الوصوليون والانتهازيون
الوصوليه هي استباحة كل الوسائل من اجل الاستعلاء او الحصول على منصب معين حتى وان كان ذلك على حساب الاخرين فتراهم يتملقون ويتقربون من ذلك المدير او رئيس العمل بشتى الوسائل والطرق ومحاولة الاتبات لمسؤوليهم بانهم هم الافضل وهم وحدهم المتفانين بالعمل والقادرون عليه دون غيرهم ومحاولة الاساءة لبقية زملائهم من خلال اظهارهم بانهم مقصرون في عملهم ولا يتحملوا اية مسؤوليه ويتهربوا من اي واجب يطلب منهم او انهم يقومون بواجباتهم بغير رغبة وبغير اهتمام فهم يدوسون على اصحابهم ويتسلقوا على اجسامهم للوصول الى غايتهم واستمالة مديرهم
وقد عرف علم النفس الوصولي بانه ذلك الشخص الذي يحاول وضع نفسه بانه الافضل وانه في المقدمة دائما وهو السباق في كل شي امام مسؤوله من غير ان يحاسب نفسه باي حق وضعت نفسك هنا ولا يملك الضمير اصلا ليحاسبه على هذا التملق وهذا التقمص لشخصية وهميه لا توجد مقوماتها فيه.
وقد يكون هناك شكل اخر من الوصوليه لا تتعلق بالعمل والمدير او رئيس العمل وهي محاولة الظهور على حساب الناس البسطاء وذلك من خلال خدعتهم ورسم صوره كاذبه لنفسه يعرضها على اصدقاءه ويقنعهم بانه ذو كفاءه ومعرفة وقدرات خياليه ويظهر ذلك من خلال كلامه المنمق واسلوبه القيادي الذي اصطنعه لهذه الغايه , ويتظاهر بالتواضع احيانا كثيره والكلام مع الصغير والجاهل وغير المتعلم والبسيط والمعقد والعالم والمتعلم وغيرهما وكل حسب ما يريد ان يسمع يسمعه وبالضبط ويحاوره بطريقة تثير الاعجاب وكل ذلك بالطبع محتوم لتوقيت معين رسمه ووضعه مسبقا حتى الوصول الى مبتغاه والحصول على هدفه وماربه الشخصيه .
يتمتع الوصوليون بلسان حسن جميل وبمنطق اجمل ويسمعونك اجمل وارقى العبارات ويعشقون المديح لدرجه انهم لا يستطيعون ان يتحدثوا لدقيقه واحده دون الاسهاب في المديح والمدح لان هذا هو المجال الذي يبدعون فيه.
كل هذا قد نستطيع قبول أذاه وتحمله ولكن الكارثه الحقيقيه انه عندما يتمكن هؤلاء الوصوليون من انتهاز الفرص وتحقيق الاهداف والوصول الى ما كانوا يصبون اليه فينقلبوا الى حقيقتهم والى نفسيتهم التي اضمروها لفترة معينه ويغمرهم ذلك الشعور الغريب الذي لم يكونوا يحلمون به ويقتنعون انهم وصلوا بكفاءتهم ومن عرق جبينهم ومن سواعدهم ويكبر فيهم هذا الداء وينظرون للجميع بانهم اعداء لهم وينافسونهم على المنصب , فيحاولون قمع كل مجتهد والقضاء على كل منافس .
وهنا السؤال ما هو المطلوب منا ان نفعله تجاه هذه الفئه ؟ الحل بسيط جدا . ان من يمدح نفسه كثيرا يكذب كثيرا وان من يدعي انه الافضل لا شك بانه ينقصه الكثير الكثير ويريد تعويضه من خلال لسانه ومن ثم فان تقييم الاشخاص يجب ان يتم من خلال العمل والانجاز وليس من خلال الكلام عن النفس وحسن الخطابه فقط ,والنقطه الاساسيه هي ان لا تساهم انت وبكل سذاجه في ايصال هذا الوصولي المتسلق الانتهازي ولا تساعده على الوصول من خلالك وعلى ظهرك وانت لا تعلم .
رحم الله كل انسان عرف قدر نفسه ورحم الله كل انسان يحاول تطوير نفسه بالطرق السليمه ورحم الله كل انسان له ضمير حي يحاسبه كل ليلة قبل وضع راسه على مخدة فراشه للنوم .
