الحكومة الافغانية تستعيد مديريات من طالبان وقلق طاجيكي من التطورات على الحدود

المدينة نيوز :- أعلن مستشار الأمن القومي الأفغاني استعادة السيطرة على 14 مديرية من طالبان، مجددا عزم الحكومة شن عملية عسكرية واسعة ضد مسلحي الحركة في الولايات الشمالية، وسط تحركات سياسية محتشمة تحاول حلحلة ملف المحادثات السياسية بين الأطراف المتصارعة.

وتحدث المستشار الأفغاني عن عودة نحو 2000 من القوات الحكومية إلى البلاد من طاجيكستان كانوا قد لجؤوا إليها في وقت سابق.

ومن جانبه قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن الجنود الحكوميين عبروا الحدود إلى طاجيكستان، ونقلوا معهم جميع المعدات العسكرية والأسلحة والذخيرة.

وقد أعلنت وزارة الدفاع مقتل 26 من مسلحي طالبان في غارة جوية على ولاية لوغر جنوبي كابل، بالتزامن مع وصول وزير الداخلية، وقائد الجيش، إلى قندهار لتقييم الوضع الأمني هناك.

ونقل مراسل الجزيرة اليوم عن مصدر بالداخلية تأكيده مقتل شرطي وإصابة 21 في تفجير سيارة بولاية قندهار جنوبي البلاد.

من جانبه، قال رئيس البرلمان مير رحمان إن سيطرة طالبان على عدد من المديريات سابقة خطيرة ويجب التصدي لها، وناشد الحركة الحفاظ على المباني الحكومية والبنية التحتية باعتبارها ملكا للشعب لا الحكومة، وفق تعبيره.

تقدم طالبان
وذكرت مصادر أفغانية أن طالبان سيطرت على 11 مقاطعة الساعات الماضية في ولاية بدخشان شمال شرقي البلاد عند الحدود مع طاجيكستان.

يأتي ذلك بعد أيام من إعلان مسؤولين أفغان سقوط عشرات المقاطعات في جميع أنحاء البلاد بيد الحركة خلال الأسابيع الأخيرة.

والمقاطعات التي سيطرت عليها الحركة في ولاية بدخشان هي مايماي، نوساي، شوكي، خوهان، إسحاقشيم، شهداء ياوان. ومقاطعتا نيش وميانشين في قندهار، مقاطعة ناوا في هلمند، شينواري في باروان.

وأوردت وكالة رويترز أن مسؤولين أمنيين غربيين يقولون إن قوات طالبان استولت على أكثر من 100 منطقة، لكن الحركة تقول إنها تسيطر على أكثر من 200 منطقة في 34 إقليما تزيد مساحتها على نصف مساحة أفغانستان.

طاجيكستان
وعقب سيطرة طالبان على مناطق في ولاية بدخشان، أصدر رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن تعليمات لوزارة الدفاع بنشر 20 ألف جندي احتياطي لتعزيز الحدود مع أفغانستان.

وكان الرئيس الطاجيكي قال الأحد -في مكالمة هاتفية مع نظيره الأفغاني أشرف غني- إنه يشعر بالقلق بشأن التوترات في منطقة الحدود.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) الأميركية إن حركة طالبان بدأت تحصيل الرسوم الجمركية من الحركة التجارية عبر الحدود مع طاجيكستان.

"قلق" روسي
من جهته أعلن نائب وزير الدفاع الروسي أن بلاده ستبذل جهودا لحماية الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان إن دعت الضرورة.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الوضع في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي يثير القلق ويتطور بشكل سيئ، وإن ما يحصل في أفغانستان هو زعزعة لاستقرارها.

وكشف المسؤول الروسي أن بلاده لا تجري أي نقاشات بهدف إرسال قوات إلى أفغانستان، لكن مع تطور الوضع فإن العسكريين الروس سيتخذون القرارات اللازمة، على حد تعبيره.

تحركات
سياسيا، التقت الممثلة الأممية الخاصة لأفغانستان ديبورا لاينز فريق المفاوضات التابع لحركة طالبان بالدوحة حيث ناقشت آلية الدعم الأممي لمفاوضات السلام في أفغانستان.

وذكرت الممثلة الأممية، في تغريدة عبر تويتر، أن على مفاوضات السلام أن تكون حقيقية وأن تحظى بالأولوية باعتبارها السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وجلب الأمل للشعب الأفغاني.

وأفادت وكالة بلومبيرغ، في تقرير لها عن الوضع الميداني والإنساني شمال أفغانستان، أن عشرات آلاف العوائل الأفغانية نزحت من منازلها نتيجة المعارك.

ونقلت عن مساعد المتحدث باسم الرئيس الأفغاني اتهامه حركة طالبان بتفضيل الحرب على تسريع عملية السلام المتعثرة، حسب قوله.

وقال متحدث باسم طالبان إن الحركة تعتزم تقديم مقترح سلام مكتوب إلى الحكومة الشهر المقبل على أقصى تقدير.

ونقلت رويترز عن المتحدث باسم طالبان قوله اليوم "سيتم التعجيل بمحادثات السلام وعملية السلام الأيام المقبلة.. ومن المتوقع أن تدخل مرحلة مهمة.. ستتعلق بخطط السلام بطبيعة الحال".

وأضاف مجاهد "من المحتمل أن يستغرق الأمر شهرا للوصول إلى تلك المرحلة عندما يتبادل الجانبان خطتهما المكتوبة للسلام" وقال إن أحدث جولة من المحادثات مرت بمنعطف حاسم.

وصرح المتحدث باسم الحركة "رغم أننا (طالبان) لدينا اليد العليا في ساحة القتال، فإننا جادون للغاية بشأن المحادثات والحوار".

ومن جانبها قالت ناجية أنواري المتحدثة باسم وزارة شؤون السلام الأفغانية "من الصعب توقع أن طالبان ستزودنا بوثيقة مكتوبة لخطة سلام في غضون شهر، لكن لنكن إيجابيين. نأمل أن يقدموها لفهم ما يريدون".

وكان المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي إلى أفغانستان توماس نيكلاسون قال الأسبوع الماضي إن الوقت ينفد أمام تقديم طالبان خطة سلام مكتوبة، وإن تقديمها مقترحا من هذا القبيل سيكون دلالة على تأثير باكستان الناجح على هذه الحركة.

المصدر : الجزيرة + وكالات