جريمة هزت اليمن.. حبسها وحرمها الطعام والماء!
المدينة نيوز :- فاجعة جديدة تفطر قلوب اليمنيين، ليست محاكمة عادلة لمتطرفة إرهابية في سجن انفرادي، ولا مشهدا مأساويا من جلسة تعذيب في فيلم رعب، لكنها قصة حقيقية أحرقت ضمير المجتمع والإنسانية، تشير إلى عودة العنف ضد النساء، إلى الواجهة، ليتصدر مشهد الحرب والفقر والمجاعة، فلا يمكن تصديق أن تلك الجريمة التي اقترفها “ضبع بشري” حدثت في بلاد الأرق قلوباً والألين أفئدة، امرأة حبسها زوجها حتى ماتت من الجوع.
فعلى الرغم أن الحادثة أسفرت عن وفاتها قبل أيام، إلا أن صوت قبول سعيد غالب ذئاب، لا يزال يملأ قريتها الريفية في مديرية شرعب الرونة بمحافظة تعز اليمنية، يستنجد بالجيران والناس المحيطين من دون فزعة أو مغيث، كانت ترجوهم إطلاق سراحها من قيود زوجها المدعو عبدالعزيز يحيى عبدالجليل سيف الذي تفنن في تعذيبها بعد أن احتجزها في إحدى غرف المنزل، ليحرمها الأكل والشرب، وعندما كانت تستغيث به وتستحلفه أن يمنحها قطعة خبز أو ماء، كان يضربها ويعذبها.
وفي الصورة تظهر الزوجة في محمولة لإنقاذها بعدما ذهب إليها الأهالي من أجل نقلها للمستشفى قبل أن تفارق الحياة بسبب التعذيب لتموت عطشا وجوعاً.
إلى ذلك، تحولت منصات السوشيال ميديا في اليمن إلى مأتم كبير لتبادل مشاعر العزاء والرحمة والتعاطف مع تلك المرأة التي أزهقت روحها وهي تتمنى لقمة تسد رمقها وقطرة ماء تبل ريقها.
كما شن ناشطون هجوماً على أهل وأبناء القرية الذين شهدوا تلك الجريمة، منتقدين صمتهم المخزي ونخوتهم القبلية إزاء استغاثة امرأة ضعيفة كانوا يعلمون بأنها مسجونة وراء 4 جدران من دون أن يستجيب شخص واحد لاستغاثاتها، للتضييق على زوجها سواء بتخليصها منه أو الإبلاغ عنه وتقديم شكوى ضده للجهات المختصة، وهي تتوسل وتئن باكية مستضعفة لا تملك حولاً ولا قوة.
الزوجة الضحية
الزوج، بحسب المحيطين به، صنّف بأنه بلطجي وصاحب سوابق، وهو السبب الذي تعذر على جيرانه الوقوف في مواجهته تجنباً للاحتكاك معه أو نشوب أي مشكلة قد تتطور إلى عراك باليد أو إهدار دم.
وأوضحت تعليقات الناشطين أنه من غير المنصف إلقاء اللوم على جيرانها، ذلك أن أذى هذا الزوج وصل إلى معظم أفراد الحي، فلم يسلم منه أحد حتى أمه، فقد اعتدى عليها بالضرب، ولم تنج من أفعاله هي الأخرى. ووفق التعليقات نفسها، فإن إحدى زوجاته صب عليها البنزين وأحرقها فماتت، وابن أخيه صوبه بطلقة رصاص، وبنت جاره أطلق عليها رصاص وأصيبت بشظايا بجسمها، لم يصبر أحد كما صبر جيرانه عليه، وكلما اشتكوه للجهات الأمنية يتم إيداعه بالسجن لأيام، فيشتكي منه السجناء فيخرجوه.
في المقابل، رأى ناشطون أن هذه الجريمة هي “حالة شاذة” لا يمكن تعميمها، كونها شيئا مقززا يتنافى مع القيم والأخلاق التي يتحلى بها اليمنيون، موضحين بأنه قد تكون هنالك حالات قليلة لكنها محصورة في بعض الأسر التي تربت على حقوق مهضومة للمرأة فإذا طُبق القانون ستنصف أي امرأة تطالب بحقها.
فيما ذهبت بعض تعليقات رواد التواصل إلى وصف هؤلاء الجيران بشركاء الجريمة، كما أرجأوا تفشي جرائم العنف ضد المرأة في اليمن، إلى غياب قوانين رادعة تحمي المرأة وتصون حياتها وتحفظ لها كرامتها. كما اعتبر البعض أن أهلها هم سبب ما أصابها كونهم تركوها تتعذب مع زوج مضطرب نفسياً.