ارتفاع قتلى احتجاجات السودان.. و"السيادة" يطالب بالتحقيق

تم نشره السبت 01st كانون الثّاني / يناير 2022 10:45 صباحاً
ارتفاع قتلى احتجاجات السودان.. و"السيادة" يطالب بالتحقيق
أثار قمع قوات الأمن السوداني لمظاهرات الخميس موجة استنكار واسعة

المدينة نيوز :- ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات بالسودان إلى 53 قتيلا، منذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بحسب ما أعلنت عنه "لجنة أطباء السودان المركزية"، الجمعة.

وقالت اللجنة غير الحكومية، في بيان: "ارتقت قبل قليل روح شهيد مجهول الهوية، إثر إصابته بعبوة (قنبلة) غاز مباشرة في الصدر من جانب قوات السلطة الانقلابية، أدت لتهتك أنسجة الرئة خلال مشاركته في مليونية 30 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، في مواكب (تظاهرات) محلية الخرطوم".

 


وأضاف البيان: "بهذا يرتفع عدد شهداء الاحتجاجات إلى 53 منذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي".


وكانت اللجنة قد أعلنت، في بيان سابق، تسجيل 4 قتلى و200 إصابة بينها 40 بالرصاص الحي، خلال مظاهرات الخميس، للمطالبة بـ"الحكم المدني".

 

 

والخميس، شهدت الخرطوم وعدد من مدن البلاد تظاهرات دعا إليها "تجمع المهنيين" و"لجان المقاومة" تنديدا بالاتفاق السياسي الموقع بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وللمطالبة بعودة الحكم المدني الديمقراطي.

واتهمت لجنة الأطباء المركزية قوات الأمن بقطع الطريق على سيارات الإسعاف وإخراج جريح واحد بالقوة من إحداها، فيما تظهر العديد من مقاطع الفيديو، التي نشرت الجمعة، رجالا بالزي العسكري يضربون المتظاهرين بالعصي.

 

 

 

في المقابل، أعلنت الشرطة السودانية، في بيان الجمعة، مقتل 4 متظاهرين، وإصابة 298 آخرين، وإصابة 53 في صفوف قوات الشرطة، بينهم ضابطان، وحرق 3 مركبات للشرطة خلال تظاهرات الخميس، للمطالبة بـ "الحكم المدني".


وفي تعليق، قال مستشار البرهان العميد الطاهر أبو هاجة إن "استمرار التظاهرات بطريقتها الحالية ما هي إلا إستنزاف مادي ونفسي وذهني للبلاد وإهدار للطاقات والوقت"، مضيفا أن "التظاهرات لن توصل البلاد إلى حل سياسي".

إدانة محلية ودولية

إلى ذلك، أعلن وكيل وزارة الصحة هيثم محمد استقالته الجمعة، احتجاجا على الهجمات التي يتعرض لها الأطباء والمستشفيات التي تتولى معالجة الجرحى.

بدوره، أعلن عبد الباقي عبد القادر الذي سماه البرهان أخيرا عضوا في مجلس السيادة الانتقالي، نيته الاستقالة.

وقال في رسالة رسمية، "قبل قليل أرسلت رسالة إلى مدير مكتب السيد رئيس المجلس السيادي لتحديد موعد معه لتقديم استقالتي"، مضيفًا "السبب هو استمرار التعامل العنيف مع المتظاهرين".

وأعلن الحزب الشيوعي السوداني أنه "يدين بشدّة القمع الدموي"، مطلقًا "الدعوة للعمل على تحريك تضامن دولي لوقف القمع الدموي، ولإطلاق السراح الفوري عن المعتقلين السياسيين، وخصوصا قيادات لجان المقاومة".

ودوليا، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه "منزعج للغاية" من أعمال العنف التي حصلت الخميس، فيما احتجت السفارات الغربية على سقوط قتلى وانقطاع الاتصالات والهجمات على وسائل الإعلام.

من جانبه، أعرب فولكر بيرتس، رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان "يونتاميس"، عن انزعاجه الشديد من تقارير تحدثت عن مقتل 4 متظاهرين في احتجاجات وقعت، الخميس، بالعاصمة، الخرطوم.

وقال المبعوث الأممي في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع "تويتر": "أثارت التقارير عن مقتل

4 متظاهرين سودانيين الخميس، والاعتداءات على حرية الصحافة انزعاجي الشديد".

 


وأضاف: "بالرغم من الحاجة لمزيد من الوقت لتأكيدها، إلا أن التقارير الأولية تدعو للقلق".

فتح تحقيق

واستنكر مجلس السيادة الانتقالي، الصدامات التي وقعت خلال تظاهرات الخميس، المنددة بالاتفاق السياسي بين الجيش ورئيس ورزاء عبد الله حمدوك.

وقال المجلس في بيان عبر "فيسبوك" إنه "يستنكر الأحداث التي صاحبت تظاهرات الثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر، والتي نتج عنها سقوط شهداء وجرحى".

 


ووجه المجلس السلطات المختصة في السودان باتخاذ الإجراءات القانونية والعسكرية اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث، وكي لا يفلت أي معتد من العقاب.


وأكد المجلس على حق المواطنين الأصيل في التظاهر السلمي والذي قال إن "ثورة ديسمبر المجيدة" هي التي أقرته، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.

وفي المقابل، أغلق سودانيون مناهضون للحكم العسكري طرقا في الخرطوم الجمعة احتجاجا على قمع قوات الأمن لتظاهرات الخميس أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وموجة من الاعتقالات.


وقطع المحتجون الجمعة الشوارع الرئيسية في الخرطوم بحري شمال العاصمة وفي بري والمعمورة شرق العاصمة مستخدمين الحجارة وجذوع الأشجار وإحراق الإطارات القديمة، احتجاجا على عنف القوات الأمنية.

وأطلقت قوات الأمن السودانية الغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين على بعد بضع مئات الأمتار من القصر الرئاسي، مقر الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش.

كما تعرض مكتبي قناتي "العربية" و"الحدث" في الخرطوم من قبل السلطات، بحسب ما قالت قناة العربية على "تويتر".

 

إيقافات لمتهمين بأعمال نهب

وفي سياق منفصل، أعلنت السلطات السودانية مساء الجمعة، القبض على 15 من المتهمين في أعمال نهب مخازن برنامج الغذاء العالمي بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي البلاد.

وقال وزارة الخارجية في بيان لها: "قامت اللجنة الأمنية بولاية شمال دارفور باستعادة عدد مقدر من المسروقات، وألقت القبض على 15 من المتورطين في أعمال النهب، هذا بجانب فتح تحقيق فوري بشأن هذا الحادث المشين والمؤسف".

 


وأدانت الخارجية "بأشد العبارات عمليات النهب والاعتداء الذي تعرضت له مخازن برنامج الغذاء العالمي"، واتهمت من وصفتهم ببعض "الجماعات المتفلتة والخارجة عن القانون (دون تسميتهم) بالقيام بالحادثة".


وتابعت: "في استجابة فورية لهذا الحادث المؤسف، شرعت اللجنة الأمنية بالولاية في تشكيل قوات مشتركة مفوضة بكامل الصلاحيات لحراسة وتأمين المخازن ومواقع سكن الموظفين".

وأكدت التزام الحكومة السودانية التام بالتعاون اللصيق مع برنامج الغذاء العالمي وكافة منظومة الأمم المتحدة العاملة بالسودان من اجل الحفاظ على مقارها وممتلكاتها وحماية العاملين بها ومساعدتهم على اداء مهامهم على الوجه الأكمل.

والأربعاء، أدان مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان (أوتشا) هجوم جماعات مسلحة على مستودع برنامج الأغذية العالمي في الفاشر.

وهذا المستودع كان يحتوي على 1900 طن من المواد الغذائية، وليس معلوما بعد مقدار ما جرى نهبه، وفق مسؤول في البرنامج.

وفي اليوم ذاته، أعلنت السلطات فرض حظر تجوال جزئي في شمال دارفور، على خلفية عمليات النهب، ودعا حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، الأمم المتحدة إلى التعاون لإجراء تحقيق في نهب مخازن برنامج الأغذية العالمي.


ومنذ 25 أكتوبر الماضي، يشهد السودان احتجاجات رفضا لإجراءات اتخذها البرهان، تتضمن إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقالي، واعتقال قيادات حزبية ومسؤولين.


واعتبرت قوى سياسية ومدنية تلك الإجراءات "انقلابا عسكريا".

ووقع البرهان وحمدوك في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اتفاقا سياسيا تضمن عودة الأخير إلى منصبه، وتشكيل حكومة كفاءات غير حزبية، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتعهد الطرفين بالعمل معا لاستكمال المسار الديمقراطي.

لكن قوى سياسية ومدنية سودانية تعتبر الاتفاق "محاولة لشرعنة الانقلاب"، وتتعهد بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق الحكم المدني الكامل خلال الفترة الانتقالية.

عربي21

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات