النظام السوري لايجد من يحاوره داخليا فيختار التصعيد خارجيا باتهام واشنطن

المدينة نيوز- في الوقت الذي لا يجد فيه النظام السوري من يحاوره في الداخل اختار التصعيد الخارجي فقد اتهمت دمشق الولايات المتحدة ب"التورط" في الحركة الاحتجاجية التي تشهدها سوريا منذ اربعة اشهر و"التحريض على التصعيد"، وذلك بعد ذهاب السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد الخميس الى حماة (وسط) التي تشهد انتفاضة ضد النظام وبالتزامن مع هذا التصعيد
 انضمت هيئات سورية معارضة أخرى إلى الأحزاب والشخصيات الي أعلنت رفضها المشاركة في اللقاء التشاوري الذي دعت إلى عقده هيئة الحوار الوطني برئاسة نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع، يوم الأحد القادم.
 
وأعلنت هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي في سورية، المعارضة، التي يقودها المحامي حسن عبد العظيم اليوم أنها رفضت دعوة اللقاء التشاوري الذي دعت إليه هيئة الحوار الوطني في العاشر من الشهر الجاري.
كانت هيئة متابعة أعمال المؤتمر التشاوري الذي عقده مثقفون سوريون معارضون في 27 حزيران/يونيو الماضي أعلنت أنها بعثت برسالة إلى هيئة الحوار الوطني تعلمها فيها اعتذارها عن عدم حضور اللقاء.
 
وقال مصدر قريب من حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي في سورية لوكالة الأنباء الألمانية(د. ب. أ) إن الهيئة لن تحضر المؤتمر بسبب عدم تلبية الظروف الملائمة لعقد حوار إيجابي وفعال.
وبين المصدر أن أي حوار لا يمكن أن يكون مثمرا "في ظل الخيار الأمني العسكري الذي يتجلى في القتل والاعتقال".
 
وأضاف أنه يتعين على السلطة أن "توقف أولا حصار الأجهزة الأمنية للمدنيين وتفرج عن جميع المعتقلين السياسيين، وتكف عن استخدام قوى الأمن والجيش في معركة مع المدنيين"، مطالبا بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة من القضاة والمحامين النزيهين للتحقيق ومحاسبة المسئولين عن القتل وإطلاق النار على المتظاهرين.
تضم هيئة التنسيق حزب الاتحاد الاشتراكي العربي ، الناصري الاتجاه ، ومجموعة من القوى الماركسية الصغيرة، إضافة إلى عدد من المستقلين من مثل حسين العودات وعارف دليلة.
ولم يعلن إعلان دمشق المعارض موقفه، ولا الأحزاب الكردية، من لقاءالأحد المقبل، ولكن الكتلتين كانتا كررتا أكثر من مرة أنهما لن تشاركا في أي حوار مع السلطة في ظل استمرار الحل الأمني وقتل المواطنين واستمرار الاعتقال.
 
كان نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع قال لجريدة "الحياة" اللندنية في عددها الصادر امس إن "الهدف من الحوار هو طي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة باتجاه المستقبل، فالوطن الموحد القوي الآمن الديمقراطي التعددي هو وطن جميع السوريين، والدعوات تمت على أساس حزبي وفردي، وهذا هو قرار هيئة الحوار الوطني".
وحول لقاءات المعارضين والمستقلين، التي جرت أخيرا في دمشق، قال الشرع: "أرى، ويرى كثيرون في الداخل والخارج، أن لقاءات المعارضين الأخيرة، ومن بينهم مستقلون أو حياديون، كانت ايجابية، أو فيها نقاط ايجابية، وخصوصا تلك، التي ركزت على وحدة الوطن، ورفض الاستقواء بالخارج".
 
