثورات العربية ، فالتاريخ يشهد ، والحاضر واضح كوضوح الشمس ، وتنبؤات المستقبل ندعوا الله " عالم الغيب " أن يكون أكثر إشراقاً ، وما نراه هذه الأيام في الشارع الأردني ليس أكثر من جدالات حميمية بين زوايا قاعدة الهرم الأردني المتمثلة بالحكومة والشعب من أجل عملية الاصلاح التي أمر بها رأس الهرم الأردني جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم ، وأنها تمثل الخطوات الأولى نحوّ التوافق العام لاجتثاث بؤر الفساد التي أثقلت موازنة الدولة وأثرت بالتالي على الوضع الاقتصادي للوطن والمواطن ، لذلك ومن أجل حسن النوايا ، أعتقد أن هذه الجدالات هي أمر صحي ومن شأنها أن تقودنا نحو أردن أكثر أمناً وطمأنينة ..!!
akoursalem@yahoo.com 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات