تقارير: تصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين
المدينة نيوز :- أكدت معطيات صادرة عن جهاز الأمن العام الإسرائيلي ومنظمات حقوقية اسرائيلية، اليوم الأربعاء، اتساع اعتداءات جماعات المستوطنين الإرهابية، وذلك خلافا لتصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت أمس، الذي زعم أنها "ظاهرة هامشية".
ووفقا لمعطيات جهاز الأمن الاسرائيلي فإنه تم في العام الحالي توثيق 135 اعتداء ألقى فيه مستوطنون الحجارة باتجاه فلسطينيين، بينما كان عدد هذه الاعتداءات 90 في العام 2019، كما تم توثيق 250 اعتداء آخر في العام الحالي مقابل 100 في العام 2019. وأشارت المعطيات إلى تزايد عنف المستوطنين ضد قوات الأمن الإسرائيلية من 50 اعتداء في العام 2019 إلى 60 في العام التالي. ووفقا لمنظمة "ييش دين" الحقوقية الاسرائيلية فإنه تم توثيق 540 اعتداء للمستوطنين ضد فلسطينيين في السنوات الثلاث الأخيرة، قدم الفلسطينيون 238 شكوى حيالها إلى الشرطة الإسرائيلية بمساعدة "ييش دين"، في حين تم تقديم 12 لائحة اتهام فقط ضد مستوطنين في هذه الشكاوى. وأفادت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الاسرائيلية التي تجمع معلومات حول اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وتوثق قسما منها، أنه تم رصد تصعيدا بنسبة 28 بالمئة في اعتداءات المستوطنين، حيث نُفذ 247 اعتداء في العام الحالي مقابل 192 في العام الماضي. وقالت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الاربعاء إنها طلبت من الشرطة معلومات حول عدد الملفات التي فتحتها ضد مستوطنين في العام الحالي، ونقلت الصحيفة ذاتها عن فلسطينيين في الضفة الغربية قولهم إن "اعتداءات المستوطنين مستمرة منذ العام 2000، ويشارك في إلقاء الحجارة عليهم مجموعات تضم 20 – 30 مستوطنا"، مشيرين إلى التأثير البالغ لهذه الاعتداءات على الأطفال والنساء. وقال مصعب صوفان، من قرية بورين، إنه "في كل مرة نتصل بالشرطة، يحضرون ويذهبون ولا يحدث شيء"، في حين أشار آخرون الى أنهم ولهذا السبب "توقفوا عن تقديم شكاوى كهذه" بحسب ما نقلت الصحيفة.
وشرعت "ييش دين" بتوثيق الأسباب التي تجعل الفلسطينيين يمتنعون عن تقديم شكاوى في إطار مشروع "لا يشتكون"، حيث عزا 51 بالمئة عدم تقديم للشكاوى إلى عدم ثقتهم بالسلطات الإسرائيلية، وقال 21 بالمئة إنهم يتخوفون من الانتقام أو فقدان تصريح العمل، وقال آخرون إنهم يئسوا من إجراءات تقديم الشكوى أو لأنهم موظفون في السلطة الفلسطينية، ولذلك لا يمكنهم تقديم شكوى في إسرائيل".
وقالت مديرة دائرة الأبحاث في "ييش دين" زيف شتهل، إن المنظمة رصدت تصاعدا في اعتداءات المستوطنين وخطورتها في الأشهر الأخيرة، إلى جانب تراجع ملحوظ في استعداد الفلسطينيين لتقديم شكاوى لدى الشرطة الإسرائيلية. وأضافت، "كما هو معروف، فإن عنف المستوطنين ليس ظاهرة جديدة. ويلاحظ بعد سنوات طويلة من عدم إنفاذ القانون بشكل فعّال تجاه المجرمين والدعم من جانب سلطات الدولة، أن هذه الظاهرة آخذة بالتصاعد، والمشاغبون يكتسبون جرأة أكبر لتصعيد وتيرة الاعتداءات وخطورتها". وأفاد تقرير نشرته حركة "سلام الآن" مؤخرا، بأن 63 بالمئة من اعتداءات المستوطنين التي وثقتها "ييش دين" وقعت قرب بؤر استيطانية عشوائية. ونقلت "هآرتس" عن مصدر أمني قوله إنه "طرأ ارتفاع في الجريمة في منطقتي (مستوطنتي) يتسهار وشيلو جنوب نابلس، سواء كان بإتلاف أشجار زيتون أو بإلقاء حجارة على سيارات فلسطينية عند مفترقات الطرق"، مضيفا أن هذا التصعيد حاصل في منطقة جنوب جبل الخليل التي اقيمت فيها عدة بؤر استيطانية عشوائية ومزارع في السنوات الأخيرة. وقال مدير عام "بتسيلم"، حغاي إلعاد، إن "الحديث عن اتجاه كهذا أو ذاك يمنع رؤية الصورة الكاملة. فهذا واقع دائم، ويحقق إنجازات استراتيجية في سياق السيطرة على أراض فلسطينية. وهذا ما تنفذه إسرائيل بعدة طرق".
--(بترا)