وطني... شمس أوبريت يرصد تاريخ الأردن وحضارته
المدينة نيوز :- مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، رعى وزير الثقافة نائب رئيس اللجنة العليا لاحتفالية مئوية الدولة الأردنية علي العايد، أوبريت "وطني... شمس"، الذي أقامته وزارة الثقافة مساء اليوم الأحد في جبل القلعة، ضمن احتفالها بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية.
وجاء الأوبريت "وطني... شمس" الذي استمر لمدة نصف ساعة، معبرا عن أهمية الجغرافيا والتاريخ لأرض الأردن التي عبرت منها العديد من الحضارات تاركة شواهدها الأثرية الخالدة التي تمتد على معظم مساحته.
ويركز الأوبريت على لوحة الثورة العربية الكبرى، مجسدا دور ملك العرب في التأسيس للمشروع العربي، وتحرير العرب من نير الطورانية وأطماعها القومية، وصولا إلى محطة الأردن الحديث الذي أضاءته شموس بني هاشم.
ويرسم العمل الإبداعي الذي انتجته وزارة الثقافة، بدعم من شركة أدوية الحكمة، مسارات البناء في المملكة الأردنية الهاشمية خلال المئة عام الماضية، حيث يظهر الملك عبدالله الأول طيب الله ثراه مجسدا على المسرح يتلو خطاب الاستقلال، مرورا بالملك طلال والملك الحسين رحمهم الله، وصولا إلى مرحلة تعزيز وتكريس النهج الأردني في البناء والثقة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني.
وقدمت اللوحة الأخيرة صلابة الأردني الذي واجه التحديات من خلال الجندي والمعلم الذين بقيا درعا حقيقيا يحمي مشروع الدولة الأردنية الحديثة، ويبحث عن لحظة فداء من أجل استمرار هذا المشروع الذي قام على الفداء منذ بدء تكوينه.
ويقرأ الأوبريت العديد من المفاصل التاريخية المهمة في تاريخ الأردن وحضارته، انطلاقا من اللوحة المؤابية الأولى التي تستعيد أمجاد أهل هذه الأرض وتاريخهم المشرف وبطولاتهم في مقارعة الظلم والعدوان، وتبرز التضحية بالغالي والنفيس من أجل تحقيق النصر وتوطيد ملامح الدولة والحفاظ عليها. إضافة للوحة النهر المقدس، نهر الأردن الخالد الذي تعمّد فيه السيد المسيح، مرورا بلوحة الأنباط التي تؤكد عمق ارتباط الانسان الأردني بأرضه وكيف بنى مدنها وحفرها بالصخر من أجل أن تبقى هذه الأرض مصانة ومهابة، وصولا إلى الإسلام ودور الأردن وأجناده في الفتوحات منذ مؤتة وشرحبيل وغيرها من المعارك والأحداث الفاصلة في هذه الفترة.
وقدم الأوبريت مجموعة من الأغنيات الوطنية والمقطوعات الموسيقية المهمة والتي تعتبر بدايات واضحة لمسرح غنائي موسيقي أردني الملامح والمحتوى، حيث تظهر الأزياء والغرافيك الذي يستحضر الأجواء التاريخية والرقصات والأداء الغنائي أهمية هذا العمل في نقل تاريخ الإنسان الأردني وثقافاته وتنوع حضاراته.
بدوره، قال وزير الثقافة علي العايد، إن "هذا العمل الذي جاء ضمن الخطة الوطنية للاحتفاء بمئوية الدولة الأردنية، يعد واحدا من الأعمال المهمة والتي تشرفنا في وزارة الثقافة أن نقدمها في هذه المناسبة المهمة، مؤكدين حرصنا على أهمية أن نقدم تاريخ الأردنيين منذ البدء، منذ أن بدأ الانسان الأردني أولى خطواته على هذه الأرض وكتب أول الحروف على صخورها وجبالها وترك إرثه المادي واللامادي في جنباته".
وأكد العايد أهمية الاحتفاء بهذه المناسبة وتقديم عمل فني ملحمي يرصد تاريخ الأردن ويقدم نماذج مهمة من حضارته من خلال أسلوب فني راق وموسيقى تعيد إنتاج ذاكرة الأردن وتضحيات انسانه.
وأشار العايد إلى أن الأردن الدولة التي تعتبر من أقدم الدول في المنطقة بإرثها وقيمها ونظامها السياسي عليها أن تسجل ذاكرتها، وأن مرور مئة عام من عمرها والعبور إلى مئوية جديدة يؤكد التزامنا بالقيم التي توارثناها في ظل الراية الهاشمية وملوك بني هاشم الذين قدموا كل ما يمكن ليبقى الأردن نموذجا راسخا في البناء والعطاء.
وقدّم العايد شكره وتقديره لما قدمته شركة أدوية الحكمة من تبرع سخي لإنتاج هذا الأوبريت، الذي يعتبر علامة فارقة في تاريخ الفن الأردني، مؤكدا على أهمية العلاقة بين القطاعين العام والخاص والتي بنيت على أساسها المداميك الأولى للدولة الأردنية الحديثة، مثمنا الجهد الذي تقدمه شركة أدوية الحكمة في خدمة المجتمع الأردني، والمشهد الثقافي والفني.
يشار إلى أن هذا العمل الإبداعي الذي يعتبر بداية واثقة لمسرح غنائي أردني، وأول عمل يلحّن ويغني من أشعار الملك المؤسس عبدالله الأول طيب الله ثراه، هو من إخراج المخرج محمد الضمور وألحان الفنانة ليندا حجازي، وكلمات الشاعر الراحل جريس سماوي، والشاعر أحمد الفاعوري.
وشارك في العمل مجموعة من الفنانيين وهم: الفنانة القديرة عبير عيسى بدور الجدة، والفنان محمد المجالي بدور ميشع، والفنان محمد الضمور بدور الملك المؤسس، والفنان حابس حسين بدور الشريف الحسين بن علي، والفنان حسن خمايسة بدور الحارث، والفنان بكر قباني بدور المُعلم الإمام، والفنان خليل شحادة بدور أبو النشمي، والفنانة هيفاء كمال بدور النشمية، والفنانة بيسان كمال/ أم النشمي، ومشاركة خاصة لأعضاء فرقة الاستقلال والتي قدمت العروض الراقصة واللوحات الفنية.
--(بترا)