الهدف.. نجاح مهرجان جرش
المدينة نيوز - محمود الخطيب: طريقة اصطياد السلبيات التي لجأت لها بعض وسائل الاعلام هذا العام للترويج لنفسها على حساب مهرجان جرش الذي عاد هذا الصيف بعد احتجاب قسري، تؤشر بشكل او بأخر ان هناك من يحاول دس السم بالعسل، بحيث صار هذا واقعا للاسف.
مهرجان جرش الذي انطلق الاربعاء الفائت وسط حفاوة رسمية وشعبية، بدأت الوسائل سالفة الذكر بالبحث في خبايا المهرجان عن نواقص بسيطة قد تظهر في اعتى المهرجانات العالمية، عبر التركيز عليها في بعض المواقع والصحف وابرازها، بشكل او بأخر هادفين الى نزع ثوب الفرح عن مهرجان يهدف بالمقام الاول للترويج للحضارة الثقافية العربية ولعكس خطاب الدولة الاردني التنويري للعالم، فضلا عن فتح آفاق عالمية امام المتلقي الاردني والعربي الذي يحتضنهم مهرجان جرش بفعالياته المتنوعة.
اكثر ما يثير الدهشة، هو ان تلجأ بعض وسائل الاعلام للبحث عن الاثارة عبر التركيز على اشياء يمكن تلافيها او يمكن حتى الاشارة اليها بشكل عابر، وهذا التركيز مهمته جلب القارىء عنوة اليهم لقراءة خبر غالبا ما يكون لا مبرر له، او حتى يملك من كتبه اجابة عن سؤاله، لكنه امعانا في محاولة تسويق نفسه على حساب المهرجان، لجأ لهذه الحيلة.
اطرف ما قرأت من نقد حول المهرجان بعد حصيلة متابعة تغطيات وسائل الاعلام عن اول يومين لفعالياته، تقرير احد الزملاء حول ان الجمهور لم يشعر بالبهجة التي كان يشعر بها قبل احتجاب المهرجان في العام 2007، بحيث ان "الزميل" لام ادارة المهرجان عن فقدان الناس للبهجة وللتوق الذي يجعلهم يحرصون على متابعة الفعاليات، رغم ان الزميل ذاته الذي اشتكى من قلة الحضور ناقض نفسه حين قال: (الحضور الجماهيري الكبير الذي تابع حفل الافتتاح، لم يكن من الجمهور النوعي "انتهى الاقتباس")، وكأن "جرش" الذي انطلق في العام 1981 موجهة لفئة من الناس دون غيرها؟، فالمهرجان الذي يعد من اعتى المهرجانات العربية والعالمية يحمل رسالة واضحة واهدافا محددة؛ اهمها زرع الفرح والبهجة على محيا زواره ورواده وعشاقه، دون تفريق ودون تصنيف للفئات، ويتمثل ذلك في تنوع الفعاليات التي تغطي اذواق الجميع الى حد ما، على اعتبار ان مسارح المدينة الاثرية العتيقة في جرش، تحمل برامجها تنوعا فنيا وثقافيا وفكريا وادبيا وموسيقيا وفلكلوريا عالميا، وصولا الى مسرح الطفل والى تسويق الحرف اليدوية التي يشتهر ابناء وبنات الاردن فيها ويتقنونها بمهارة.
لكل المتصيدين الذين يحاولون تسويق انفسهم على حساب اسم وعراقة وسمعة "مهرجان جرش" طيب الذكر.. نقول: المهرجان باق باق باق، وستزدان فعالياته بالألق يوما إثر يوم وعاما تلو عام.