مجمع اللغة العربية يختتم مؤتمره السنوي
المدينة نيوز :- أوصى المشاركون في ختام أعمال المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية الأردني، اليوم الأربعاء، والذي حمل عنوان "أقسام اللغة العربية في الجامعات العربية: الواقع والآفاق المستقبلية"، أن تَحُدَّ الجامعات من موجة الرسائل التي تقوم على تحقيق النصوص التراثية، وألّا يعهد بهذه الرسائل إلّا للطلاب المبرزين من طلاب مرحلة الدكتوراه المنتظمين، الذين عهدتهم الكليات فدرسوا فيها وتميزوا بالشغف العلمي.
كما أوصوا بحسب بيان صحفي صادر عن المجمع، في البيان الختامي للمؤتمر المنعقد هذا العام في مقره بعمان ضمن احتفالاته بمئوية الدولة، أن تعمل الجامعات من خلال اتحاد الجامعات العربية أو المؤسسات ذات العمل العربي المشترك على إنشاء قاعدتي معلومات، إحداها لببليوجرافيا الرسائل العلمية في الجامعات العربية، والثانية تحفظ فيها أصول هذه الرسائل مع إتاحتها للباحثين، وإن التجديد في محتوى الخطة يقتضي التحقق من فائدة المساقات المقترحة وموافقتها لفلسفة البرامج.
ودعوا لضرورة مراجعة الخطط الدراسية للجامعات العربية من حيث الكم والنوع، والمؤسسات الحكومية والأهلية والباحثين والمسؤولين والمشرعين والقانونيين، للاستفادة من "وثيقة بيروت" الصادرة عن المؤتمر الدولي للغة العربية، ومن "قانون اللغة العربية" المعتمد من اتحاد المحامين العرب ومن مؤتمر وزراء الثقافة في التخطيط وسن الأنظمة والتشريعات والسياسات اللغوية.
كما أوصى المشاركون بضرورة أن يتبنى مجمع اللغة العربية الأردني، الدعوة لعقد ورشات علمية متتالية للوصول إلى خطة دراسية موحدة لبرنامج البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها في الأردن.
وتضمنت الجلسة الختامية التي ترأسها عضو المجمع الدكتور محمد حوّر، محورين، الأول حول واقع البحث العلمي في أقسام اللغة العربية، وحاضر فيها الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة الدكتور أمحمد مستغانمي، في بحثه الموسوم بــ "البحث العلمي الواقع والآفاق: قسم اللغة العربية في جامعة الشارقة أنموذجاً"، وعضو مجمع اللغة العربية الأردني الدكتور عبدالفتاح الحموز، في بحثه الموسوم بــ "الرسائل الجامعية نحواً وصرفاً واقِعاًوطموحاً"، والدكتور محمد الدروبي، من جامعة آل البيت، في بحثه الموسوم بـ "الدراسات العليا وإحياء التراث في أقسام اللغة العربية في الأردن: الواقع والمأمول"، والدكتور محمود الديكي، من جامعة آل البيت، في بحثه الموسوم بــ" برامج الدراسات العليا في اللغة العربية: الواقع وما يجب أن يكون عليه الحال". أما المحور الثاني، فجاء حول أساليب تدريس اللغة العربية، وترأس الجلسة عضو المجمع الدكتور سمير الدروبي، وشارك فيها عضو شرف مجمع اللغة العربية الأردني، من إيطاليا الدكتور عقيل مرعي، في بحثه الموسوم بــ" تدريس اللغة العربية في إيطاليا من الإجازة إلى الدكتوراه"، والدكتور وافي الحاج ماجد، من الجامعة العالمية في بيروت، في بحثه الموسوم بـ "اعتماد المنظومة الخماسية للجودة في تدريس مقررات اللغة العربية في التعليم العالي"، والدكتور زياد الزعبي، من جامعة اليرموك، في بحثه الموسوم بــ"الخطة النمط والخطة الغائبة: قراءة في الخطط الدراسية في أقسام اللغة العربية وآدابها"، والدكتور محمد العاني، من جامعة كربلاء في العراق، في بحثه الموسوم بــ" اتجاهات الدرس الصرفي في المستوى الجامعي. وقدم الدكتور مستغانمي ملحوظات متعلقة باطلاعه على البحث العلمي في مراحل الماجستير والدكتوراه من الطلبة، وأسدى بعض المقترحات، بعد تصفحه 50 رسالة علمية، منها 13 بحثاً في الأدب، و80 دراسة قرآنية لغوية، و4 بحوث في الدراسات اللغوية العامة، وفي الأدب في الخليج 11 بحثاً، و4 بحوث في علوم اللسان الحديثة، و10 بحوث في الدراسات النحوية. وعرض الدكتور الحموز لأَهم العوامل التي تسهم في تدني مستوى هذه الرسائلِ العلمية ومنها: الطالب معدَ الرسالة، وقسم اللغة العربية أَعضاء هيئة التدريس، ولجنة الدراسات العليا في عمادة البحث العلمي والدراسات العليا والمشرف على الطالب، ولَجْنَةُ مُناقَشَةِ الطَّالِبِ في رسالته. ولفت الدكتور محمد الدروبي، إلى أن الموروث العربي يشكل رافعة متينة من روافع المعرفة العلمية التي تتكأ عليها أقسام اللغة العربية، مؤكدا أن التراث مستمكن في تلك الأقسام، حاضر بقوة في أهدافها وبرامجها وخططها ومساقاتها، ولا يتصور أن تنسلخ هذه الأقسام عن المرجعية التراثية.
