عين على القدس يناقش حفريات وانتهاكات الاحتلال في باب المغاربة
المدينة نيوز :- سلط برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، الضوء على مشاريع سلطات الاحتلال وانتهاكاتها في باب المغاربة بالمسجد الأقصى المبارك.
وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس مشاهد للجسر الخشبي الذي شيدته سلطات الاحتلال على باب المغاربة، وهو احد أبواب المسجد الأقصى المبارك، بعد هدم التلة التاريخية التي تصل إليه رغم معارضة العالم أجمع.
ويسهل هذا الجسر الطريق أمام الجماعات المتطرفة لاقتحام الاقصى، ويخدم قوات الاحتلال التي كثفت انتهاكاتها لحرم المسجد.
وأوضح التقرير أن موضوع الجسر عاد "ليطفو على السطح" بعد أن كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية أن مؤسسة ما يُسمى صندوق تراث حائط المبكى والمسؤولة عن حائط البراق، ستهدم هذا الجسر وتبني مكانه جسراً من الباطون المسلح، كما وضعت بندا سريا في العطاء، يلزم المقاول الذي سيبني الجسر بالسرية التامة وعدم الكشف عن أية تفاصيل تتعلق بالمخطط. وبين التقرير أن باب المغاربة من اهم ابواب المسجد الأقصى المبارك لأنه كان حتى عام 1996 المدخل الرئيس لسكان الأحياء الجنوبية من القدس إلى أولى القبلتين، مشيرا إلى أن الاحتلال حاول عدة مرات سابقة لتغيير وضع جسر باب المغاربة لكن الضغط الأردني والشعبي حينها حال دون ذلك.
وقال مدير المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى المبارك، المهندس عرفات عمرو، إن بناء الجسر بهذا الشكل وبحسب رأي المراقبين، يمكن أن يكون مخططاً لإدخال المعدات الثقيلة وعدد أكبر من الجنود عند اقتحام المسجد وساحاته.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة عبر اتصال فيديو من القدس، بمدير السياحة والآثار في المسجد الأقصى الدكتور يوسف النتشة الذي أوضح أن دولة الاحتلال تنتهج سياسة "التدرج خطوة خطوة" في تنفيذ مشاريعها والتوقيت المناسب لتنفيذ هذه المشاريع، ما يضع الفلسطينيين دائماً في حالة "ردة الفعل". وأضاف النتشة أن الرواية الإسرائيلية لتبرير هذا المشروع تستند إلى رأي وحيد لمهندس بلدية الاحتلال بأن الجسر يسبب خطراً، متجاهلاً المنطق بأن هذه المنطقة اثرية وتراثية ولها وضع حساس باعتبارها تراثا إسلاميا، وأن مبرر الاحتلال لإقامة المشروع يرتكز على رأي واحد، متجاهلا اليونيسكو والجهات الهندسية الفعلية. ولفت إلى أن حكومة الاحتلال تتذرع دائما بذرائع واهية لما تقوم به، كما حصل في قضية المصلى المرواني والقسم الشرقي من الجدار الجنوبي التي دخلت فيها وزارة الأوقاف ودائرة الأوقاف والمؤسسات الأردنية في صراع طويل مع سلطة الاحتلال.
وأوضح أن الاحتلال يستخدم كل ما يتعلق "بالخطر الإنساني" لتنفيذ مآربه، وهناك مخاوف حول طبيعة الجسر التي لا أحد يعلم عنها شيئاً، والجهود التي قام بها الاردن لوضع مخطط بديلا للمخطط المقترح عام 2007، لكن سلطات الاحتلال رفضته لأنه لا يخدم أهدافها في ايجاد تواصل بين القسمين الشمالي والجنوبي لحائط البراق والذي تقف تلة سد المغاربة حائلا دونه.
واعتبر النتشة أن هذا الهدف يقع ضمن استراتيجية طويلة تتمثل بإعادة صياغة المشهد الحضاري والمعماري لمنطقة ساحة البراق الشريف، ومحاولة السيطرة على ساحة البراق وإحاطة المسجد الأقصى بمبان حديثة، وإيجاد مشهد معماري يسلب المدينة تاريخها وطابعها العربي الإسلامي.
--(بترا)