خمسة سيناريوهات للنظام السوري أخطرها والتي يعتمد عليها النظام اشعال الحرب الأهلية

تم نشره الثلاثاء 12 تمّوز / يوليو 2011 07:48 مساءً
خمسة سيناريوهات للنظام السوري أخطرها والتي يعتمد عليها النظام اشعال الحرب الأهلية

المدينة نيوز - ذكرت صحيفة  ليموند الفرنسية ان " الثورة السورية مستمرة منذ اكثر من مئة يوم ، مخلفةً مئات القتلى وآلاف المعتقلين وعشرات آلاف اللاجئين داخل وخارج البلاد، مع ان الحكم حاول جميع الوسائل لانهاء الاحتجاجات، في البداية حاول اتباع النموذج الجزائري من خلال السعي إلى تحقيق التوازن بين الإكراه ووعود الإصلاح، لكن ردة فعل قوات الامن  المبالغ فيها ضد المدنيين دفعت القسم الاكبر من المواطنين الى الانضمام
الى صفوف المتظاهرين. وعاد النظام الى الممارسات القديمة التي يتبعها منذ اربعين عام.

هذه الحالة تستوجب عدد من السيناريوهات:

فالسيناريو الاول ، الذي تم تجاوزه، هو توصل النظام السوري الى تدجين وترويع المتظاهرين ، تماما مثل ما حدث في ايران بعد انتخابات عام 2009 . العلاج الامني لم يجد فائدة بل اعطى نتيجة معاكسة.

فظهر سيناريو ثاني، يرتكز على قيام الرئيس السوري بشار الاسد باصلاحات تتعلق بحرية الصحافة، والحقوق المدنية، والتعددية السياسية، وتنظيم انتخابات حرة و مكافحة الفساد.

اما السيناريو الثالث ، وهو ايضاً مستبعد، حيث يكمن في حصول انشقاق داخل النظام كما حصل في مصر وتونس عندما قرر الجيش بعزل عناصر من الطبقة السياسية الاكثر فساداً.

اما السيناريو الرابع وهو الحل الامثل وفق العديد من السفارات يعتمد على تتوصل النخبة العلوية والنخبة السنية الى اتفاق لفصل عائلة الاسد عن السلطة، وتقاسم اكثر انصافاً  بين مختلف الطوائف.

اما السيناريو الخامس، المتبع حالياً،  وهو الاخطر لانه ينطوي على تكثيف دورة الاحتجاجات والقمع  لاستقطاب اكبر شريحة من المجتمع على قاعدة عرقية ومذهبية وبالتالي يفتح الباب امام الحرب الاهلية ومن ثم يؤدي الى اسقاط النظام. هذه النظرية ليست مستحدثة بل طبقت في لبنان وفي العراق.

ولفت الموقع الى ان "الازمة السورية تهز الشرق الاوسط، ابتداءاً من لبنان حيث تم فرض حكومة مدعومة من حزب الله  بالتزامن مع اصدار التحقيق الجنائي الدولي قرار اتهام ضباط من حزب الله مشتبه بضلوعهم في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري".

في المقابل، تتهم سوريا جارتها الشمالية بالعثمانية الجديدة والغطرسة كما تتهمها بمحاولة تشكيل جبهة اقليمية من جماعة الاخوان المسلمين تمتد من مصر الى سوريا مروراً بحركة حماس الفلسطينية.

اما دول الخليج، التي لطالما كانت حذرة من علاقات سوريا بايران، فهي تعتبر ان سوريا هي حصناً منيعاً ضد انتشار حركات التمرد في المشرق العربي. والتحدي الذي تواجهه دول الخليج والسعودية بشكل خاص هو التالي : هل من الممكن ان تقف الثورة العربية مع كل ما تحمله من ابعاد سياسية ومعنوية امام ابواب مملكة آل سعود حيث تبرز بحدة قضايا المواطنة والحرية السياسية والمساواة بين الرجل والمرأة والمساواة بين الطوائف الدينية.

كما ان  الصراع في البحرين ، مع كل خصوصياته، هو  جزء من هذه الموجة العاتية التي تهز المنطقة.
 اما بالنسبة الى الفلسطينيين، فقد عجلت الازمة السورية الحركة السياسية في الاراضي المحتلة فدفعت بالفلسطينيين الى التقارب بين حماس وفتح من دون موافقة دمشق، والاسوأ ان حركة حماس بدأت تكوين صداقة جديدة مع مصر ما بعد مبارك.