ولاحظ أن المشروعات العلمية القائمة على بعث التراث تناثرت في بعض أقسام اللغة العربية في الجامعات الأردنية، مبينا أن بواعث مشتركة تقف خلف ضعف حركة تحقيق التراث التي أفرزتها برامج الدراسات العليا.
وعاين الدكتور الديكي مدى كفاية برامج الدراسات العليا المقدمة في الجامعات الأردنية لتحقيق الأهداف التي نصت عليها اللجان التي تخطط للغة العربية وعلومها، منطلقا من فرضية تقول إن البرامج المطروحة على مستوى درجتي الماجستير والدكتوراه ليست قادرة على تحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها أو الأهداف التي يجب أن تكون.
وأشار الدكتور مرعي إلى تنوع أقسام تدريس اللغة العربية في إيطاليا خصوصا وفي أوروبا عموما بين أقسام متخصصة في اللغة العربية وآدابها (وهذا نادر ويزداد ندرة)، وبين أقسام دراسات الشرق الأوسط والعلاقات الدولية التي يتوجه إليها الراغبون في العمل الدبلوماسي والسياسي، والوسائط الثقافية التي تهدف إلى دمج المهاجرين وتسهيل التواصل معهم. ولفت إلى أن تدريس اللغة العربية خارج الوطن العربي عموما، وإيطاليا نموذجا، يمتاز بأن معظم الطلبة المسجلين ليست لديهم معرفة مسبقة لا بالعربية ولا بالإسلام، لهذا تكون المقاربة مختلفة عن مقاربات التعليم في الدول العربية، إلا انه بالرغم من هذه الشروط تستطيع بعض الجامعات الوصول بالطلبة إلى مستوى جيد.
ولفت الدكتور وافي الحاج إلى أن تدريس اختصاص اللغة العربية وآدابها في التعليم العالي على مستوى المقررات والمساقات مجردًا من أي معايير عالمية معتمدة دوليًّا لضمان الجودة فيه، ما أحدث فجوة كبرى في منظومة جودة التعليم العالي العربية، مما استدعى تداركها وسدها باعتماد معايير أكاديمية ترقى إلى مستوى المعايير العالمية للجودة. وهدف الدكتور الزعبي في ورقته البحثية إلى قراءة الخطط الدراسية في أقسام اللغة العربية وآدابها بهدف الوقوف على مفرداتها والأسس المنهجية التي وضعت وسوغت على أساسها، والبحث في أسباب ثباتها واستمرارها والنظر إليها بوصفها الخطة النموذج التي امتلكت وتمتلك صفة الثبات أو التغير ضمن أطرها النمطية المغلقة، وفي المقابل محاولة تقديم تصور مغاير للصورة النمطية.
ورصد الدكتور العاني في بحثه سيرورة علم الصرف وما ينبغي أن يكون عليه، وتضمن ثلاثة مباحث: الاتجاه التعليمي، والاتجاه الصوتي، والاتجاه الوصفي. وخلص إلى أهمية التمكين لمنهج التيسير الصرفي في الجامعات العربية، وتوجيه طلبة الدراسات العليا للاستكشاف الحقيقي للتيسير الصرفي، والتركيز في أبحاثنا الصرفية على قرارات المجامع اللغوية العربية المتصلة بعلاقة علم الصرف بالتقانة العصرية. وحضر ختام المؤتمر رئيس المجمع الدكتور خالد الكركي، والأمين العام الدكتور محمد السعودي، والأعضاء العاملين، وجمهور من اللغويين والمهتمين، مراعين لشروط ومعايير الصحة والسلامة العامة التزاماً بقوانين الدفاع، وبثّت الفعالية عبر منصات المجمع الإلكترونية المتعددة. --(بترا)