الملكية الدستوريه..

تم نشره الأربعاء 06 تمّوز / يوليو 2011 01:36 صباحاً
الملكية الدستوريه..
ابراهيم ابو حماد

لقد اصبح شائعا ان نسمع المطالبة بالملكية الدستورية في الأردن بالاعتصامات والمسيرات والمؤتمرات والصالونات السياسية حتى في المقاهي.. والجلسات العائلية.
لكن العديد من الذين ينادون بها سواء كان يؤيدونها او يعارضونها لا يعلمون ماهية الملكية الدستورية.!
ورغم انني لا أريد ان ادخل في صميم الملكية الدستورية وتفاصيلها ولكني أسعى في هذا المقال أن أوضح بعض الشيء عن ماهية الملكية الدستورية ووجهة نظري البسيطة..لملاحظتي ان البعض يجادل فيها من خلال تأيدها أو معارضتها دون أدنى معرفة.
إن الملكية الدستورية بصفتها العامة .. يكون فيها الملك يملك ولا يحكم ضمن قيود وأسس قانونية يحددها الدستور.. و يكون هو رأس الدولة.. وليس رئيسا للسلطات.. وبذلك لا يتحمل الملك مسؤولية تعين رؤساء الحكومة ..التي يتم تعينهم في الأردن عن طريق توصيات كبار رجال الدولة القريبين من الملك والمحيطين به التي قد يسعون من خلالها احيانا الى تحقيق مصلحة معينة.!
و الحكومة حسب الملكية الدستورية تأتي من خلال الأغلبية النسبية في مجلس الأمة المنتخب من الشعب مباشرة.. وتكون هذه الحكومة المتمثلة برئيس الحكومة الذي يطلق عليه رئيس السلطة التنفيذية.. مالكه للسلطة وتقوم بمهمةرسم السياسات العامة للدولة والقيام بتنفيذها بما يعود بالفائدة للمواطنين والدولة.
ولكنها مسؤولة تماما عن جميع سياساتها وقراراتها أمام السلطة التشريعية. وتملك السلطة التشريعية عملية مسائلة رئيس الحكومة و الوزراء عن أي تقصير أو خلل يرتكب من خلال رقابة هذا المجلس على الحكومة. واذا ثبتت عملية التقصير يتم إحالة أي شخض في الحكومة سواء كان رئيس الوزراء او وزير في الحكومة الى السلطة القضائية لمحاسبته.
ويكون مجلس الأمة كامل السيادة على نفسه. بحيث لا يتم حله او التدخل بالمواضيع التي يجب ان يناقشها المجلس من قبل سلطة أخرى او حتى من قبل الملك .
وبمعنى اخر .. أن السلطة لا تنحصر في يد الشخص الحاكم وتكون الأمة هي مصدر السلطات والوزراء معرضين للمسائلة من قبل السلطة التشريعية ومحاكمتهم من قبل السلطة القضائية.
ورغم ان الكثير يرى ان الملكية الدستورية هي خطوة جيدة لعملية الاصلاح السياسي التي يسعى الى تحقيقها جلالة الملك.. إلا أن البعض الأخر ينتقدها بشدة ويعتبرها انقاصا من صلاحيات الملك..!
ولكني أرى أن جلالة الملك المعظم هو انسان له قدرة على تحمل الضغوط المحيطة .. وسعي جلالته دائما لتحقيق المزيد من الانجاز والتنمية.. تزيد حجم الضغط المتراكم عليه نتيجة التقدم السريع والمستمر في العالم. فالملكية الدستورية هي بمثابة وسيلة لتخفيف ثقل السلطة عن كاهل جلالته.
ولكن الملكية الدستورية في الوقت الحالي باعتقادي.. لن تستطيع ان يتم تحقيقها بشكل جيد.. باعتبار ان الأحزاب السياسية ما زالت غير قادرة على الوصول الي مجلس الأمة بشكل قد تستطيع من خلاله تشكيل كتل.. تمكنها هذه الكتل ان تمثل الأغلبية النسبية.. وايضا باعتبار ان الانتخابات النيابية كما يعلم الجميع انها تتم على اساس عشائري اكثر من كونها تتم على اساس نخبوي .. بحيث يستطيع هؤلاء النخب القادرين على عمل تكتلات متوافقة دون أن تكون هذه التكتلات اقليمية ضيقة او عشائرية ... بل على شكل تكتلات برامجية .. تسعى كل كتلة لتحقيق برنامجها .. وعلى ذلك يتم انتخابها ووصولها الى رئاسة الحكومة ..
اذا .. إن الملكية الدستوريه لا يمكن تطبيقها على الحالة الاردنية فلكل مجتمع خصوصيته .. ولم يصل الاردنيين الى الوعي السياسي الشامل فما زالت العشائرية هي المسيطرة والتي تتحكم بتوجهات الاردنيين عند الاقتراع.
وأن الملكية الدستورية ليست الحل السحري لمشاكل الاردن بل ستكون مدخل لصراع حول السلطة بين مختلف مكونات المجتمع الاردني .


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات