إطلاق سلسلة ذخائر التراث العربي ضمن فعاليات ملتقى الشارقة الدولي للراوي
المدينة نيوز :- اطلق رئيس معهد الشارقة الدكتور عبدالعزيز المسلم، مساء أمس الخميس في مركز اكسبو الشارقة وضمن فعاليات الندوات الفكرية التي تقام في ملتقى الشارقة الدولي للراوي في دورته الـ21 والتي تعقد تحت شعار قصص الحيوان، سلسلة ذخائر التراث العربي.
جاء ذلك في نهاية الجلسة الرابعة للندوات الفكرية التي أثرت المشهد الثقافي للملتقى، وشارك فيها الدكتورة شيخة المطيري والباحثة فاطمة المغني والدكتور سالم الطنيجي والباحث عبدالله عبدالرحمن.
وتحدثت الدكتورة المطيري في الجلسة عن مخطوطات الحيوان في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، مستعرضة شعب قسم المخطوطات في المركز.
ولفتت الى أن لدى القسم نحو مليون عنوان، مبينة مكان ورود ذكر الحيوان وقصصه في المخطوطات.
وتحدثت عن سبل البحث عن مخطوطات الحيوان ومنها البحث من خلال العنوان والموضوع، مستعرضة عددا من مراجع الكتب في هذا الشأن.
بدورها تحدثت الباحثة المغني عن حكايات الحيوان في الموروث الشعبي بدولة الامارات العربية المتحدة، لافتة الى أنه تراث زاخر ومتنوع.
وأشارت الى قصص الحيوان في القرآن الكريم كما تحدثت عن الحكاية الشعبية في الامارات.
واعتبرت أن الحكاية الشعبية تعد عملا ادبيا شفويا تناقلته الاجيال، مبينة ان الحكايات الشعبية مرت في مراحل عديدة من حيث الاضافة والتعديل والتطوير، مشيرة الى أنه كان يطلق على الحكايات الشعبية في الموروث الاماراتي مفردة "تخروفة". اما الدكتور الطنيجي، فقد تحدث في ورقته التي حملت عنوان قصص الحيوان في موسوعة الكائنات الخرافية للدكتور عبدالعزيز المسلم، عن المعتقدات الشعبية وتأثيرها في الحكايات الشعبية.
كما تطرق الى تجليات الحيوان في موسوعة الكائنات الخرافية، لافتا الى أن الظواهر الطبيعية مثل صوت الرعد والبرق وغيرها كان لها تأثير وحضور كبير في الحكايات الشعبية، واصفا اياها بأنها أسرار صامتة يسعى الانسان الى تفسيرها بالاتكاء على معتقداته ويلجأ للخيال بغية وضع تفسيرات لها تستند على الخرافة في الحكايات الشعبية.
ولفت الى أن ما قام به الدكتور المسلم في موسوعته استند على قراءة تحليلية للحكايات الشعبية كما قدم مقاربات مع المجتمعات العربية الاخرى، منوها بأن الجهد الذي بذله الدكتور المسلم يعد جهدا متفردا فيما يتعلق بالثقافة الشعبية في الامارات.
وتناول الباحث عبدالله عبدالرحمن أنواع الحيوانات التي كانت تعيش في منطقة الظفرة التي تعد المنطقة الغربية من إمارة ابو ظبي استنادا على اكتشافات الاحافير والمستحثات، مشيرا الى أن منطقة الظفرة تعد من اقدم المناطق في مكتشفات مستحثات الحيوانات في العصر الحجري كما أنها كانت تشكل اكثر من 50 بالمئة من مساحة دولة الامارات العربية المتحدة و70 بالمئة من مساحة إمارة ابو ظبي.
ولفت الى تعدد وتنوع الحيوانات التي كانت تعيش في تلك البيئة منذ ما قبل التاريخ ومنها الظباء، مشيرا الى أن تسمية ابو ظبي بحسب عدد من المصادر تعود لكثرة الظباء التي كانت منتشرة في إمارة ابو ظبي واستنادا على مستحثات عظام تلك الكائنات التي اكتشفت في منطقة المظفر علاوة على عظام الابل الذي تم تدجينه قبل نحو 4 آلاف عام.
أما الدكتور المسلم، فقد تحدث عن مراتب الحيوان في الأدب الشعبي، لافتا الى أن الحيوان تم توظيفه في موروث الحكايات الشعبية تارة بوصفه للتخويف وأثارة الرعب وتارة أخرى دلالة عن العزة ومنها الخيول والصقور وثالثة للتهكم والسخرية.
وقال، إن الحيوانات في التراث الاماراتي ومنها القطط والماعز والدجاج كانت توظف بوصفها كائن خرافي، مشيرا الى ورود العديد من الحيوانات الوحشية في موروث الحكاية والأمثال الشعبية الاماراتية ومنها الذئاب والنمس والضباع.
وأشار الى أن الحمار حظي بثلاث مراتب في الموروث الحكائي الشعبي الاماراتي فهو مخلص ومواظب على العمل تارة وتارة ثانية يتلبسه الجنّ وتارة يتهم بالغباء .
أما بخصوص الكائنات البحرية فلفت المسلم الى أنها كانت توصم في الموروث الحكائي الشعبي بالخيال والغموض لعدم القدرة على التواصل المباشر معها، فيما حظي الغراب بصفتين فاذا نعق في النهار فهو نذير بشارة اما ليلا فهو نذير شؤم.
--(بترا)