كفيفتان عربيتان «بيشوفوا ظل الأشياء».. واستشاري عيون يفسر السبب
المدينة نيوز :- هل عاد نظرهم بعد العمى؟ هل زمن تحقيق الأمنيات جاء؟، أسئلة عفوية من ذهن مصدوم ظلت تكررها أم طفلتين ولدا دون بصر، لتفاجأ الأم ذات فترة بأنهما يريان الأشياء من خلال ظلها، فتوقف عقلها عن الاستيعاب وشعرت ببصيص أمل وظلت تكرر تحريك الأدوات أمام عينيهما لتكتشف أنها متلازمة طبية نادرة.
من هنا بدأت قدرات الطفلتين
منى عبد المنعم «الأم» التي تعمل مدربة تخاطب تقول إن توأمها «ملاك ومريم» ولدتا مكفوفتين ومنذ نعومة أظافرهما تحاول أن تساعدهما وتقدم لهما الدعم والمساعدة من واقع عملها من حيث لمس الأشياء باليد والتعرف عليها كالأصوات تمامًا ومع مرور الوقت أصبحتا يتعرفان على الأثاث المنزلي وأدوات المطبخ والملابس وجميع الأشياء الملموسة داخل المنزل ومن هنا بدأت مهاراتهما تشهد تطورًا كبيرًا.
والدة ملاك ومريم: تمتلكان كفاءة في حركة اليدين
تضيف والدة الطفلتين خلال حديثها لـ «هن» أنها لاحظت مع مرور الوقت تنوعا في المهارات، بدأت تظهر على الطفلتين من ضمنها التعرف على الأشياء باللمس وتحريك اليدين بشكل سريع وباتتا تتحركان نحو ما تحسسا عليه بشكل سابق وتعريفه لأمهما بطريقة سريعة وبديهية :«بيقدروا يلمسوا كل حاجة في البيت ويعرفوا اسمها» بجانب أنها لاحظت كفاءة غير طبيعية في حركة اليد بالنسبة إلى طفلتين لم تتجاوزا الثلاث سنوات.
ملاك ومريم تريان ظل الأشياء
وتتابع الأم معبرة عن دهشتها أنهما تستطيعان فك وتركيب الأشياء من حولهما بسهولة جدًا وتتميزان في هذا الأمر مقارنة بالأطفال في هذا العمر لأنها تتعامل بشكل مباشر مع أعداد كبيرة من هذه الفئات العمرية بحكم عملها «مدربة تخاطب» بجانب أنها اكتشفت في أحد الأيام قدرتهما غير العادية في التعرف على الأشياء من خلال الظل.
وأكدت منى خلال حديثها أن طفلتيها يتعرفان على الأشياء بسهولة من خلال الظل فقط بعد لمسها والتعرف عليها مسبقًا، وظهرت الأم خلال مقطع على صفحتها الشخصية بموقع «فيس بوك» وهي تحرك ظل الأشياء أمام أعينهما وبالفعل ينطقان اسمه بطريقة سهلة وسريعة مطالبة الأطباء بالتواصل مع حالة ابنتيها ليوضحا لها الأمر وهل ستستطيعان الرؤية مستقبلًا في حال خضوعهما لعملية جراحية أم لا؟
استشاري جراحة العيون يوضح الأسباب
وللوقوف على أسباب رؤية الطفلتين لظل الأشياء والتعرف عليها، أكد عصام الشبشيري استشاري جراحات العيون أنهما مصابتان بـ «عتامة القرنية» وهي متلازمة مرضية ظاهرة من الفحص الخارجية لذا يستطيع الطفل المصاب بهذه المتلازمة رؤية ظل الأشياء، مشيرًا إلى أنها تحدث نتيجة عيب خلقي في النسيج الداخلي للقرنية أو مشكلات في عدسة العين والشبكية.
وأضاف خلال حديثه لـ«هن» أن حسم هذا الأمر يحتاج إلى خضوع الطفلتين إلى الموجات الصوتية الكهربائي «ERG» حتى يتبين لنا مدى استجابة الشبكية للنظر بالإضافة إلى خضوع الطفلتين لفحص تحت مخدر لقياس ضغط العين للوقوف على أسباب أخرى قد تؤدي إلى هذه الحالة ومن ضمنها المياه الزرقاء، وفي هذه الحالة تخضعان إلى جراحات وزراعة قرنية أما في حالة وجود عتامة في القرنية يتم استبدالها.