الحرية والفوضى كما يجب أن نفهمها
ليسهل السيطرة على أي بلد، فاول الادوات التي تستخدم لتدمير أي منها، هو زرع الفوضى بدل النظام , ليسهل لهم السيطرة على البلد, بمساعدة ادوات لهم.. فهي فرصة لهم ليتصدروا المشهد في هذا البلد.
اهتم الإسلام كثيرا بعملية زرع النظام في المجتمع الإسلامي بدل الفوضى التي كانت سائدة قبله, فنجد ان اول اجراء قام به النبي محمد (عليه وعلى اله افضل الصلوات) هو وثيقة المدينة, التي هي الدستور لدولة الإسلام المحمدية التي، تنظم الحقوق و الواجبات لكل افراد المجتمع الاسلامي، المتنوع وفي الاديان والاعراق.
اكد الاسلام على ان الفوضى هي حالة، يجب عدم السماح بانتشارها، لانها تؤدي الى نتيجة حتمية وهي تدمير البلد.
الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً
والشواهد تؤكد ان كل الدول التي مرت بتحولات كبيرة، ولم تهتم بالحفاظ على النظام، وانتشرت الفوضى فيها, غرقت في الكثير من الأزمات والمشاكل, وخير دليل على ذلك ما حدث في العراق, حيث انه كما هو عادة كل المحتلين, اول اجراء قاموا بة هو احالة الوضع العام في البلد الى فوضى عارمة, لكي يسهل لهم السيطرة على مقدرات البلد وخيراته.
للفوضى أثر كبير على الفرد وإنتاجيته داخل بلده وفائدة لمجتمعه, لأنها لا تحفظ الحقوق للأفراد الذين هدفهم إصلاح الوضع العام بل في كثير من الاحيان لا تحفظ لهم حياتهم, لان من صنعتهم الفوضى يرون في هؤلاء خطر، يهدد المكاسب التي حصلوا عليها.
مجتمعيا فإنها تؤدي إلى تصدر المشهد شخصيات، لا تظهر في وضع النظام، وهؤلاء يجدون في الفوضى فرصة كبيرة لهم يجب ان يغتنموها وان لا تضيع من ايديهم، و في كونهم أدوات في يد المخرب، فهي فرصة الظهور وان يكونوا ذوات حسب تصورهم, وهؤلاء يعملون على ادامة الفوضى والخراب, لان النظام والاعمار والتقدم, هي إيذانا بانتهاء فترتهم وعودتهم إلى وضع الطبيعي لهم.
ان الفوضى وكل نتائجها دائما ما يتم تسويقها للشعوب، على انها خلاص من الظلم والكبت والحرمان، وانها حرية للفرد وابعاد القيود عن حياتهم التي تقيد تصرفاتهم, وهذا مفهوم خاطئ للحرية يتم تسويقه لخدمة مصالح المخربين وأدواتهم,
ان الاساس في الحرية وتعامل بها هو النظام، لانه ينظم حياة الأفراد داخل مجتمعهم، ويمنع الاعتداء عليها من قبل الاخرين, لان الحرية هدفها الأول هو صيانة حقوق وكرامة الأفراد.
فهمنا لكل ذلك، قد يجعلنا نفهم ما هي خياراتنا و أين نضع أقدامنا.. وبعكس ذلك فنحن سنكون كمن خربوا بيوتهم بأيديهم..