تونس.. "مناعة شعبية" وراء رفض دعوة الغنوشي للحوار
المدينة نيوز :- وصف محللون في الشؤون التونسية، حالة الرفض العامة في البلاد لدعوة حركة "النهضة" الإخوانية للحوار، بأن التونسيين اكتسبوا "مناعة" من مناورات "الإخوان" المشهودة في السنوات العشر الماضية.
ويرى المحللون : أن دعوة الحركة لـ"حوار وطني، تعد "حيلة للعودة إلى التمكن"، بعد أن سبق وأجهضوا محاولات للحوار قبل 25 يوليو؛ لشعورهم وقتها بالهيمنة.
والاثنين الماضي، رفض الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، سمير الشفي، في تصريح لراديو "شمس إف إم"، دعوة النهضة للحوار، قائلا إنها "أول من ناور من أجل معارضة دعوة المنظمة الشغيلة إلى حوار شامل، واليوم أصبحت تنادي بضرورة الحوار".
وأصدرت الحركة، الاثنين، بيانا جددت فيه رفضها لقرارات الرئيس التونسي قيس سعيد التي بدأها 25 يوليو الماضي، وتقضي بتجميد البرلمان ذي الأغلبية الإخوانية، وإقالة الحكومة، ومحاسبة من نهبوا البلاد.
وزعم البيان أن البلاد "تتوغل في حالة الغموض والضبابية منذ الإجراءات الاستثنائية"، مطالبا برفع التجميد عن البرلمان، والمسارعة في تشكيل الحكومة.
وعلى أمل أن تعود الحركة للسلطة من بوابة هذه الحكومة، دعا البيان إلى "التعجيل بحوار وطني بين مختلف الفاعلين حول مختلف القضايا الخلافية، بما في ذلك ما يتعلق منها بالنظام السياسي والقانون الانتخابي".
وأتى هذا في الوقت الذي تتحرك النهضة وحلفاؤها على جبهة أخرى للقفز إلى السلطة على أكتاف أجنبية، فقام النائب أسامة الخليفي عن حزب قلب تونس (حليف النهضة)، الذي فوضه راشد الغنوشي، رئيس النهضة، ليمثله في أعمال الاتحاد البرلماني الدولي بالنمسا، بتحريض الوفود الأجنبية ضد تونس.
كما طالب القيادي المستقيل من حركة النهضة رضوان المصمودي، عند تفاعله مع تغريدة لوزير الخارجية الأميركي، بالتدخل وإيقاف المساعدات الإنسانية الموجهة لتونس واللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
ودان الأمين العام للاتحاد، نور الدين الطبوبي هذا الاستقواء بالأجنبي، قائلا خلال مشاركته في يوم المعلم، إنه "لا يمكن الاستقواء بالقوى الخارجية للتدخل في الشؤون الخاصة للبلاد التونسية"، مضيفا: "نحن شعب واع بقراراته ولا يستهان به".
وفي تعليقها لموقع "سكاي نيوز عربية"، تقول الباحثة السياسية التونسية، رباب علوي، إن الحركة "تجد نفسها في عزلة مفروضة عليها، تحت وطأة الرفض الشعبي".
وفيما يخص الحوار، تقول إن النهضة "تسعى لإيجاد مخرج لعزلتها، من خلال ترميم ما تبقى من حلفائها والبحث عن حلفاء جدد"، وخاصة اتحاد الشغل "نظرا لمكانته ودوره التاريخي".
وسبق أن نظم الاتحاد عام 2013 حوارا في لحظة شهدت أزمات جمة، ونجح في إفلات تونس من انسداد الأفق بعد الاغتيالات السياسية لمعارضين للإخوان (المتهم فيها حركة النهضة)، ولذلك يبدو اتحاد الشغل صارما في رفضه لمناورات الحركة اليوم؛ لأنه تعود على الانتهازية، ولا يستجيب لأفخاخها، بتعبير الباحثة.
وبدوره، ينبه المحلل السياسي التونسي، أنيس اللواتي، إلى أن النهضة "كلما اشتد عليها الخناق دعت الجميع إلى حوار وطني، والمثير للسخرية أنها سابقا رفضت الحوار".
ويضيف لموقع "سكاي نيوز عربية": "الاتحاد العام للشغل يتطلع إلى بداية جديدة بعد قرارات الرئيس التونسي الأخيرة، وكل حوار يضم حركة النهضة خطوة للوراء ومخالف لإرادة الشعب التي عبر عنها يوم 25 يوليو".
المصدر : سكاي نيوز