يتنازع الاردن عدائه التقليدي لحزب البعث وخوفه من استيلاء جماعة الاخوان المسلمين على جارته سوريا. لا يتجاهل العاهل الاردني عبدالله الثاني التواصل بين مجموعات من سوريا الجنوبية (درعا خصوصاً) ومجموعات من شمالي الاردن، كما انه لا يتجاهل التقارب الاقليمي بين الاخوان المسلمين. في سنة 2003 اعرب عن خشيته من تشكيل هلال شيعي يضم ايران والعراق وسوريا ولبنان. اما اليوم فهو قلق من تكوين هلال آخر يحظى بمباركة تركيا ويضم المناضلين السنة ابتداءاً من مصر وصولاً الى سوريا ومروراً بالاراضي المحتلة الفلسطينية.
مخيلة السياسيين ترسم الشرق العربي المسلم دائماً بشكل الهلال !

احدى نتائج الثورة السورية غير المنتظرة هي التردد الاسرائيلي والحرج الاميركي. تل ابيب تعلم جيداً انه بالرغم من العبارات الثورية التي يستعملها حزب البعث ، ظل الوضع على الجبهة السورية الاسرائيلية هادئاً.
كما ان الثورات العربية تسلط الضوء على التناقض الاسرائيلي : يبدو ان سقوط الانظمة الاستبدادية العربية لا يصلح لاستمرارية تفوق اسرائيل في المنطقة.

اما قلق العراق حيال احتمال سقوط النظام السوري قد يعتبر مفارقة.  اذ أن طيلة خمسين عام لم ترتبط دمشق وبغداد بعلاقات جيدة ، من زمن وجود الاخوة الاعداء في حزب البعث على راس البلدين وحتى وصول المعارضة العراقية السابقة الى الحكم التي سبق ان كان معظم اعضائها منفيين في سوريا بما فيهم نوري المالكي.

ما هي اسباب هذا القلق ؟ هل هو شعور مشترك بين جميع فئات العراقيين ؟ منذ بدء الحرب الاهلية بين عامي 2006 و2007 شهد العراق موجة من النزوح الجماعي نحو الدول المجاورة وخاصةً نحو سوريا، حيث ما يقارب مليون لاجىء عراقي من جميع الطوائف. تدهور الوضع في سوريا، على الطريقة الليبية او اليمنية ، يدفع اللاجئين العراقيين الى العودة الى بلدهم في حين يشهد العراق تدهوراً امنياً خطيراً. بالرغم من ان النظام السوري العلوي دعم المتمردين السنة والبعثيين السابقين ، تعتبر الحكومة العراقية الحالية، ذات الاغلبية الشيعية، ان البديل للنظام السوري الحالي قد يكون اسوأ : قد يكون تطرف سني مدعوم من السعودية ودول الخليج ضد الشيعة في المنطقة.

لذلك، وبالرغم من خلافاتهم مع طهران، لا يتمنى  شيعة العراق بروز هيمنة سنية على سوريا ولبنان. سقوط العلويين في دمشق يعني بالنسبة لبغداد اضعاف حزب الله اللبناني وبالتالي تراجع الشيعة في المنطقة. وهنا يجب التذكير بأن الشيعة العراقيين يحافظوا على علاقات طيبة مع لبنان حيث يستثمرون اموالهم بصورة رسمية او غير رسمية.
منذ عام 2009، تسعى حكومة المالكي الى اقامة علاقات هادئة مع سوريا تنتج فوائد اقتصادية في كلا البلدين. تم اقتراح عدة مشاريع خاصةً في مجال النفط والغاز. سقوط نظام بشار الاسد يدفع سوريا نحو حرب اهلية مماثلة للحرب الاهلية في العراق ويصبح مصير العلويين مشابه لمصير السنة في العراق بعد عام 2003، كما ان هذا السقوط يخلق الفوضى ويسمح للجماعات المتطرفة من بناء الجسور بين السلفيين من طرابلس الى بيروت الى سوريا والى المثلث السني في العراق.

هذا السيناريو يقلق الولايات المتحدة مع انها لا تتعاطف مع بشار الاسد.
باختصار ، ليست المرة الأولى في المنطقة  يضغط الشعب على حكومته من اجل المزيد من الانفتاح. امكانية التغيير والانتقال التدريجي  كانت في متناول الحكم في سوريا وفي دول اخرى من العالم العربي . منذ بضعة اشهر ، كان يعتبر النظام السوري نفسه قلب الامة العربية، اليوم السارع يذكر سوريا انها في قلب الامة العربية من اجل المطالبة بمزيد من الديمقراطية والحرية وكرامة الانسان. (ترجمة "النشرة")



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات