بين يدي وزير المياه والري سلطة المياه وضغط المناسف

كامل السنيد.... لا يظن احد بأن الضغط الذي اقصده هنا هوذلك الضغط الناتج عن تناول المنسف والمتعلق مباشرة بالدم , اذ من الطبيعي ان يوصيك احد الاطباء بالابتعاد عن المناسف قليلاً عندما تواجه حاله مرضيه معينه , تستوجب على الطبيب بعدها نصحك بالابتعاد عن المنسف حفاظا على حياتك , وأنا اتفق مع الجميع بأنني ككل الأردنيين شديد العشق للمنسف , خاصة اذا كان مسقوفاً بقطع الخروف (الرمّسي ) ومفروشاً ب(الشراك) البلدي الذي فرغت من اعداده قبل قليل حاجة جليله ك( أم محمد ) التي كانوا ولا زالوا يصفونها ب (الحره) , كيف ان كان هذا المنسف مدعّماً بالجميد الذي يحمل أعرق علامات الجودة بالبلد (الايزو الكركي ) ..؟
لكنني اختلف حتى مع نفسي عندما يتُخذ المنسف وسيلة للتسلق الى هدف أو غاية يترتب عليها انتهاك حقوق الآخرين, وعلى قاعدة ( اطعم الثم تستحي العين)أو قاعدة (الطريق الى قلب الرجل معدته) مع وافر الفرق ما بين الأولى والثانية , اذ ان الاولى لا اتصور ان تكون الا للوصول لهدف غير مشروع وهذا واضح من الكلمات التي تم انتقائها للقاعدة الأولى .
المسؤولية أمانة امام الله أولاً وآخراً اذ يقول تعالى في كتابه الكريم (إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى السماوات وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } فأي عظيم شأن للأمانة لترفضها الجبال ويحملها الأنسان الضعيف الجهول الظالم لنفسه بحملها .ومع انني لا ارغب بأن (اشطح) بعيدا عن صلب الموضوع كما قيل لي في نقاش محتدم حول أمانة المسؤولية مع احد الاصدقاء لكنه كلام الله الذي لا يمكن تجاهله بحال من الأحوال وهو المصدر الأهم من بين مصادر الحفاظ على الحقوق في قانونا الوضعي .
في الجامعة, عندما كنت أدرس القانون سمعت مداخلات الطلاب وهم يشكون من عدم تطبيق القانون في الكثير من الاحيان حتى في المحاكم , كان يخرج علينا صوت المحاضر وهو يقول يا شباب ( نحن ندرس ما يجب ان يكون وليس ما هو كائن) فإلى أي مدى سيبقى هذا الكائن .. ؟ , وإلى أي مدى سيغيب هذا الذي يجب ان يكون .. ؟ في دولة المؤسسات والقانون.
المنسف البلدي يولّد درجه عالية جداً من الضغط , بحيث انك اذا ما نظرت الى ترتيبه على سلم القوانين الهرمي , ستجده يتخطى القانون عند بعض المسؤولين , اذا دعونا نقف احتراما للمناسف التي تفقدنا حقوقنا الوظيفية في وزارة المياه والري وافقدتني حقي الوظيفي في ادارة مياه مأدبا .اذ من غيرالمعقول في خضم البحث عن آلية تحفز موظفي القطاع العام ومكافحة الفساد ان تتقدم لأكثر من مرة لوظيفة شاغره في الاداره منذ ثمانية اعوام تقريبا , ويتطلب اشغالها ان تكون موظفا في الفئه الاولى وهي التي أسكنها ثم يجيء المنسف بزميلك الذي هو من الفئة الثانيه وأي موظف انه الموظف الذي سحب منه تكليفه من وظيفة أخرى قبل ثلاثين يوم من كتابة هذا المقال وحرمانه الزيادة السنوية لمدة عامين بسبب مخالفات قانونيه في الدائره .