كيف تستعد لاستقبال رمضان
المدينة نيوز - أيام معدودة تفصلنا عن شهر الخير...شهر الروحانيات ...شهر البركة...شهر المغفرة...شهر الرحمة و العتق من النيران... كيف نستعد على أكمل وجه للترحيب بهذا الشهر المبارك؟
يستعد البعض بتحضير لوائح الطعام و الشراب و الأطايب على اختلاف ألوانها و يستعد البعض الآخر بتهيئة البيت و تجديده لاستقبال الضيوف و لكن... كيف يجب أن يستعد المسلم لاستقبال أفضل الشهور.
لقد كان السلف الصالح يصومون هذا الشهر المبارك ثم يمكثون نصف عام يدعون الله أن يتقبل منهم صيامهم و قيامهم ثم إذا جاء النصف الثاني من السنة أخذوا يسألون الله أن يبلغهم رمضان القادم لما له من مكانة و فضل في نفوسهم فكيف تستعد أنت أيها المسلم لاستقباله و أنت في حاجة ماسة إليه لتزيل صدأ الشهور الماضية
1- النية:
يجب أن يستعد المسلم لاستقبال رمضان بمجموعة من النيات و من النيات المطلوبة في هذا الشهر :
- نية الصيام طبعا وهي أن ينوي المسلم صيام شهر رمضان امتثالا لأمر الله و رغبة في ثوابه و رهبة من عقابه و قد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَامَ
رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ
- نية القيام وهي أن ينوي المسلم قيام ما استطاع من شهر رمضان و يكون بذلك ضمن قافلة القائمين و الذاكرين
- نية ختم القرآن مرة واحدة على الأقل لأن هذا الشهر هو شهر القرآن و قد ورد في الحديث : الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة , يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشراب فشفعني فيه,ويقول القرآن أي رب منعته النوم بالليل فشفعنى فيه , فيشفعان
- نية التوبة الصادقة من ذنوبه الفائتة و جعل رمضان بداية حياة أفضل مليئة بالخير و العمل الصالح
- نية سمو المسلم بأخلاقه و سلوكياته حتى يكون مثالا للمسلم الملتزم و التعهد بالحفاظ على ذلك و لو بعد رمضان
2- التخطيط :
حتى لا تذهب دقائق رمضان هباء و حتى لا نضيّع فرصة قد لا تعود مرة أخرى يجب وضع تخطيط محكم للأعمال و الأشغال المباركة التي سنقوم بها في هذا الشهر المبارك :
- خطط لوردك اليومي الذي ستختم به القرآن و كم مرة ستختم القرآن
-خطط لكيفية التنسيق بين شغلك أو دراستك و بين أعمال الخير التي ستقوم بها و لا تنس أن تعطي نصيبا من الراحة لجسدك و أنت تحتسب الأجر طبعا
- خطط لزيارة الأقارب بنية صلة الرحم و التذكير بفضائل الشهر و لتكون الجلسات روحانية بعيدا عن المعاصي و توافه الأمور حتى يكون الأجر مضاعفا
- خطط للاجتماع بأهل بيتك لتدارس القرآن و تلاوته و التدبر في فضائل هذا الشهر حتى يزيد الحرص على اغتنام الفرص المهدورة فيه
3- الآن و أنت في شهر شعبان :
الصوم:
ورد في السنة الصحيحة أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يكثر الصوم في هذا الشهر و هو شهر يغفل عنه الكثيرون لأنه وقع بين شهرين عظيمين رجب و رمضان وعن أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَال: قُلتُ: يَا رَسُول اللهِ، لمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَال: "ذَلكَ شَهْرٌ يَغْفُل النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلى رَبِّ العَالمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عملي وَأَنَا صَائِمٌ. و يقول "ابن رجب" في كتاب لطائف المعارف وقد قيل في صوم شعبان: إن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط
القرآن:
يقول أنس بن مالك صاحب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبُّوا على المصاحف فقرءوها، وأخرجوا زكاة أموالهم تقويةً للضعيف والمسكين على صيام رمضان، وقال أحد السلف: شعبان شهر القُرَّاء، فالذي تعود على المحافظة على ورده القرآني قبل رمضان سيحافظ عليه- إن شاء الله - في رمضان
الدعاء:
الدعاء في هذا الشهر يدخل ضمن الاستعداد النفسي لاستقبال رمضان و قد كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل رجب يدعو قائلاً: "اللهُمَّ بَارِكْ لنَا في رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَارِكْ لنَا في رَمَضَانَ" ولقد كان من دعاء الصالحين قبل رمضان: اللهم سلِّمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمه مني متقبَّلاً
(انترنت)