حسين طبيشات "يفش غل" جمهور جرش على مسرح "ارتيمس"!
المدينة نيوز - خاص: تلذذ فريق مسرحية " فشة غل" للفنان حسين طبيشات بالجمهور الذي أم مسرح أرتيمس لحضور مسرحيته الكوميدية السياسية الناقدة، فبعد ان امتلأ درج المسرح بالجمهور لم يجد البعض الا الجدران ليتسلقوا عليها لمشاهدة احداث المسرحية، والعمل المسرحي الذي قدمه الفنان حسين طبيشات وفرقته "فشّة غلّ" كان اسما على مسمى حيث ردد الجمهور "لقد فشيتم غلنا" وعرض الفنان طبيشات وفريق مسرحيته من خلالها هموم المواطن البسيط من خلال شخصيته التي باتت معروفة بل أنها نمطية، وهي شخصية "العم غافل" الفلاح العجوز الذي ينتقد الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
ومنذ البداية ندرك مضمون العمل ربما من عنوان المسرحية التي تشي بالتنفيس عن معاناة المواطن وتبدأ بالوزير الذي ينتظر المراجعين ويحاور "الساعي" / وائل الذي يقلد "السعاة والفرّشين" من حيث شكله ولون جواربه "الأصفر" و "طاقيته" وبنطاله القصير الذي يظهر ساقيه النحيلتين مع "خنبة" في صوته لاصطياد الضحكات من الجمهور.
ويقول الساعي للوزير: إن هناك من يريد ان يقابلك وهو مصمم ويهدد بالاعتصام في حالة الرفض، كناية لما يحدث في أيامنا من حالات اعتصامات ويخبره أن المواطن "غافل" ينتظر منذ سنتين وهو يحلم بلقاء الوزير ويظهر "غافل" ويشرح حالته ويقول للوزير "أنا باستناك من سنتين وهريت 4 كنادر" لكثرة ما قام من مشاوير الى الوزارة.
وتظهر مشكلة المواطن من خلال كثرة إنجابه بعكس الوزير الذي لا يملك من الابناء سوى ولد وحيد وهنا تظهر المفارقة بين المواطن الذي يزهو بفحولته، أمام الوزير الذي توقفت ذريته عند ولد واحد ويكثر الفنان حسين طبيشات من الايحاءات التي تتعلق بالخلفة والانجاب من استخدام " عشبة " لزيادة الفحولة وان ابنه القزم جاء كذلك لانه اخطأ في تناول العشبة المقصودة.
وينتقل بنا الكاتب يوسف العموري والفنان حسين طبيشات الى مشكلة الأرض والزراعة والفلاحة ومعاناة المزارع الاردني والحلقة المفقودة بين المزارع والمستهلك وهو السمسار.
وتتناول المسرحية مسألة توزيع المناصب على ابناء الذوات والمسؤولين بعكس أبناء الناس البسطاء الذين لا يجدون أية فرصة للتوظيف كما تستعرض المسرحية أبناء المواطن "غافل" من خلال حواره مع زوجته "جميلة" التي تقوم بالدور الفنانة ناريمان عبد الكريم التي تؤدي شخصية الزوجة الفلاحة والسكرتيرة " مايسة " أو " مايصة" كما يناديها "غافل".
ومثل كل المسرحيات التنفيسية ذات الصوت المرتفع، نجدها تسعى لتناول "كل" الهموم مرة واحدة ليس في الاردن فقط، بل وفي العالم العربي ونسمع اغنيات "محورة الكلمات". مثل اغنية " جاجاتنا وجاجاتكم ربيوا سوا" وغيرها وتتعرض المسرحية لفكرة ومشروع ضم الاردن الى مجلس التعاون الخليجي ومشاكل الدول العربية وتوزيع الثروات وشعب غزة المحاصر واعياد الميلاد المترفة".
وتنهي المسرحية بتعديل وزاري يعين بموجبه " غافل" وزيرا للزراعة لكونه " إبن مهنته". لكنه يصطدم بالمستثمر الذي يريد انشاء " كازينو " بدل الأراضي الزراعية في إشارة الى قضية " الكازينو " التي صوت عليها النواب منذ ايام ولعل أجمل ما في المسرحية " المونولوج " الداخلي بين " غافل" و " الكرسي" الذي يموت الناس من أجله.
وكالعادة لا بد أن تنتهي المسرحية بشكل إيجابي وتنتصر القيم والخير على الشر ويخرج الوزير " غافل " من الوزارة بعد أن يصر ويتمسك بمبادئه.
وتقف المسرحية عند المستجدات السياسية والاجتماعية، السائدة في عموم الاقطار العربية نتيجة لثورات الربيع العربي السائدة الآن، وأثرها على نفسية المواطن، لجهة تقديم العطاء المتواصل لمجتمعه ووطنه.