و عن التصعيد باتجاه الخارج قالت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية سانا ان "وجود السفير الأميركي فى مدينة حماة دون الحصول على الاذن المسبق من وزارة الخارجية وفق التعليمات المعممة مرارا على جميع السفارات دليل واضح على تورط الولايات المتحدة بالأحداث الجارية في سوريا ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار سوريا".
واضافت الخارجية السورية ان "سوريا إذ تنبه إلى خطورة مثل هذه التصرفات اللامسؤولة، تؤكد وبصرف النظر عن هذه التصرفات تصميمها على مواصلة اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة باستعادة الامن والاسقرار في البلاد".
 
وفر مئات الاشخاص من حماة عشية تظاهرات جديدة متوقعة عبر البلاد تحت شعار "لا للحوار" مع نظام الاسد، بحسب ناشطين.
وتوجه النازحون الى السلمية (30 كلم تقريبا جنوب شرق حماة).
ونشرت القوات السورية دبابات عند المداخل الرئيسية للمدينة باستثناء الشمال.
 
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان قرابة مئة عائلة او ما مجمله الف شخص فروا من حماة حيث قتل 25 مدنيا بايدي القوات السورية منذ الثلاثاء، بحسب الناشطين.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من مقره في لندن "سقط شهيدان في حماة باطلاق رصاص ودهس بعد ظهر الخميس".
 
وتتمثل مهمة فورد في حماة في "اجراء اتصال" مع المعارضة، كما اعلن مسؤول اميركي كبير رافضا الكشف عن هويته.
وحماة رمز تاريخي منذ 1982 بعد حملة قمع لتمرد قاده الاخوان المسلمون ضد الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد بشار الاسد، اوقعت 20 الف قتيل.
 
من جهتها ذكرت صحيفة الوطن الموالية للسلطة الخميس "سيطر هدوء حذر على مدينة حماة الاربعاء، بعد أن قامت الاجهزة الامنية بازالة الحواجز (...) وفتحت اغلبية الشوارع في مختلف ارجاء المدينة".
واضافت ان السلطات "اعتمدت التهدئة والحوار" مطالبة المتظاهرين "بفتح الطرقات، والسماح للموظفين بالوصول إلى دوائرهم، وعدم الصدام مع الأمن واستفزاز عناصره، وعدم الاحتقان وجر المدينة إلى الخيار العسكري كحل أخير".
 
واشارت الى ان بعض المتظاهرين "وضع شروطا على السلطات المحلية تتلخص بإعادة المحافظ السابق، وإطلاق سراح المعتقلين، وعدم نزول الأمن إلى الشارع، والتظاهر السلمي يوميا في ساحة العاصي".
وكانت مدينة حماة التي تقع على بعد 210 كلم شمالي دمشق، شهدت الجمعة الماضية اضخم تظاهرة مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس شهدتها المدينة وشارك فيها نحو نصف مليون شخص في غياب لقوات الامن.
 
واصدر الرئيس السوري غداة هذه المظاهرة مرسوما اقال بموجبه محافظ حماة وقام الجيش على الاثر بنشر دبابات عند مداخلها، بحسب ناشطين حقوقيين.
وقال الحقوقي انور البني لفرانس برس "في الحقيقة، لا جدوى من الحوار الآن، إذا لم يتوقف الحل الأمني وسحب القوى العسكرية والأمنية من الشوارع والتخلي عن استخدام الحل الأمني والقوة لقمع الشعب".
 
وادى قمع التظاهرات في سوريا الى مقتل اكثر من 1300 مدني واعتقال اكثر من 10 الاف شخص ودفع الاف السوريين الى النزوح، وفق منظمات غير حكومية.
 
كما دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس السلطات السورية الى "وقف" اعمال القتل المستمرة في هذا البلد حيث قتل 23 مدنيا برصاص قوات الامن في حماة (شمال) منذ الثلاثاء.
وقال بان كي مون في لقاء مع الصحافيين في جنيف "في سوريا، اعمال القتل مستمرة. يجب وقفها" داعيا دمشق الى السماح لبعثات تقييم انسانية وحقوقية بدخول اراضيها.( الوطن الامريكية )