القاضي حكمت ورحلة الحياة في منتدى الرواد الكبار
المدينة نيوز- قالت القاضي تغريد حكمت عضو المحكمة الجنائية الدولية لجرائم الحرب في رواندا انه وبصورة عامة فان العدالة مرتبطة بالقضاء، وهي نوعان عدالة السماء، وعدالة الأرض حيث ان الأولى مطلقة ولا حدود لها اما الثانية فهي عرضة للخطأ والصواب.
واكدت القاضي حكمت في منتدى الرواد الكبار اليوم الاحد ضمن برنامج المنتدى بعنوان "ذاكرة انسان" بحضور رئيسة المنتدى هيفاء البشير، ضرورة ارساء دعائم ثقافة المسؤولية بدلا من ثقافة الحصانة، وضرورة التحلي خاصة خلال الفترة العصيبة التي تمر بها المنطقة، بالعقلانية وحصافة التصرف، وعدم اثارة الضغينة.
وقالت "ان ما يرتكب في العالم العربي حاليا سببه ان بعض المسؤولين يعتقدون انهم محصنون مقابل ما يرتكبون من جرائم ولا يحاكمون، الا ان الحقيقة انه ومهما علا شان المسؤول او منصبه فانه عرضة للمحاسبة". واشارت حكمت الى انها بدأت عملها في المحاماة عام1981 حيث كان حينئذ عدد النساء العاملات في المهنة قليل جدا.
وحول تجربتها كاول امرأة قاض في الاردن قالت "ان اي تغيير يحتاج الى قرار سياسي حيث انه وبعد عودة الوفد الاردني المشارك في مؤتمر بكين حول المرأة بدأنا بتقييم المواقع التي لم تصل اليها المرأة في ذلك الوقت فوجدنا أنها لم تصل الى القضاء كقاض، وبدأنا بالتحرك كمنظمات غير حكومية وبدعم من سمو الأميرة بسمة بنت طلال وحديثها حول ذلك مع المغفور له جلالة الملك الحسين والذي اكد رحمه الله في احدى خطابات العرش في البرلمان بضرورة افساح المجال امام المرأة لدخول الى سلك القضاء، وقد تم اجراء مقابلات وامتحانات لاجل ذلك مع خمسة محاميات كنت انا من ضمنهن، حيث وقع الاختيار علي وعينت وبقيت القاضية الوحيدة لمدة سنة ونصف اما الان فقد تجاوز عددهن المئة"، مؤكدة انها مع الخبرة والكفاءة وليس العدد.
وعرضت القاضي حكمت المراحل التي مرت بها لاختيارها عضوا في المحكمة الجنائية الدولية لجرائم الحرب في رواندا بدءاً من ترشيح الأردن لها بدعم من جلالة الملك عبدالله الثاني وانتهاء بالتصويت لاختيار أعضاء المحكمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
واشارت حكمت الى ان المحكمة أسست لمحاكمة مجرمي الحرب في رواندا الذين ارتكبوا الجرائم والمجازر البشعة التي راح ضحيتها نحو مليون من الأبرياء خلال مئة يوم، مبينة انه تم اختيار مدينة اروشا شمالي تنزانيا كمقر للمحكمة كونها منطقة محايدة.
وعرضت تجربتها المريرة مع مرض السرطان الذي واجهته بقوة وايمان مطلق بالله سبحانه وتعالى، وقالت انها فضلت تلقي العلاج في المملكة رغم ان المجال متاح لها للعلاج في ارقى المراكز المتخصصة بذلك لثقتها العالية بالكفاءة الطبية وايمانها بقضاء الله وقدره.
ودار حوار موسع بين الحضور والقاضي حكمت تمحور حول تجربتها في مهنة المحاماة ووصولها إلى سلك القضاء كأول امرأة أردنية وتميزها في ذلك محليا وعربيا ودوليا، حيث اشاد الحضور بالانجازات التي حققتها القاضي حكمت والصورة المشرقة التي رسمتها لدور المرأة الاردنية ومكانتها وتميزها ما عزز مكانة الاردن في المحافل الدولية كافة. (بترا)